شهدت العاصمة النمساوية الخميس الموافق 10 يناير 2025 مظاهرة حاشدة ضد التطرف اليميني والعنصرية. يأتي ذلك وسط خشية من الصعود الملحوظ لأحزاب اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا.
فقد تجمع آلاف الأشخاص مساء الخميس أمام مبنى مقر المستشارية النمساوية للاحتجاج على مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزب الحرية اليمينى (FPÖ) وحزب الشعب (ÖVP)، وتحت شعار “إنذار للجمهورية”، تم تنظيم سلسلة بشرية حول مبنى المستشارية الفيدرالية، وقدرت المظاهرة بأكثر من 25 ألف شخص.
وأظهرت إحدى الملصقات كيكل كدمية يتحكم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى مواقف زعيم حزب الحركة النمساوي المؤيدة للكرملين.
ووفقًا للمنظمين، انضم حوالي 25 ألف شخص إلى المظاهرة التي دعت إليها العديد من المنظمات. وجاء في بيان المنظمين: “أن بلدنا تواجه هجوماً استبدادياً يهدد الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحماية البيئة، والتماسك الاجتماعي”.
تلقت المظاهرة دعماً من منظمات اجتماعية وكنسية، بالإضافة إلى مجموعات تُعنى بالقضايا البيئية وحقوق اللاجئين
وكانت المظاهرة موجهة أيضًا ضد حزب الحرية FPÖ الذي يريد، حسب المتظاهرين، توجيه النمسا نحو اليمين.
ويقول المنظمون إن الهدف الرئيسي للمظاهرة هو الدفاع عن الديمقراطية وإرسال إشارة قوية ضد العنصرية والتطرف وكراهية الأجانب.
تحت قيادة مستشار محتمل من حزب الحرية، هربرت كيكل، تزايدت المخاوف من أن يتم تقويض الحقوق الأساسية، واستهداف الأشخاص والمنظمات غير الحكومية عبر “قوائم مراقبة”، وتحويل النمسا إلى نموذج مشابه لسياسات رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، وأوضح المحتجون أن حضورهم يهدف أيضًا إلى التأكيد على أن المجتمع المدني سيكون يقظًا ولن يسمح بسير النمسا في نفس الاتجاه الذي اتخذته دول أخرى.
ويقول رجل مسن لشبكة رمضان الإخبارية شارك في المظاهرة: “الحركات اليمينية لا تتصاعد في النمسا فقط، بل في جميع أنحاء أوروبا، وهذا هو المرعب في الأمر. وإذا نظرت إلى الدول الإسكندنافية أو إسرائيل، فالأمر هكذا تمامًا. بعبارة أخرى، ليس فقط في الحي السابع أو في فيينا، بل نحن ضد اليمين في جميع أنحاء العالم. يجب ألا نغفل عن ذلك”
وكان “حزب الحرية النمساوي” قد فاز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التى جرت فى سبتمبر الماضى في لأول مرة.
ومع ذلك، فشلت أحزاب الوسط الثلاثة، وهي حزب الشعب النمساوي المحافظ، والحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي، وحزب “نيوس” الوسطي، في تشكيل ائتلاف حكومي يستبعد الحزب اليميني المتطرف.
يسعى زعيم حزب الحرية النمساوي، هربرت كيكل، حالياً إلى تشكيل حكومة بالتعاون مع حزب الشعب النمساوي، بعد أن كلّفه الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن بهذه المهمة.
في المقابل، يبدي حزب الشعب استعداده للحوار، لكنه يشترط أن يلتزم حزب الحرية النمساوي، المعروف بانتقاده للاتحاد الأوروبي وتأييده لروسيا، بـ”المبادئ الأوروبية والديمقراطية الغربية”.