أثار الكشف عن الشعار الرسمي لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستستضيفها المغرب، جدلًا واسعًا بين مغاربة وجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب تصميمه المستوحى من فن “الزليج” الشهير في المنطقة. الشعار الذي أعلن عنه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وصف بأنه مستوحى من فن الفسيفساء والزخرفة المغربية، حيث يمزج بين الإبداع والدقة والشغف، ليعبر عن هوية البطولة.
هذا الإعلان أحيا نقاشًا قديمًا متجددًا بين الجزائر والمغرب حول أصول الزليج، الذي يعد رمزًا للتراث الثقافي في المنطقة. ويأتي هذا السجال في سياق توترات ثقافية سابقة، كان أبرزها ما حدث في سبتمبر 2022، عندما وجهت وزارة الثقافة المغربية إنذارًا قضائيًا لشركة “أديداس”.
وكانت أزمة “أديداس” حينها قد اندلعت بعدما أطلقت الشركة تصميما جديدًا لقميص المنتخب الجزائري، مستوحى من أنماط الزليج التقليدية، مع الإشارة إلى أن هذا التصميم مستوحى من قصر المشور الأثري بمدينة تلمسان الجزائرية. هذا الأمر دفع الجانب المغربي لاعتبار الخطوة “استيلاءً ثقافيًا” ومحاولة لنسب أحد أشكال التراث المغربي التقليدي إلى بلد آخر.
وفي سياق الجدل الجديد، احتفى مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بالشعار، معتبرين أنه يعكس الهوية المغربية الأصيلة، ويُبرز فن الزليج الذي يُعد إرثًا ثقافيًا عالميًا. على الجانب الآخر، رأى جزائريون أن الزليج جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي لمنطقتهم، خاصة في مدن مثل تلمسان، التي تشتهر بفنون الزخرفة والعمارة التقليدية.
يذكر أن فن الزليج، الذي تطور في شمال إفريقيا منذ قرون، يُعتبر من أبرز معالم الهوية الثقافية للمنطقة، ويمتد تاريخه ليشمل تأثيرات مغاربية وأندلسية. وقد ساهم في بناء هوية معمارية مميزة لكلا البلدين.
الجدل الثقافي بين المغرب والجزائر حول أصول الزليج يعكس التوتر الأوسع بين البلدين، اللذين يتنازعان في أكثر من ملف سياسي وثقافي. ومع اقتراب انطلاق بطولة أمم إفريقيا، يبدو أن هذا السجال قد يستمر لفترة أطول، خاصة مع الأضواء العالمية التي ستسلط على المغرب كدولة مستضيفة للبطولة.