في منتصف شهر سبتمبر الماضي، شهدت النمسا فيضانات شديدة، لا تزال آثارها واضحة حتى اليوم، خاصة في منطقة النمسا السفلى. كانت بلدة كريتزيندورف، الواقعة على بُعد 30 كيلومتراً من فيينا، من بين المناطق الأكثر تضرراً، حيث غمرت المياه والوحل المنازل والشوارع، ما أدى إلى حالة طوارئ تطلبت جهوداً كبيرة للتنظيف والإصلاح.
في هذا السياق، برزت الجالية السورية في النمسا بدور بطولي، بحسب ما وصفته الاعلام النمساوي، حيث تطوع حوالي 300 شخص من “الجالية السورية الحرة” للمساعدة في أعمال التنظيف وإعادة الإعمار. جاءت هذه المبادرة العفوية من أفراد، معظمهم لجأوا إلى النمسا في عام 2015، ليقدموا مثالاً يُحتذى به في التضامن والعمل الإنساني.
تقديراً لهذه الجهود، سيتم تكريم المجتمع السوري في الرابع من ديسمبر/كانون الأول في فيينا بجائزة جورج، التي تحمل اسم الناشط الراحل في مجال حقوق الإنسان جورج ليبيشزاك. يأتي هذا التكريم ليس فقط بسبب دورهم البارز في مكافحة آثار الفيضانات، بل أيضاً لالتزامهم بالاندماج وحقوق الإنسان في النمسا.
بينما تسببت الفيضانات في خسائر جسيمة، ظهرت قيم التضامن والأمل من قلب الأزمة. لقد لعبت الجالية السورية دوراً مهماً إلى جانب متطوعي فرق الإطفاء والمجتمع المدني، مسطرة قصة نجاح إنسانية تسلط الضوء على مساهمات اللاجئين في مجتمعاتهم الجديدة.
تكريم الجالية السورية في النمسا يجسد دور اللاجئين في بناء مجتمعات متماسكة، ويؤكد أن التضامن والمحبة أقوى سلاح في مواجهة الكوارث وصعود التيارات اليمينية. هذه المبادرة ليست فقط تقديراً لجهودهم، بل رسالة بأن الإنسانية قادرة على تجاوز الاختلافات ومواجهة التحديات بروح واحدة.
يذكر أن النمسا تستضيف نحو 146,000 لاجئ وأفراداً من الحاصلين على الحماية الفرعية، بالإضافة إلى أكثر من 18,000 طالب لجوء. يشكل السوريون النسبة الأكبر من اللاجئين، حيث يبلغ عددهم حوالي 58,000 شخص، يليهم الأفغان بحوالي 41,000، وهم أيضًا في مقدمة الجنسيات بين طالبي اللجوء.
المصدر الصحف النمساوية