أظهر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، الإثنين 2 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان والحرب في أوكرانيا رفعت مبيعات تجارة السلاح في العالم خلال عام 2023.
وقال التقرير إن إيرادات مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية من قبل أكبر 100 شركة في الصناعة، بلغت 632 مليار دولار في 2023، بزيادة بلغت 4.2% مقارنة بعام 2022.
وأشار التقرير إلى أن الشركات الخمس على رأس القائمة جميعها أمريكية منذ عام 2018، وجاءت بالترتيب التالي: “لوكهيد مارتن”، و”آر تي إكس”، و”نورثروب غرومان”، و”بوينغ”، و”جنرال دايناميكس”.
وذكر أن زيادات طرأت في عائدات الأسلحة في جميع المناطق، مع ارتفاعات حادة بشكل خاص بين الشركات التي تتخذ من روسيا والشرق الأوسط مقرًا لها.
وفي 2023، كثّف العديد من منتجي الأسلحة إنتاجهم استجابة للطلب المتزايد، وارتفع إجمالي عائدات الأسلحة لأكبر 100 شركة بعد انخفاض في 2022.
وزادت ما يقرب من ثلاثة أرباع الشركات عائداتها من الأسلحة على أساس سنوي خلال العام الماضي.
https://twitter.com/SIPRIorg/status/1863599595340566941?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1863599597290983608%7Ctwgr%5Ea5aa327f48bb6d1bc2f80d0adfee49428b8ee55a%7Ctwcon%5Es2_&ref_url=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2Fd8aad982d8a7d8b1d98ad8b1-d8b4d8a7d8b1d8add8a9%2F2024%2F12%2F03%2Fd8aad8acd8a7d8b1d8a9-d8a7d984d8b3d984d8a7d8ad-d8bad8b2d8a9%2F
ونقل التقرير عن لورينزو سكارازاتو، الباحث في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام قوله: “من المرجح أن تستمر الزيادة في عائدات الأسلحة في عام 2024”.
وقال سكارازاتو: “لم تعكس عائدات الأسلحة لأكبر 100 شركة منتجة للأسلحة حجم الطلب بشكل كامل، وقد أطلقت العديد من الشركات حملات توظيف، مما يشير إلى أنها متفائلة بشأن المبيعات المستقبلية”.
يذكر أنه منذ إنشائه عام 1966، يقوم معهد (SIPRI) الدولي ومقره بالعاصمة السويدية ستوكهولم، بإعداد الأبحاث والتقارير والتحليلات في مجالات مثل الصراع والتسلح والحد من الأسلحة ونزع السلاح.
ولم يكن تقرير معهد ستوكهولم الدولي هو التقرير الأول الذي يشير إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة رفعت معدلات الإنفاق العسكري في العالم والشرق الأوسط.
ففي فبراير/شباط الماضي، قفزت قيمة الإنفاق العسكري الإسرائيلي، بنسبة 24% على أساس سنوي في 2023 إلى 27.5 مليار دولار، مدفوعة بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتوترات في الشمال مع حزب الله اللبناني، بحسب تقرير آخر لمعهد ستوكهولم.
وأظهر التقرير أن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي بلغ في 2023 نحو 2.443 تريليون دولار، بزيادة 6.8% مقارنة بعام 2022.
وقال التقرير: “نما الإنفاق العسكري الإسرائيلي -وهو ثاني أكبر إنفاق في المنطقة بعد السعودية- بنسبة 24% ليصل إلى 27.5 مليار دولار في 2023”.
وفي الشرق الأوسط ككل، زاد الإنفاق العسكري بنسبة 9% ليصل إلى 200 مليار دولار في 2023؛ وكان هذا أعلى معدل نمو سنوي شهدته المنطقة خلال العقد الماضي.وبعد ما يقرب من أسبوعين على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً بعنوان: الحرب في الشرق الأوسط تزيد من ارتفاع مبيعات الأسلحة الدولية.
نستعرض في هذا التقرير أبرز الملاحظات التي تضمنها تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عن الإنفاق العسكري العالمي لعام 2023.
الشرق الأوسط: شركات تصنيع الأسلحة تشهد نمواً في الإيرادات بسبب الحرب في غزة وأوكرانيا
- تتمركز 6 من أكبر 100 شركة أسلحة في العالم في الشرق الأوسط في تركيا وإسرائيل. وقد ارتفعت عائدات الأسلحة المجمعة لهذه الشركات بنسبة 18% لتصل إلى 19.6 مليار دولار.
- مع اندلاع الحرب في غزة، بلغت عائدات الأسلحة للشركات الثلاث الموجودة في إسرائيل 13.6 مليار دولار.
- شهدت الشركات الثلاث الموجودة في تركيا نمو عائداتها من الأسلحة بنسبة 24% لتصل إلى 6.0 مليار دولار، بسبب زيادة الطلب المحلي وارتفاع الصادرات المرتبط عادة بالحرب في أوكرانيا.
- الشركات التركية الثلاث هي شركة “أسيلسان” التي حلت بالمرتبة 54، وشركة “بايكار” بالمرتبة 69، وشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش” بالمرتبة 78.
- قال الدكتور دييغو لوبيز دا سيلفا، الباحث الأول في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: “شهد أكبر منتجي الأسلحة في الشرق الأوسط في قائمة أفضل 100 شركة ارتفاع عائداتهم من الأسلحة إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2023 ويبدو أن النمو سيستمر”.
- وأضاف:”وبشكل خاص، بالإضافة إلى تحقيق عائدات قياسية من الأسلحة في عام 2023، يقوم منتجو الأسلحة الإسرائيليون بحجز المزيد من الطلبات مع استمرار الحرب في غزة وانتشارها”.
أمريكا:ارتفاع عائدات شركات الأسلحة الأمريكية، لكن تحديات الإنتاج لا تزال قائمة
- سجلت الشركات الـ 41 في قائمة أكبر 100 شركة ومقرها الولايات المتحدة عائدات أسلحة بلغت 317 مليار دولار، أي نصف إجمالي عائدات الأسلحة لأكبر 100 شركة وأكثر بنسبة 2.5% عن 2022.
- منذ عام 2018، تستأثر الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، بالمراكز الخمس الأولى في قائمة أكبر 100 شركة.
- من بين الشركات الأمريكية الـ 41، زادت 30 شركة عائداتها من الأسلحة في عام 2023، ومع ذلك، كانت شركتا لوكهيد مارتن و آر تي إكس، أكبر منتجين للأسلحة في العالم، من بين الشركات التي سجلت انخفاضاً.
- قال الدكتور نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: “غالباً ما تعتمد الشركات الكبرى مثل لوكهيد مارتن و آر تي إكس، التي تصنع مجموعة واسعة من منتجات الأسلحة، على سلاسل توريد معقدة ومتعددة المستويات، مما جعلها عرضة لتحديات سلسلة التوريد المستمرة في عام 2023. وكان هذا هو الحال بشكل خاص في قطاعي الطيران والصواريخ”.
أوروبا: صناعة الأسلحة الأوروبية تتخلف عن بقية العالم في نمو الإيرادات
- بلغ إجمالي إيرادات الأسلحة لأكبر 27 شركة مقرها في أوروبا (باستثناء روسيا) 133 مليار دولار في 2023؛ وكان هذا أعلى بنسبة 0.2% فقط عن 2022، وهو أصغر زيادة في أي منطقة من العالم.
- كانت شركات الأسلحة الأوروبية التي تنتج أنظمة أسلحة معقدة تعمل في الغالب على عقود قديمة خلال عام 2023، وبالتالي فإن إيراداتها لهذا العام لا تعكس تدفق الطلبات.
- قال لورينزو سكارازاتو: “إن أنظمة الأسلحة المعقدة تتطلب فترات زمنية أطول. وبالتالي فإن الشركات التي تنتجها تكون أبطأ بطبيعتها في الاستجابة للتغيرات في الطلب. وهذا يفسر سبب انخفاض عائداتها من الأسلحة نسبياً في عام 2023، على الرغم من زيادة الطلبات الجديدة”.
- في الوقت نفسه، شهد عدد من المنتجين الأوروبيين الآخرين نمواً كبيراً في عائدات الأسلحة، مدفوعاً بالطلب المرتبط بالحرب في أوكرانيا، وخاصة على الذخيرة والمدفعية والدفاع الجوي والأنظمة الأرضية.
- تمكنت الشركات في ألمانيا والسويد وأوكرانيا وبولندا والنرويج والتشيك من الاستفادة من هذا الطلب.
- على سبيل المثال، زادت شركة راينميتال الألمانية من قدرتها الإنتاجية للذخيرة مقاس 155 ملم، وتعززت عائداتها من خلال تسليم دبابات ليوبارد وطلبات جديدة، بما في ذلك من خلال برامج التبادل المرتبطة بالحرب (التي بموجبها تزود البلدان أوكرانيا بالسلع العسكرية وتتلقى البدائل من الحلفاء).
روسيا: ارتفاع حاد في عائدات الأسلحة
- شهدت الشركتان الروسيتان المدرجتان في قائمة أفضل 100 شركة زيادة في إيراداتهما المجمعة بنسبة 40% لتصل إلى ما يقدر بنحو 25.5 مليار دولار.
- سجلت شركة روستيك، وهي شركة قابضة مملوكة للدولة تسيطر على العديد من منتجي الأسلحة، زيادة بنسبة 49% في إيرادات الأسلحة التي سجلتها الشركة، بما في ذلك سبع شركات مدرجة سابقاً في قائمة أفضل 100 شركة لم يتسن الحصول على بيانات إيراداتها الفردية.
- وقال الدكتور نان تيان: “إن البيانات الرسمية عن إنتاج الأسلحة الروسية نادرة ومشكوك فيها، لكن معظم المحللين يعتقدون أن إنتاج المعدات العسكرية الجديدة زاد بشكل كبير في عام 2023، في حين خضعت ترسانة روسيا الحالية لتجديد وتحديث مكثف”.
- وأضاف:”ومن المعتقد على وجه الخصوص أن الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار والدبابات والذخائر والصواريخ تم إنتاجها بأعداد أكبر مع استمرار روسيا في هجومها في أوكرانيا”.
أسيا: الشركات الكورية الجنوبية واليابانية تقود نمو الإيرادات في آسيا وأوقيانوسيا
- سجلت الشركات الـ 23 في قائمة أفضل 100 شركة ومقرها آسيا وأوقيانوسيا نمواً في إيرادات الأسلحة بنسبة 5.7% على أساس سنوي، لتصل إلى 136 مليار دولار.
- سجلت الشركات الأربع التي يقع مقرها في كوريا الجنوبية زيادة مجتمعة بنسبة 39 % في إيرادات الأسلحة لتصل إلى 11.0 مليار دولار.
- شهدت الشركات الخمس التي يقع مقرها في اليابان ارتفاعاً في إيرادات الأسلحة المجمعة بنسبة 35% إلى 10.0 مليار دولار.
- أدت سياسة الحشد العسكري في اليابان منذ عام 2022 إلى موجة من الطلبات المحلية، حيث شهدت بعض الشركات زيادة في قيمة الطلبات الجديدة بأكثر من 300 %.
- قال شياو ليانغ، الباحث في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة التابع لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام: “إن النمو الحاد في عائدات الأسلحة بين الشركات الكورية الجنوبية واليابانية يعكس الصورة الأكبر للحشد العسكري الذي يجري في المنطقة استجابة للتهديد المتزايد”.
- وأضاف: “تحاول الشركات الكورية الجنوبية أيضاً توسيع حصتها في سوق الأسلحة العالمية، بما في ذلك الطلب في أوروبا فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا”.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية