في خطوة لافتة تعكس قدرة النمسا على تعزيز مكانتها في الساحة الأوروبية، تم تعيين المستشار النمساوي السابق، كارل نيهامر، نائبًا لرئيس بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، حيث سيتقاضى راتبًا شهريًا يصل إلى 31,500 يورو. وجاء هذا التعيين الرسمي يوم الثلاثاء بعد فترة من التكهنات في الأوساط السياسية النمساوية.
تعيين يعكس الثقل السياسي والخبرة الأوروبية
منذ مغادرته منصب المستشار الفيدرالي، ظل كارل نيهامر واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية في النمسا، ما جعل تعيينه في هذا المنصب خطوة طبيعية. يأتي هذا التعيين في إطار التناوب الدوري بين دول الاتحاد الأوروبي على تعيين الأعضاء التسعة في اللجنة التنفيذية للبنك الأوروبي للاستثمار، وهو ما أتاح للنمسا فرصة ترشيح نيهامر لشغل هذا المنصب.
تستفيد النمسا من هذا التعيين إذ أن نيهامر يحمل خلفية قوية في السياسة الأوروبية، إلى جانب تجربته العسكرية العملية في الجيش النمساوي. وفي هذا السياق، يرى وزير المالية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ماركوس مارترباور، أن نيهامر هو الخيار المثالي لهذا المنصب بفضل خلفيته السياسية والدبلوماسية.
راتب يتجاوز توقعات الكثيرين
الراتب الذي سيتقاضاه نيهامر في منصبه الجديد يعكس أهمية الدور الذي سيؤديه في البنك الأوروبي للاستثمار. حيث يحصل نائب رئيس البنك على 31,536 يورو شهريًا قبل الضرائب، وهو يزيد عن راتب رئيس النمسا الذي يبلغ 26,701 يورو، وأيضًا عن راتب المستشار النمساوي الذي يقدر بـ 23,840 يورو.
النمسا والقيادة الأوروبية: خطوة مهمة نحو المستقبل
يعتبر هذا التعيين بمثابة تأكيد على دور النمسا المحوري في الهيئات الأوروبية، حيث يساهم نيهامر الآن في صنع السياسات الاقتصادية التي تؤثر على مختلف دول الاتحاد الأوروبي. كما أن هذه الخطوة تسلط الضوء على أهمية التنوع والخبرة في تولي المناصب القيادية في المؤسسات الأوروبية الكبرى.
مع استمرار نيهامر في هذا الدور الهام، يبقى السؤال: كيف سيؤثر هذا التعيين على علاقة النمسا ببقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؟ الأيام القادمة ستكشف لنا ذلك.