ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداء دهساً على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ شرق ألمانيا، زاد في حدة ردود الفعل السياسية والتشديد بالإجراءات الأمنية في البلاد، وفي دول أوروبية مجاورة.
وخلال زيارته لموقع الاعتداء، يوم السبت، وصف المستشار الألماني الاعتداء بـ “الكارثة الرهيبة”، مؤكدا عدم الاستسلام للذين يريدون نشر الكراهية. ودعا شولتس للوحدة الوطنية، متعهدا بالرد بكل قوة القانون على الهجوم، وإجراء تحقيق شامل حول الاعتداء الذي يتزامن مع ذكرى أليمة لاعتداء دموي استهدف سوقا لعيد الميلاد في برلين سنة 2016.
من جهتها، وصفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، وصفت منفذ الهجوم بأنه ذو توجهات معادية للإسلام، معلنة تشديد الإجراءات الأمنية حول أسواق عيد الميلاد في البلاد.
وقد تضع توجهات المهاجم “القريبة من حزب البديل” ضغوطاً على الحزب اليميني المتطرف قبيل الانتخابات المبكرة في شباط/فبراير المقبل.
وفي خضم جدل محتدم حول الأمن والهجرة، وبين الصدمة على الصعيدين الشعبي والسياسي، وحيرة الخبراء إزاء الطابع غير المسبوق لشخصية المهاجم، تتواصل التحقيقات الأمنية والقضائية التي تشي لحد الآن بأن الإعتداء منفرد الطابع.
في فرنسا:
الاعتداء على سوق عيد الميلاد في ألمانيا، دفع بجاراتها من الدول الأوروبية إلى تشديد إجراءاتها الأمنية على الأسواق الشعبية التي تعج بها الشوارع الأوروبية، احتفالاً بعيد الميلاد واحتفالات نهاية العام.
ففي فرنسا التي شهدت مسبقاً مثل هكذا هجوم في مدينة ستراسبورغ شرق البلاد، قامت الشرطة الفرنسية بتأمين سوق عيد الميلاد الشهير في مدينة ستراسبورغ، بعد الهجوم المميت عام 2018 الذي أودى بحياة خمسة أشخاص. بينما حاول الزوار وأصحاب المتاجر بحذر إبقاء الاحتفالات مستمرة على الرغم من الخسائر الفادحة التي خلفها هجوم السيارة الدامية على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ، ألمانيا، في اليوم السابق.
في النمسا:
من جهتها، عزّزت شرطة فيينا انتشارها في أسواق عيد الميلاد في العاصمة، يوم السبت، غداة عملية الدهس في ألمانيا.
وعلى الرغم من أن الحادث اعتبر فردياً في ألمانيا ولا علاقة له بدول الجوار، وعلى الرغم من عدم وجود تهديد محدد اتجاه النمسا، أكد المتحدث باسم شرطة فيينا ديفيد باوليك إنّه “بسبب حادث ماغدبورغ، تقرر أن تكثف الشرطة انتشارها في أنحاء فيينا مع التركيز على أسواق عيد الميلاد في المدينة اعتبارا من السبت”.
وكان للنمسا نصيب من الاعتداءات الإرهابية، إذ أطلق مؤيّد لتنظيم الدولة الإسلامية النار في وسط فيينا عام 2020، في هجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 23 بجروح، قبل أن ترديه الشرطة، في أول هجوم دموي من هذا النوع تشهده البلاد.
المصدر – الصحف الألمانية