جدل سياسي بعد توقيع أوربان وكيكل على إعلان فيينا للإصلاح الأوروبي

أثار توقبع “إعلان فيينا” بين رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان وزعيم حزب الحرية النمساوي اليمين هربرت كيكل “النمسا” في فيينا يوم أمس الخميس ضجة واسعة، إذ تم انتقاد توقيع كيكل باسم النمسا واعتبر ذلك بمثابة “انتحال للصفة السياسية”.

حيث أرادت المجر والنمسا التأكيد على التزامهما بعلاقات الصداقة والجوار بينهما بالإضافة إلى علاقاتهما التاريخية والثقافية الراسخة. وأعرب الجانبان عن إرادتهما المشتركة “للعمل على الحفاظ على التنوع في قارتنا الأوروبية الرائعة وتنميتها كتحالف للإصلاحات الإيجابية”.

وبحسب  ما نشرت الصحف النمساوية، أذ صرّح كريستيان شتوكر، الأمين العام لحزب الشعب النمساوي (ÖVP)، اليوم، قائلاً: “كيكل لا يمثل النمسا بأي صفة رسمية في الخارج”، مضيفاً أن “كيكل يواصل سياسته القائمة على التحدي والاستفزاز”.

من جهة أخرى قالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، زيغريد ماورر، “لا يحق لهربرت كيكل التوقيع باسم النمسا”، وأضافت على منصة X “هو لا يتحدث باسم بلدنا، ولا يمثل الأشخاص الذين يؤمنون بمجتمع مفتوح وعادل، كل ما يقوم به هو استعراض متعجرف ومخطط له بعناية”.

في حين قال كيكل “إننا فخورون بشكل خاص لأننا أبرمنا تحالفًا على المستوى الأوروبي، مع شركاء ناجحين من الدول الأوروبية العظيمة، الذين يدركون المسؤولية الخاصة الناشئة عن الطابع الغربي لقارتنا”، كما جاء في الإعلان.

“إن نيتنا هي أن نصبح قوة تخدم أوروبا وتحقق التغيير الإيجابي كشركاء وأصدقاء متساوين. إن الوطنية هي شكل من أشكال الفخر ببلدنا وثقافته. وفقط أولئك الذين يقدرون بلدهم يمكنهم فهم واحترام وطنية الآخرين”.

ويرى الموقعون على الرسالة أن إصلاح أوروبا والاتحاد الأوروبي لا يتطلب فرض المركزية القسرية وجعل المؤسسات أكثر تعقيدا، بل “إعادة السلطة إلى الشعب وإلى أعضاء البرلمان المنتخبين من قبل الدول الأعضاء”.

إن مفتاح الإصلاح الناجح في أوروبا يكمن في تقدير وحفظ تنوع شعوب القارة وثقافاتها الوطنية وأساليب حياتها. ولابد من تقليص الثقل السياسي لبروكسل، وفي الوقت نفسه تعزيز الديمقراطية المباشرة والبرلمانية في الدول الأعضاء.

“إننا نعتقد أن الخطر الأعظم الذي يهدد الثقافة الأوروبية يتمثل في الهجرة غير الشرعية الواسعة النطاق والانتهاك المنظم لحقوق اللجوء”، كما جاء في الإعلان. “إن هذه الأمور لا تؤدي فقط إلى الصراعات بين الثقافات المختلفة، بل إنها تؤدي أيضاً إلى انحدار الثقافات الأصلية، وبالتالي تهديد طابع أوروبا نفسها.

ولابد من استخدام كل الأدوات المتاحة لسيادة القانون لمعالجة الهجرة غير الشرعية وانتهاك حقوق اللجوء”.

يتخذ الموقعون على العريضة موقفا صارما ضد “الفكرة السخيفة القائلة بوجود أجناس أخرى غير الرجال والنساء، وضد فقدان أطفالنا لهويتهم في سن مبكرة من خلال جهود التوعية اليسارية”.

ويدعم الموقعون على البيان بشكل نشط إنهاء الحروب الدائرة في العالم في أقرب وقت ممكن من خلال وقف إطلاق النار والمفاوضات، ويدعون أوروبا إلى توفير مكان لمفاوضات السلام وبالتالي العودة إلى الفكرة الأصلية التي اعتبرت الاتحاد الأوروبي مشروع سلام، كما جاء في الإعلان.

“نحن، الوطنيون من أجل أوروبا، نريد من الاتحاد الأوروبي أن يركز على أهدافه الفعلية، أي ضمان السلام والحرية والأمن والرخاء لأكبر عدد ممكن من المواطنين. ونؤكد نيتنا في تعزيز وتقوية تحالفنا الناجح داخليًا، وكذلك توسيعه خارجيًا”، كما جاء في إعلان فيينا.

المصدر – الصحف النمساوية

شاهد أيضاً

سورى مسلح بسكين يهاجم جيرانه في فيينا

قام رجل يبلغ من العمر 53 عامًا، يوم أمس الأربعاء الموافق 30 من أكتوبر، على …