نظمت سفارة جمهورية العراق في فيينا، برئاسة السفير بكر فتاح حسين، المندوب الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، احتفالاً مهيباً بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس وزارة الخارجية العراقية و مرور تسعين عاما على العلاقات الدبلوماسية العراقية-النمساوية و أقيم الحفل في مقر السفارة.
شهد الحفل حضوراً رفيع المستوى من الدبلوماسيين والمسئولين النمساويين، وفي مقدمتهم السفيرة غادة والي المديرة العامة للأمم المتحدة و التنفيذي لمكتب المعني بالمخدرات والجريمة والسيد هينينج ماكسيميليان رئيس إدارة المراسم في وزارة الاتحادية النمساوية للشؤون الأوروبية والدولية والسفير مجدي مفضّل رئيس مجلس السفراء العرب وسفير السودان إلى جانب مشاركة السفراء العرب والأجانب، بالإضافة أيضا إلى ممثلين عن المنظمات الدولية وأعضاء الجالية العراقية في النمسا، ما أضفى على المناسبة طابعاً دولياً استثنائياً.
في كلمته الترحيبية، أعرب السفير بكر فتاح حسين عن اعتزازه بالعلاقات الثنائية التي جمعت العراق والنمسا على مدار العقود التسعة الماضية.
وقال: “هذه العلاقات لم تكن مجرد إطار دبلوماسي، بل كانت تجسيداً لشراكة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، فمنذ البداية، كان العراق حريصاً على تعزيز الحوار ونشر ثقافة السلام، وهو ما شكل أساس علاقته مع النمسا، التي لطالما عُرفت بحيادها الإيجابي ودورها الريادي في دعم السلام والتنمية المستدامة”.
وأكد السفير أهمية هذه العلاقة في ضوء المتغيرات الدولية الراهنة، مشيرًا إلى الدور المتميز الذي لعبته النمسا في تعزيز استقرار العراق، من خلال دعمها للحكومة العراقية بعد عام 2003 وإلغاء ديونها في إطار اتفاقيات نادي باريس، فضلاً عن مشاركتها في جهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
وأشار إلى التطورات الملحوظة في العلاقات الثنائية خلال العامين الماضيين، والتي شملت زيارات رفيعة المستوى بين البلدين، افتتاح السفارة النمساوية في بغداد بعد ثلاثة عقود من الإغلاق، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات المشاورات السياسية، الأمن، والطيران المدني، بالإضافة إلى التعاون في قضايا الهجرة.
ودعا السفير الشركات النمساوية لاستكشاف الفرص الاستثمارية في العراق، لاسيما في المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية، اللذين يهدفان إلى تحويل العراق إلى مركز لوجستي يربط بين الشرق والغرب.
وأكد أن الحكومة العراقية وضعت التنويع الاقتصادي ضمن أولوياتها، مع التركيز على الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة.
لم يغب عن كلمة السفير استعراض العراق كمنبع للحضارات وأرض للفرص. وأشار إلى أن الإرث الثقافي العريق للعراق يشكل ركيزة أساسية لدوره المحوري على الساحة الدولية، قائلاً:”نحن في العراق نعتز بكوننا مهد الحضارات، ونسعى اليوم لبناء مستقبل يليق بتاريخنا العريق، عبر الاستثمار في الإنسان والمكان، وتعزيز شراكتنا مع الدول الصديقة مثل النمسا”.
اختتم السفير الحفل بشكر الحضور على مشاركتهم في هذه المناسبة الاستثنائية، مؤكداً التزام العراق بمواصلة تطوير علاقاته مع النمسا بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز السلام والتنمية.
وأشار الحضور إلى أن العلاقات بين العراق والنمسا تمثل نموذجاً فريداً للعلاقات الدبلوماسية التي تجمع بين الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل أفضل.
ولا يعكس هذا الاحتفال التاريخي فقط إرث العلاقات بين البلدين، بل يجسد طموحاً مشتركاً لمواصلة بناء جسور التعاون في مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية.
المصدر – جريدة الأهرام الدولى