بالفيديو – وفتحت أبواب المسلخ.. حكاية سجن صيدنايا الذي أسسه حافظ الأسد وعُذِّب فيه المعارضون لأربعة عقود

على حائط غرفة عريض رُصّت عشرات الشاشات لكاميرات مراقبة غرف السجن. يظهر من خلال التسجيلات عشرات السجناء في الغرفة الواحدة، لا يدخلها ضوء الشمس ولا نسيم الليل. منهم الممدد على الأرض، ومنهم من يتمشى داخل مربع ضيق لا يسع الخطوة الواحدة.

هذا هو المشهد الذي نقله أحد ثوار المعارضة السورية صباح الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو يوثق بهاتفه النقال وضعية السجناء وسط سجن صيدنايا المتاخم للعاصمة السورية دمشق، وذلك بعد دخول المعارضة التي حررت منه جميع السجناء.

يُعرف سجن صيدنايا بأنه أحد أسوأ المعتقلات التي أسستها الحكومة السورية سنة 1987، أثناء فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، كجزء من سياساته الأمنية لتعزيز السيطرة الداخلية.

كان الهدف الأساسي من بناء السجن هو توفير منشأة ذات طابع عسكري مخصص لاحتجاز السجناء السياسيين والعسكريين. يُعد السجن أحد مراكز الاحتجاز التي تُدار تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع السورية.

وصُمم السجن ليكون مكاناً شديد التحصين، واكتسب خلال العقود التالية سمعة سيئة بسبب الانتهاكات الموثقة داخله، لا سيما في ظل حكم بشار الأسد، الذي اتُّهمت حكومته باستخدام السجن كأداة قمع خلال الحرب السورية وما قبلها.

ولا يتم الإعلان عن هوية غالبية المعتقلين، حيث يُحتجزون في ظروف سرية للغاية، لأنه يُعتبر مركزاً للإخفاء القسري والتعذيب، وهو ما يجعل من الصعب معرفة أعداد وأسماء المعتقلين بالكامل.

ومع بزوغ فجر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 وسقوط نظام الأسد، أعلنت المعارضة عن لوائح السجناء المفرج عنهم من السجن السيئ الذكر، وتضمنت أسماء كان يعتقد ذووهم أنهم فارقوا الحياة.

أين يقع سجن صيدنايا؟

يقع سجن صيدنايا قرب العاصمة السورية دمشق. يُعتبر أحد أشهر السجون في سوريا وأكثرها جدلاً. يُدار هذا السجن من قِبل السلطات السورية، وهو تابع لوزارة الدفاع، ويُعرف بأنه مركز للاعتقال والتحقيق مع السجناء السياسيين والعسكريين.

يتألف السجن من عدة طوابق وأجنحة، بعضها يُخصص للعزل الانفرادي، كما أن بنيته مشددة الحراسة وتشمل أبراج مراقبة وحواجز أمنية. غير أن عناصر المعارضة استطاعت اختراقه وتحرير سجنائه.

اختارت الحكومة السورية حينها، بقيادة حافظ الأسد، أن تبني سجن صيدنايا في منطقة جبلية شديدة التحصين بالقرب من دمشق، ما يجعله صعب الاختراق ومناسباً للأغراض الأمنية والعسكرية.

يحتوي سجن صيدنايا على سجناء سياسيين وعسكريين ومتهمين في قضايا أمن الدولة، أغلبهم معتقل منذ ثمانينيات القرن الماضي، وجزء آخر اعتُقل بين سنتي 2011 و2014.

استخدم نظام الأسد سجن صيدنايا للاحتجاز التعسفي للمعارضين السياسيين والنشطاء، فضلاً عن الأشخاص المتهمين بالإرهاب أو بالانتماء إلى الجماعات السياسية المعارضة.

يُعرف سجن صيدنايا بظروفه القاسية وسوء معاملة السجناء. أشارت تقارير حقوقية ومنظمات دولية، مثل منظمة العفو الدولية، إلى وجود انتهاكات جسيمة داخل السجن، بما في ذلك التعذيب والإعدامات الجماعية.

وصباح الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت المعارضة السورية عن دخول سجن صيدنايا وتحرير جميع السجناء منه، وذلك قبل ساعات قليلة من إعلان هروب بشار الأسد خارج البلاد.

https://twitter.com/i/status/1865654359834427409

 

مسلخ بشري

أطلقت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر سنة 2017 عن سجن صيدنايا لقب “المسلخ البشري”، بسبب ما وُثِّق من حالات التعذيب الممنهج. وأكدت المنظمة أن حوالي 13,000 شخص أُعدموا في سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015.

وقالت المنظمة إن سجن صيدنايا يتبع أساليب تعذيب قاسية ويتضمن محاكمات سريعة وغير عادلة. كما طالبت مجموعة من المنظمات الحقوقية بإغلاق سجن صيدنايا، الواقع على تخوم دمشق، وإجراء تحقيقات دولية بشأن الجرائم التي يُعتقد أنها وقعت داخله.

ويوثق التقرير شهادات لسجناء سابقين وضباط عملوا في السجن، وصفوا فيها عمليات الإعدام والتعذيب والظروف القاسية التي يعيشها السجناء. ووصف التقرير السجن بأنه مركز لـ”الإبادة الممنهجة”، حيث يتعرض السجناء للتعذيب وسوء المعاملة منذ لحظة وصولهم.

كما قدمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مجموعة من التقارير التي توثق حالات الاختفاء القسري في سجن صيدنايا. وأشارت الشبكة إلى أن السجن يُستخدم كأداة رئيسية للقمع السياسي والانتقام من المعارضين.

ووثقت الشبكة شهادات تشير إلى الظروف غير الإنسانية، بما في ذلك الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية المفروضة على السجناء داخل السجن في سوريا.

من جهتها، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقارير عديدة عن سجن صيدنايا، توثق انتهاكات شديدة، واصفةً إياه بـ”مركز التعذيب”. وذكرت المنظمة أن عمليات الاحتجاز غالباً ما تتم بدون محاكمة أو بناءً على اعترافات تُنتزع تحت التعذيب.

كما وصفت صحيفة الغارديان البريطانية السجن بأنه “مركز لرعب الدولة”، حيث يتم استخدامه كأداة للقمع. واعتبرت مجلة نيويوركر في تحقيقها أن الظروف قاسية داخل السجن، مشيرة إلى شهادات سجناء سابقين عن عمليات التعذيب والوفيات بسبب الإهمال الطبي والجوع.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية

شاهد أيضاً

فيينا – سرقة محتويات صالون نسائي سورى بالحى الثانى

شهد الحي الثانى فى العاصمة النمساوية فيينا سرقة استهدفت صالون حلاقة نسائي، حيث تمكن اللصوص …