بعد سقوط النظام السوري بدمشق يوم الأحد الماضي باب الجدل أمام قضية اللاجئين السوريين وخاصة في أوروبا، وفور إعلان سقوطه سارعت أغلب الدول الأوروبية لتعليق طلبات اللجوء الجديدة للسوريين على أراضيها، أما فيما يخص الحاصلين مسبقاً على إقامات أوروبية بدأت العديد من الدول الأوروبية بالإدلاء بتصريحات ومقترحات بشأن مصيرهم.. وفي مقدمتها النمسا وألمانيا.
وعرضت حكومة النمسا مبلغاً مادياً قدره 1000 يورو دعته بـ “مكافأة العودة”، ستقوم بدفعه لكل لاجئ يرغب طوعياً بالعودة إلى بلاده سوريا.
وأفاد المستشار النمساوي المحافظ كارل نيهامر أن مجريات الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط النظام، ستساعد في تقييم الوضع القانوني للاجئين السوريين على أراضي النمسا.
وفي منشور له على منصة إكس، وجه نيهامر رسالة للاجئين السوريين قال فيها “إن بلادهم تحتاج الآن إلى مواطنيها لإعادة إعمارها”.
يجدر الذكر أن حكومة المحافظين النمساوية ترزح تحت عبء ضغوطات متزايدة من قبل اليمين المتطرف في البلاد، بشأن إعادة تنظيم ملف الهجرة واللاجئين، على غرار العديد من جاراتها الأوروبية.
وفي سياق متصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، يوم الجمعة، إنه حكومة بلاده لن تضغط على اللاجئين السوريين المقيمين في بلاده، والحاصلين على حق اللجوء قبل سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد شولتس أن “اللاجئين المندمجين” في البلاد “مرحب بهم”، في إشارة إلى من تعلم اللغة الألمانية ويسهل التعامل معه في المؤسسات الحكومية، إضافة لمن حصل على عمل مستقر وثابت، فإن السلطات الألمانية لن تطلب منه “العودة إلى بلاده وترك عمله”، وفقاً لشولتس.
ويعيش في ألمانيا نحو مليون سوريا أغلبهم لاجئين، هاجروا من بلادهم عقب إندلاع الحرب منذ العام 2011، ولا سيما في أزمة اللجوء التي شهدها عام 2015، كما يشكل السوريون النسبة الأكبر من اللاجئين في أوروبا، حيث ارتفعت وتيرة موجة الهجرة بسبب تفاقم الاوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا.
وكانت 12 دولة أوروبية منها النمسا وألمانيا أعلنت، بعد ساعات قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، تعليق النظر في ملفات اللجوء الجديدة للاجئين السوريين، الأمر الذي اثار جدلاً كبيرا وواسعاً في أوساط اللاجئين أنفسهم، الذين ما زالو يشعرون بالخوف اتجاه مستقبل غير واضح الملامح في وطنهم الأم سوريا.
وبعد الجدل الذي أثاره صعود تيار اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بالقرارات والإجراءات في ملف الهجرة واللجوء، يبقى من غير الممكن الترحيل القسري للحاصلين بالفعل على حق اللجوء في أوروبا.
المصدر – الصحف النمساوية
حدمات دفن الموتى