أنفاق حزب الله.. تمتد لمئات الكيلومترات وبعضها يصل لإسرائيل، إليك كل ما تريد معرفته عن السلاح الأخطر للحزب

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024 هجوماً برياً على مناطق في جنوب لبنان ضمن خطواته التصعيدية الواسعة التي تستهدف القضاء على البنية التحتية لحزب الله وترسانته العسكرية.

ويسعى جيش الاحتلال إلى تدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية لحزب الله منذ أن تصاعدت العمليات العسكرية بين الاحتلال والحزب بعد يوم واحد من بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد سلطت تقارير عدة الضوء على الترسانة العسكرية الكبيرة التي يمتلكها حزب الله في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشمل مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف، بجانب شبكة كبيرة من الأنفاق التي تمتد تحت الأرض، ويصل طول البعض منها إلى 45 كيلومتراً.

ورغم أنه لم يُعرف سوى القليل عن شبكة أنفاق حزب الله، إلا أن تقارير إسرائيلية وصفتها بأنها السلاح الأخطر لدى حزب الله، والذي يصعب تدميره، حسبما نشر موقع غلوبس العبري.

ما هي الأنفاق التي تشملها منظومة حزب الله؟

كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تحقيق لها أن حزب الله يمتلك شبكة أنفاق سرية أكثر تطوراً حتى من تلك التي لدى حماس في غزة. وهذا أبرز ما جاء في التحقيق:

  • يمتلك حزب الله أنفاقاً يبلغ طولها مئات الكيلومترات ولها تشعبات تصل إلى إسرائيل.
  • الحزب أنشأ خطة دفاعية مع عشرات من مراكز العمليات المجهزة بشبكات محلية تحت الأرض، تربط ما بين بيروت والبقاع والجنوب اللبناني.
  • بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ حزب الله، بمساعدة كوريا الشمالية وإيران، مشروعاً لتشكيل شبكة من الأنفاق الإقليمية في لبنان، وهي شبكة أكبر بكثير من شبكة حماس، بحسب مركز أبحاث ألما الإسرائيلي.
  • كذلك أشار مركز أبحاث ألما في تقرير نشره في يونيو/حزيران 2023 إلى وجود “أنفاق متفجرة” محفورة تحت نقاط استراتيجية ومغلقة ومتروكة دون أي نشاط، وهي مليئة بالمتفجرات التي يمكن إشعالها في اللحظة المناسبة لإحداث زلزال وانهيارات أرضية وطوفان من الأرض والصخور.

متى بدأ إنشاء الأنفاق 

  • بحسب تحقيق صحيفة ليبراسيون، فإنه ومنذ الستينات، وربما حتى قبل ذلك، بدأ الفلسطينيون الذين لجأوا إلى لبنان وكانوا ينفذون بين الحين والآخر هجمات صاروخية وتوغلات في شمال إسرائيل، بحفر خنادق تحت الأرض.
  • تولى حزب الله هذه المهمة بعد ذلك. لكن بسبب طبيعة الأرض الصخرية، كان يتوجب حفر الصخور يدوياً بآلات ثقب الصخور أو بآلات هيدروليكية أقل ضجيجاً، كما أوضح الجنرال أوليفييه باسوت، الباحث العسكري ورئيس الاتصال السابق لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
  • تشير التقديرات إلى أن كل عامل يستطيع الحفر في المتوسط حوالي خمسة عشر متراً شهرياً. ولكن ليس هناك مجال للحفر في الرمال ووضع الخرسانة كما فعلت حماس في وقت لاحق لإنشاء “مترو غزة”، بحسب الخبير العسكري باسوت.

ما هي أهداف هذه الأنفاق؟

  • نقل موقع غلوبس العبري عن الدكتور ناثانيال بالمر، المحاضر البارز في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، قوله إن أنفاق حزب الله لها ثلاثة أهداف رئيسية وهي التخفي والبقاء بعيداً عن أعين القوات والاستخبارات الإسرائيلية، وأخيراً تكبيد قوات الاحتلال خسائر إذا أرادت إسرائيل الدخول والقتال داخل الأنفاق.

ما الفرق بين أنفاق قطاع غزة وأنفاق لبنان؟

  • الأنفاق في غزة غالباً ما تكون مصنوعة من الحصى، وهو يتكون من أجزاء من الرمال والصخور الناعمة. أما أنفاق حزب الله في الشمال، فإنها تكون في الغالب من الصخور الصلبة، وخاصة في المناطق الجبلية، وفق ما نقله موقع غلوبس عن الدكتور أميهاي ميتلمان من قسم الهندسة المدنية في جامعة أرئيل في مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية.

عملية درع الشمال الإسرائيلية لمواجهة أنفاق حزب الله

  • تضمَّنت استعدادت جيش الاحتلال الإسرائيلي لما أطلق عليه اسم عملية “درع الشمال” إرسال 11 من أفراد سلاح المهندسين إلى أوروبا، حيث تدرّبوا وتعلموا على يد خبراء في الحفر والتنقيب، وذلك من أجل العمل في التضاريس الوعرة وعلى أنواع صخور شبيهة بتلك التي حفر فيها حزب الله أنفاقه من لبنان، تحت الحدود إلى داخل إسرائيل.
  • ففي عام 2015، أدرك جيش الاحتلال الإسرائيلي أنَّه سيتعين عليه التعامل مع مشروع أنفاق حزب الله. وقرَّر فريقٌ يتألف من مهندسين بالجيش وضباط بالاستخبارات وخبراء تكنولوجيا أنَّه يجب وضع خطط لتدمير الأنفاق في وقتٍ لاحق، بحسب ما ذكرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
  • وأدرك ضباط كبار في سلاح المهندسين أنَّ التضاريس في شمال إسرائيل مختلفة عن تلك التي كان الجيش يتعامل معها على طول الحدود مع قطاع غزة، وأنَّ الخبرة التي اكتُسِبَت في جنوب إسرائيل قد لا تكون ملائمة عندما يحين وقت التعامل مع الأنفاق في الشمال.

هل يمكن القضاء على أنفاق حزب الله

بحسب تقرير لوكالة رويترز، فقد كافحت إسرائيل بالفعل من أجل اقتلاع قادة حماس ووحداتها القتالية المعتمدة على الأنفاق في غزة.

وقالت كارميت فالينسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وهو مركز أبحاث، “إن هذا هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه شيء قد نواجهه في لبنان”.

وقال أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن إنه على عكس غزة، حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدوياً في تربة رملية، فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقاً في صخور الجبال. وأضاف: “إن الوصول إلى هذه الأنفاق أصعب كثيراً من الأنفاق في غزة، كما أن تدميرها أصعب كثيراً”.

وكان حزب الله كشف سابقاً في مقطع مصور بعنوان “جبالنا خزائننا” عن جزء من ترسانته العسكرية، وأظهر المقطع منشأة لإطلاق الصواريخ باسم “عماد 4″، تضم راجمة للصواريخ وتجهيزات عسكرية، وقد شُيدت هذه المنشأة في أنفاق ضخمة تحت الأرض.

وقال المحلل العسكري هشام جابر، وهو جنرال لبناني متقاعد، إن منشأة “عماد 4” هي على الأرجح واحدة من عشرات المنشآت، مشيراً إلى أن “جبال لبنان وتلاله في الجنوب مثالية لحفر منشآت محمية لأنها في قلب الجبل”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال جابر إن “الطائرات الحربية لا تستطيع الوصول إلى هذه المنشآت”، وقد يبقى المقاتلون داخل الأنفاق المجهزة بشكل جيد لعدة أشهر.

وأضاف أن إسرائيل قد “تستمر في تدمير لبنان لعدة أشهر من دون أن تصل أبداً” إلى المخابئ.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية

شاهد أيضاً

النمسا – حلول رقمية مبتكرة لتقليل انبعاثات قطاع التنقل

دشنت النمسا برنامجا جديدا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في مجال التنقل، يركز على تحقيق …