باريس تُضيّق على المهاجرين بقرارات “استثنائية”.. تفاصيل وثيقة لوزير الداخلية تُشدّد إجراءات تسوية أوضاع اللاجئين

في تصعيد جديد ضمن سياسة الهجرة الفرنسية يؤكّد عزم الحكومة الحالية على تبني نهج أكثر صرامة تجاه المهاجرين غير النظاميين يقلّل من فرص تسوية أوضاعهم والإسهام في تيسير اندماجهم، أصدر وزير الداخلية برونو روتايو منشوراً/ دورية قبل أيام إلى المحافظات تتضمن تشديداً لشروط تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين، لتكون بديلاً عن منشور فالس لعام 2012.

من بين أبرز التعديلات التي تضمنها المنشور الجديد تمديد مدة الإقامة المطلوبة، إذ سيتوجب على أي شخص أجنبي إثبات 7 سنوات من الإقامة في فرنسا بدلاً من 5 سنوات سابقاً، ليكون مؤهلاً لتسوية وضعه. إلى جانب ذلك، أصبح من الضروري الآن إثبات توفر المهاجر على مستوى أعلى من اللغة الفرنسية لأي طلب تسوية.

من جهة أخرى، أضحت شروط الحصول على تصريح إقامة من خلال العمل أكثر صرامة، حيث يتم اشتراط عقود أكثر استقراراً وطولاً. في المقابل، سيتم تسريع عمليات الترحيل من خلال حث المحافظين على إعطاء الأولوية لترحيل الأشخاص في وضع غير قانوني، خصوصاً أولئك الذين صدرت بحقهم أوامر بمغادرة الأراضي الفرنسية (OQTF).

منشور روتايو يأتي في إطار تشديد السياسة الفرنسية تجاه الهجرة، إذ منذ توليه وزارة الداخلية، كثّف الوزير من الإجراءات الرامية إلى تقليل عدد المهاجرين، دشنها بخطوات سابقة شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، حين أصدر منشورات للمحافظين تحدّد أهدافاً عددية لعمليات الترحيل، وتوجيهات للحد من عمليات التسوية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 تم إقرار قانون هجرة أكثر صرامة، يقيد شروط استقبال طالبي اللجوء ويقلّل من المساعدات الاجتماعية للأجانب غير النظاميين.

“نسخ” لمنشور فالس

في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، أصدر وزير الداخلية آنذاك، مانويل فالس، تعميماً موجهاً إلى المحافظين، حدد فيه القواعد الجديدة لتسوية أوضاع الأجانب الموجودين في وضع غير نظامي. حينها أيضاً، كان وزير الداخلية يؤكد أن مكافحة الهجرة غير النظامية هي “أولوية حكومية مع السعي في الوقت ذاته إلى مراعاة بعض “الحقائق الإنسانية” بشكل “عادل”.

عقب 13 عاماً، وبعد إقرار قانون هجرة جديد، ألغى وزير الداخلية الحالي هذا التعميم، وأصدر تعليمات جديدة للمحافظين بشأن التصاريح الاستثنائية للإقامة (AES). منشور فالس الذي كان يسمح لحوالي 30,000 شخص بتسوية أوضاعهم سنوياً، إما بسبب العمل الذي يمارسونه، في معظم الأحيان، أو بسبب حياتهم الخاصة والعائلية في فرنسا، سينعكس سلباً على نفس عدد هؤلاء المهاجرين أو يزيد بقليل.

شاهد أيضاً

لم الشمل على مشرحة البرلمان يوم الثلاثاء – والنمسا تُعلّق إنسانيتها!

في خطوة تُنذر بعواقب إنسانية واجتماعية وخيمة، يستعد البرلمان النمساوي يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة قانون …