النمسا – انخفاض الرغبة في الإنجاب بين النساء : مخاوف مالية ومهنية تقود التوجه الجديد

دراسة حديثة تكشف أسباب عزوف النساء عن الأمومة في ظل تراجع معدل المواليد

تشير دراسة جديدة إلى أن معدل المواليد في النمسا يستمر في التراجع، حيث أظهرت النتائج أن 20% من النساء تحت سن الأربعين لا يرغبن في الإنجاب، في حين أن 11% ما زلن مترددات بشأن هذا القرار. الدراسة، التي أجريت بتكليف من منصة Parship.at، تسلط الضوء على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع النساء إلى إعادة التفكير في فكرة الأمومة.

القيود المالية والمهنية من أبرز العوائق

كشفت الدراسة أن النساء تحت سن الأربعين يتخذن مواقف متباينة تجاه الإنجاب:

  • 40% منهن إما أنجبن بالفعل أو يرغبن في إنجاب أطفال.
  • 22% يرغبن في الإنجاب لكن لم يتمكنّ من ذلك حتى الآن.
  • 20% لا يرغبن في الإنجاب نهائيًا.
  • 11% لم يقررن بعد بشأن هذا الأمر.

عند البحث في الأسباب، برزت عدة عوامل دفعت النساء إلى العزوف عن الإنجاب، من أبرزها:
✔ القيود على نمط الحياة (41%): ترى العديد من النساء أن الأمومة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في أسلوب حياتهن.
✔ التكاليف المرتفعة (39%): ارتفاع تكاليف المعيشة وتربية الأطفال يشكل عبئًا رئيسيًا، خصوصًا مع عدم كفاية الدعم الحكومي.
✔ الطموحات المهنية (30%): تفضّل بعض النساء التركيز على تطوير حياتهن المهنية بدلاً من الالتزام بمسؤوليات الأمومة.

مقارنة بين مخاوف النساء والرجال

أظهرت الدراسة أن النساء أكثر ترددًا تجاه الإنجاب مقارنة بالرجال، حيث كانت أبرز الفروقات بين الجنسين كما يلي:
📌 39% من النساء يرين أن تربية الأطفال مكلفة جدًا، مقارنة بـ31% من الرجال.
📌 30% من النساء يفضلن التركيز على حياتهن المهنية، مقابل 16% فقط من الرجال.
📌 41% من النساء يعتقدن أن الأمومة ستقيد حياتهن بشكل كبير، مقارنة بـ18% من الرجال.
📌 30% من النساء يقلقن بشأن التغيرات الجسدية خلال الحمل.
📌 25% من النساء يعتقدن أنهن لم يجدن شريكًا مناسبًا لإنجاب الأطفال.

العوامل الاجتماعية والعالمية تؤثر على قرارات الإنجاب

إضافة إلى العوامل الشخصية، تلعب الأزمات العالمية دورًا كبيرًا في انخفاض الرغبة في الإنجاب، حيث أظهرت الدراسة أن ربع النساء يعتبرن أن قضايا مثل التغير المناخي والحروب والتوترات الاقتصادية تشكل عائقًا إضافيًا أمام تكوين الأسرة.

رغم التردد، الأغلبية لا تزال تختار الأمومة

وعلى الرغم من هذه التحديات والمخاوف، فإن ثلثي النساء في النمسا بين سن 18 و75 عامًا قد أنجبن بالفعل، مقابل 60% من الرجال في نفس الفئة العمرية. كما أظهرت الدراسة أن 6% من النساء لم يستطعن تحقيق رغبتهن في الإنجاب بسبب عوامل صحية أو اجتماعية.

أهمية مناقشة قرارات الإنجاب مبكرًا

تعلق عالمة النفس كارولين إيرب من Parship.at على هذه النتائج بقولها:
“إن قرار الإنجاب هو خطوة مهمة تتطلب تفكيرًا عميقًا، خصوصًا بالنسبة للنساء اللواتي يأخذن في الاعتبار العوامل المالية، والرعاية المستقبلية، والتغيرات في نمط الحياة. لذلك، من الضروري أن تتم مناقشة هذه المخاوف في وقت مبكر داخل العلاقة، لضمان توافق الشريكين على رؤية مشتركة للمستقبل.”

مع استمرار التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو أن نظرة النساء إلى الأمومة تتغير بشكل جذري، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل معدل المواليد في النمسا، ومدى تأثير هذه التوجهات على المجتمع على المدى الطويل.

شاهد أيضاً

ممرض ألماني يواجه اتهامات بجرائم قتل جديدة في مستشفى قرب مدينة آخن

قضية صادمة تهز القطاع الصحي في ألمانيا مع اتساع دائرة الضحايا يواجه ممرض ألماني يبلغ …