في وسط التضاريس الحصوية العادية لسطح المريخ، رصدت مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة ناسا مؤخرًا شيئًا لافتًا للنظر: جسم غريب مخطط تشير إليه الوكالة الآن باسم “صخرة الحمار الوحشي“.
وعثرت مركبة الفضاء “بيرسيفيرانس“، التي هبطت على الكوكب الأحمر في عام 2021، على صخرة غير عادية أثناء صعودها البطيء على المنحدرات الشديدة الانحدار المؤدية إلى حافة فوهة “جيزيرو“. يعتقد العلماء أن حافة الحفرة قد تكون مليئة بالصخور التي تحتوي على أدلة إضافية حول الحياة السابقة على المريخ، لكنهم ربما لم يتوقعوا العثور على شيء مثل هذا قريبًا.
وقالت وكالة ناسا هذا الأسبوع في بيان صحفي إن الصخرة المخططة بالأبيض والأسود لا تشبه أي صخرة شوهدت على سطح المريخ من قبل.
وفيما يلي كل ما تريد معرفته عن ما يسمى بـ “صخرة الحمار الوحشي“، بالإضافة إلى الاكتشافات الأخيرة الأخرى التي حققتها مركبة “بيرسيفيرانس“.
والتقطت مركبة “بيرسيفيرانس” هذه الصورة لصخرة مخططة بالأبيض والأسود باستخدام كاميرا Left Mastcam-Z، وهي زوج من الكاميرات الموجودة في أعلى صاري المركبة. تم التقاط هذه الصورة في 13 سبتمبر.
“صخرة الحمار الوحشي” سُمِّيت بهذا الاسم نسبةً للخطوط السوداء والبيضاء الموجودة بها
أمضت مركبة “بيرسيفيرانس” أكثر من ثلاث سنوات على المريخ بعد القيام برحلة استغرقت 200 يوم و300 مليون ميل بين يوليو 2020 وفبراير 2021 للوصول إلى الكوكب الأحمر. كان موقع هبوط المركبة هو قاع فوهة “جيزيرو“، حيث أمضت السنوات التالية في البحث عن صخور المنطقة وتربتها بحثًا عن أدلة على وجود حياة سابقة على المريخ.
وفي أواخر شهر أغسطس، بدأت “بيرسيفيرانس” في الصعود إلى قمة الحفرة، التي يعتقد العلماء أنها كانت مغمورة بالمياه ذات يوم. وبعد أقل من شهر من تلك الرحلة للبحث عن المزيد من الصخور القديمة، عثرت المركبة على “صخرة الحمار الوحشي“.
وفي 13 سبتمبر، لاحظ المهندسون الذين يتحكمون بالمركبة من الأرض الجسم لأول مرة من بعيد بسبب الملمس الغريب الذي ظهر في الصور منخفضة الدقة على إحدى كاميرات الملاحة بالمركبة. أطلق المهندسون في البداية على الجسم لقب “قلعة فريا” نسبةً إلى قمة تقع في جراند كانيون، وخططوا لإجراء فحص عن كثب قبل إرسال “بيرسيفيرانس” في طريقها.
ولم يدرك المهندسون مدى غرابة هذه الصخرة إلا بعد مرور بضعة أيام عندما تلقوا البيانات المرسلة بواسطة كاميرات Mastcam-Z المثبتة على صاري المركبة. فقد كان لـ“قلعة فريا“، التي يبلغ عرضها نحو 20 سنتيمترًا، نمط مذهل من الخطوط السوداء والبيضاء المتناوبة، لا يختلف كثيرًا عن شكل الحمار الوحشي.
ناسا: “صخرة الحمار الوحشي” لا تشبه أي شيء شوهد على فوهة “جيزيرو” من قبل
وتظهر مركبة “بيرسيفيرانس” في صورة ذاتية التقطتها فوق صخرة أطلق عليها اسم “روشيت“، 10 سبتمبر 2021.
ولكن بغض النظر عن كيفية تشكُّلها أو كيف انتهى بها الأمر في مسار المركبة، هناك شيء واحد مؤكد: الصخرة لها نسيج لا يشبه أي شيء شاهده فريق “بيرسيفيرانس” في فوهة “جيزيرو” من قبل، وفقًا لما ذكرته وكالة ناسا.
وقالت ناسا في بيان لها: “هذا الاحتمال أثار حماسنا، ونأمل أنه مع استمرارنا في القيادة صعودًا، ستواجه ‘بيرسيفيرانس‘ نتوءًا من هذا النوع الجديد من الصخور حتى يمكن الحصول على قياسات أكثر تفصيلاً“.
“بيرسيفيرانس” تجد علامات على وجود حياة على المريخ
ويعد هذا الاكتشاف واحدًا من بين العديد من الصخور المثيرة للاهتمام التي رصدتها “بيرسيفيرانس” أثناء وجودها في فوهة “جيزيرو“.
واكتشفت مركبة “بيرسيفيرانس” “بقع النمر” على صخرة حمراء اللون يُطلق عليها اسم “شلالات تشيوافا” في فوهة “جيزيرو” على سطح المريخ في يوليو 2024. يعتقد العلماء أن البقع قد تشير إلى أنه قبل مليارات السنين، ربما كانت التفاعلات الكيميائية في هذه الصخرة تدعم الحياة الميكروبية؛ ويتم النظر في تفسيرات أخرى.
وفي يوليو، عثرت المركبة على صخرة مريخية غير عادية أخرى محاطة باللون الأسود ومميزة بأوردة بيضاء وعشرات البقع الصغيرة المضيئة. قد يُظهر هذا الاكتشاف، الذي جاء أثناء استكشاف “بيرسيفيرانس” لوادٍ يبلغ عرضه ربع ميل يسمى “وادي نيريتفا“، دليلًا على وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر.
الصخرة، المُلقبة بـ“شلالات تشيوافا” نسبةً إلى شلال في جراند كانيون، تحمل علامات كيميائية يمكن أن تكون أثرًا لأشكال الحياة التي كانت موجودة عندما كان الماء يجري بحرية عبر المنطقة منذ فترة طويلة، وفقًا لبيان صحفي من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا.
وفي الشهر التالي، أعقب هذا الاكتشاف الكشف عن وجود مياه سائلة على المريخ، حيث وجد العلماء أدلة على وجودها مدفونة في شقوق على عمق عدة أميال تحت سطح الكوكب الأحمر. كان هذا الاكتشاف بمثابة “أفضل دليل حتى الآن” على أن المريخ لا يزال يحتوي على مياه سائلة بالإضافة إلى المياه المتجمدة عند قطبيه، وفقًا لمؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات التابعة لجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، التي قادت البحث.
وكان البحث الجديد أحدث علامة تفاؤلية على أن المريخ كان صالحًا للحياة على الأقل في وقت ما، ويأتي في وقت يتصور فيه مؤسس شركة سبيس إكس والرئيس التنفيذي لها إيلون ماسك إرسال البشر إلى المريخ – ربما في وقت مبكر من عام 2028.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية