أوكرانيا تنتقل إلى ألغاء التوقبت الصيفى

في الوقت الذي تستعد فيه النمسا لتطبيق التوقيت الشتوى نهاية الشهر الجاري، تُشير الدلائل إلى أن هذه الظاهرة ليست حصرية على الدول النامية أو ذات الدخل المنخفض، بل تشمل العديد من الدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع

قررت أوكرانيا إلغاء التوقيت الصيفي بشكل كامل اعتباراً من العام المقبل، حيث سيؤدي هذا القرار إلى إيقاف تغيير التوقيت مرتين سنوياً في شهري مارس وأكتوبر. يأتي هذا الإجراء بعد أن ، أقر البرلمان الأوكراني في القراءة الأولى مشروع قانون “حول حساب الوقت في أوكرانيا” ، ولكن في 19 مارس ، صوت 212 نائباً فقط لصالحه. بعد ذلك ، تم إرسال مشروع قانون إلغاء نقل الأسهم في الصيف والشتاء للمراجعة ، ضمن سلسلة من التغييرات التي تهدف إلى تحسين الظروف الصحية والأمنية للمواطنين.

مبررات القرار الصحية

تم تقديم مبررات صحية لإلغاء التوقيت الصيفي، إذ أكد المسؤولون أن تغيير التوقيت يؤثر سلباً على الإيقاع البيولوجي للبشر ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم ووظائف الجسم الحيوية. من ثم، سيساهم إلغاء هذا النظام في تقليل هذه التأثيرات السلبية على المواطنين.

الآثار السلبية لتغيير التوقيت على الصحة

من الملاحظ أن تغيير التوقيت يتسبب في تراجع الأداء البدني والنفسي للمواطنين. فعقب تعديل الساعة، يشعر الكثيرون بالإرهاق وضعف القدرة على العمل. كما تزداد حدة الأمراض المزمنة لدى الذين يعانون منها، ما يشير إلى أن إلغاء التوقيت الصيفي قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح.

التأثير على الأمراض المزمنة

يعد تفاقم الأمراض المزمنة أحد أبرز الآثار السلبية لتغيير التوقيت، حيث يعاني المرضى من تدهور في حالتهم الصحية مع بدء التوقيت الصيفي. إلغاء هذا التغيير قد يسهم في تحسين وضع هؤلاء المرضى ويخفف الضغط على النظام الصحي في البلاد.

عدم تحقيق توفير في الطاقة

بالرغم من أن الهدف الأساسي من اعتماد التوقيت الصيفي كان تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة، إلا أن السلطات الأوكرانية لم تلاحظ أي انخفاض ملحوظ في استهلاك الطاقة. هذا يضعف الحجة التي كانت تدعم الاستمرار في استخدام هذا النظام، ما دفع إلى إلغائه.

التفريق عن روسيا كدافع إضافي

من بين الأسباب الأخرى التي دفعت أوكرانيا إلى إلغاء التوقيت الصيفي رغبتها في تعزيز التفريق بينها وبين روسيا، التي تعد خصماً في الحرب. ترى أوكرانيا في هذا القرار خطوة نحو تعزيز استقلالها عن التأثيرات الروسية. يعزز هذا الإجراء أيضاً الهوية الوطنية ويؤكد ابتعاد البلاد عن أي تبعية لموسكو.

تعزيز الموقف الأمني لأوكرانيا

إلى جانب الاعتبارات الصحية، يعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن هذا القرار سيسهم في تعزيز الأمن القومي. توحيد التوقيت في جميع أنحاء البلاد سيساعد في تحسين قدرة الحكومة على إدارة المناطق التي تحتلها روسيا مؤقتاً، كما سيزيد من فاعلية السيطرة الأمنية على تلك المناطق.

روسيا تحتل جزءاً كبيراً من أوكرانيا

حالياً تحتل روسيا نحو خمس الأراضي الأوكرانية، ما يمثل تحدياً كبيراً لسيادة أوكرانيا. هذا الاحتلال يزيد من أهمية اتخاذ قرارات لتعزيز موقف البلاد في مواجهة هذه التحديات. من خلال إلغاء التوقيت الصيفي، تسعى أوكرانيا إلى تعزيز استقلالها وتقليص أي تأثير روسي على البلاد.

التزام أوكرانيا بالتوقيت الصيفي منذ 2011

منذ عام 2011 كانت أوكرانيا تلتزم بتطبيق التوقيت الصيفي الذي يتطابق مع توقيت موسكو طوال فترة الصيف، وذلك بعد أن ألغت روسيا التوقيت الصيفي في العام نفسه. إلا أن قرار أوكرانيا بإلغاء التوقيت الصيفي سيضع حداً لهذا الالتزام السابق ويعزز استقلالية البلاد عن التوقيت الروسي.

التنسيق مع التوقيت الأوروبي

وبإلغاء التوقيت الصيفي، ستصبح أوكرانيا متوافقة مع التوقيت في أوروبا الوسطى. هذا سيعزز التكامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي يناقش بدوره إلغاء التوقيت الصيفي منذ فترة. من شأن هذا التنسيق أن يعزز العلاقات بين أوكرانيا والدول الأوروبية ويدعم انسجامها مع المعايير الأوروبية.

المصدر – وكالات

شاهد أيضاً

ما هى أهمية مكتب العمل فى النمسا – وواجبات العمال تجاهه

مكتب العمل AMS في النمسا (Arbeitsmarktservice) هو وكالة حكومية تهدف إلى دعم سوق العمل في …