الثلاثاء , 22 أبريل 2025

فيينا وأزمة دعم اللغة الألمانية: أطفال بلا مساعدة ومعلمون بلا حوافز!

تشهد العاصمة النمساوية فيينا تحديًا متزايدًا في تلبية احتياجات الأطفال في رياض الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم في تعلم اللغة الألمانية. ورغم المبادرات الحكومية المعلنة، فإن المدينة لم تتمكن من تحقيق أهدافها في هذا المجال، بل سجلت تراجعًا في نسبة الأطفال الذين يحصلون على الدعم الفعلي، ما يثير تساؤلات حول فعالية البرامج التعليمية وأولويات الحكومة المحلية.

أرقام مقلقة واستجابة محدودة

وفقًا لأحدث الإحصائيات، ارتفعت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات ويحتاجون إلى دعم لغوي من 25% إلى 30% خلال السنوات الخمس الماضية، ليصل عددهم إلى 16,824 طفلًا. ورغم الزيادة في عدد معلمي اللغة الألمانية من 294 إلى 397 بين عامي 2020 و2023، فإن هذا الرقم لم يرتفع خلال العام الأخير، بل شهد تراجعًا طفيفًا إذا تم قياسه بوحدات العمل بدوام كامل، بسبب انتشار العمل الجزئي بين المعلمين.

أسباب الأزمة: نقص الحوافز أم سوء التخطيط؟

أقرت نائبة رئيس بلدية فيينا، بيتينا إميرلينغ، بأن المدينة لم تحقق أهدافها المعلنة في توسيع برامج دعم اللغة الألمانية، مشيرة إلى أن بعض المعلمين غادروا وظائفهم بينما اختار آخرون عروض عمل بديلة. غير أن المعارضة ترى أن المشكلة أعمق من مجرد استقالات فردية، إذ يرى هارالد تسييرفوس، عضو المجلس البلدي عن حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، أن القضية تكمن في عدم إعطاء هذه المسألة الأولوية الكافية.

إحدى المشكلات الأساسية التي أشار إليها تسييرفوس هي ضعف الرواتب المقدمة للمعلمين المتخصصين في دعم اللغة الألمانية، حيث يتقاضى المعلم عند التوظيف بدوام كامل حوالي 3,020 يورو شهريًا قبل الضرائب، وهو أقل بكثير من راتب معلمي رياض الأطفال البالغ 3,453 يورو. علاوة على ذلك، يُطلب من هؤلاء المعلمين التنقل بين عدة مواقع، مما يجعل الوظيفة أقل جاذبية وأصعب استقطابًا للكوادر المتخصصة.

حلول جزئية وردود فعل متباينة

في محاولة لسد الفجوة، أعلنت إدارة إميرلينغ عن مشروع تجريبي بالتعاون مع منظمة “Startklar”، بتمويل قدره 40,000 يورو، للاستعانة بمعلمين خارجيين. غير أن المعارضة شككت في جدوى هذه الخطة، حيث أشار تسييرفوس إلى أن هذا المبلغ بالكاد يكفي لتوظيف 1.4 معلم بدوام كامل، ما يجعل التأثير محدودًا للغاية.

ماذا بعد؟

بينما تزداد أعداد الأسر المهاجرة حديثًا، ويواجه الأطفال تحديات لغوية متزايدة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن حكومة فيينا من إعادة هيكلة سياساتها التعليمية لمنح الأطفال فرصة حقيقية لإتقان اللغة الألمانية؟ أم أن نقص الحوافز وضعف التخطيط سيؤديان إلى تفاقم المشكلة؟ يبدو أن الحل يكمن في اتخاذ إجراءات أكثر جذرية، بدءًا من تحسين ظروف العمل للمعلمين وصولًا إلى اعتماد استراتيجيات مستدامة تضمن مستقبلاً أفضل لهؤلاء الأطفال.

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …