تمكّنت المعارضة السورية من إسقاط نظام بشار الأسد في خطوة مفاجئة وسريعة، ما أدى إلى إفشال خطة إماراتية إسرائيلية كانت تهدف إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث كتل جغرافية منفصلة.
عملت الخطة على تقليص نفوذ إيران وحزب الله، ومنع تركيا من التوسع في الأراضي السورية. وكشفت تفاصيل الخطة عن مساعٍ لإنشاء ارتباطات عسكرية واستراتيجية بين إسرائيل والكرد في الشمال الشرقي، وبين الإمارات والدروز في الجنوب، مع الإبقاء على بشار الأسد في دمشق تحت وصاية إماراتية.
كان الهدف من هذا المخطط حصر النفوذ التركي في إدلب والشمال الغربي، بينما تدير الإمارات تمويل النظام السوري والسيطرة عليه.
وأعلن وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، عن هذه التوجهات بشكل غير مباشر قبل شهر، عندما دعا إلى إقامة تحالفات استراتيجية مع الأقليات في سوريا ولبنان.
سقوط الأسد أفشل الخطة الإسرائيلية الإماراتية، ودفع إسرائيل إلى استهداف قدرات سوريا العسكرية لتفادي وقوع أسلحة استراتيجية بيد المعارضة. وأفادت تقارير بأن الأسد قدم معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل لضمان سلامته عند هروبه من دمشق.
كشف الصحفي ديفيد هيرست أن سفيري الإمارات والأردن بذلا محاولات يائسة للحفاظ على نظام الأسد أثناء اقتراب المعارضة من دمشق.
وأشار إلى حالة الذعر التي اجتاحت المسؤولين في الإمارات والأردن بعد سيطرة المعارضة، خوفًا من احتمالية تولي فصائل إسلامية إدارة الدولة الجديدة.
تأتي هذه التطورات لتسلط الضوء على تغيرات كبرى في موازين القوى داخل سوريا، وسط تراجع نفوذ القوى الإقليمية التي دعمت نظام الأسد طوال عقود.