النمسا بين الحياد والتحديات: رؤية وزيرة الخارجية للجصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي

أكدت وزيرة الخارجية النمساوية، بيآته ماينل-رايسينغر، التزام بلادها بالحياد العسكري، لكنها شددت على أن ذلك لا يعني العزلة السياسية، معتبرة أن تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية ضرورة لمواجهة التهديدات المتزايدة. كما كشفت عن تطلعات النمسا للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن التعاون الأوروبي هو الضمان الحقيقي للاستقرار.

الحياد وحده لا يكفي

في مقابلة مع صحيفة DER STANDARD، أوضحت ماينل-رايسينغر أن النمسا محايدة عسكريًا ولكنها ليست محايدة سياسيًا، مؤكدة أن الالتزام بمستقبل أوروبي موحد لا يتعارض مع مبدأ الحياد. وانتقدت بشدة موقف حزب الحرية النمساوي (FPÖ) الذي يرى أن تحركاتها تهدد هذا الحياد، واصفة هذا الفهم بأنه “غير مسؤول دستوريًا”.

إمكانية نشر قوات نمساوية في أوكرانيا؟

عند سؤالها عن احتمال مشاركة قوات نمساوية في مهام حفظ السلام بأوكرانيا، لم تستبعد الوزيرة هذا الخيار في المستقبل، مشروطة بوجود تفويض أممي، مؤكدة أن هناك “طرقًا أخرى لمساندة أوكرانيا”.

تعزيز الدفاع الأوروبي ضرورة ملحّة

أكدت الوزيرة التزام النمسا بزيادة ميزانيتها الدفاعية، معتبرة أن “قوة الدفاع الأوروبي لا تتحقق إلا من خلال التعاون المشترك”. كما أعربت عن قلقها من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول التزام بلاده بحلف الناتو، محذرة من أن “تقويض وحدة أوروبا يجعلها أداة في أيدي القوى العظمى”.

النمسا ومجلس الأمن: طموح دبلوماسي جديد

أعلنت ماينل-رايسينغر أنها ستتوجه إلى نيويورك لإطلاق حملة دعم ترشيح النمسا لمقعد في مجلس الأمن، مؤكدة أن بلادها ستدافع عن النظام الدولي القائم على المؤسسات وليس على “قوة الدول العظمى فقط”.

التوترات التجارية بين أوروبا وأمريكا

وصفت الوزيرة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية بأنها قد تؤدي إلى “حرب تجارية غير محسوبة العواقب”، داعية الاتحاد الأوروبي إلى التماسك لمواجهة هذه التحديات بنفس الوحدة التي يظهرها في القضايا الأمنية.

التنسيق بين وزراء الخارجية عبر وسائل التواصل

كشفت ماينل-رايسينغر أن وزراء الخارجية الأوروبيين يستخدمون تطبيق Signal للتواصل، مشيرة إلى أن سلفها ألكسندر شالنبرغ أضافها إلى المجموعة عبر “سيلفي مشترك”، وأن وزيرة الخارجية الإستونية كايا كالاس هي المسؤولة عن المجموعة.

من سياسية إلى دبلوماسية: كيف تغيّرت الوزيرة؟

ختمت الوزيرة حديثها بالتأكيد على أنها لا تزال سياسية، لكنها تدرك الآن مسؤوليتها عن مصالح النمسا بأكملها، قائلة: “إنها مهمة شرفية، وسأحرص على استخدام لهجتي الحادة بتركيز أكبر”.

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …