اكتسبت “نظرية الإنترنت الميتة“ زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع التقدم السريع في نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT. تدعي هذه النظرية أن معظم الأنشطة الاجتماعية على الإنترنت اليوم أصبحت مصطنعة، ومصممة للتلاعب بالبشر من أجل زيادة التفاعل والمشاركة.
ما هو تطبيق SocialAI؟
في يوم الاثنين، أطلق مطور البرمجيات مايكل سايمان تطبيقًا جديدًا للتواصل الاجتماعي يُدعى SocialAI. هذا التطبيق يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي، حيث يسمح للمستخدمين بالتفاعل فقط مع روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر الآخرين. ويتوفر التطبيق على متجر تطبيقات iPhone، ولكنه تلقى انتقادات حادة منذ إطلاقه.
I've spent years wanting to build a consumer app that was impossible for a long time. Now the tech has finally caught up to my vision.
Introducing SocialAI, a private social network where you receive millions of AI-generated comments offering feedback, advice & reflections on… pic.twitter.com/zSEFL1dlCz
— Michael Sayman (@michaelsayman) September 17, 2024
ردود الفعل على التطبيق الجديد
بعد إعلان سايمان عن SocialAI كـ “شبكة اجتماعية خاصة حيث تتلقى ملايين التعليقات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي“، علّق إيان كولدووتر، خبير أمن الكمبيوتر، قائلاً: “يبدو هذا وكأنه جحيم حقيقي“. وأضاف مطور البرمجيات كولين فريزر: “هذا في الواقع يبدو مثل الجحيم“.
من هو مايكل سايمان؟
مايكل سايمان، البالغ من العمر 28 عامًا، هو مبتكر SocialAI. عمل سابقًا كمدير منتجات في Google، وتنقل بين شركات مثل Facebook وRoblox وTwitter. وفي منشور إعلاني على منصة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، تحدث سايمان عن حلمه بإنشاء هذه الخدمة لسنوات، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا لم تكن جاهزة بعد. ويرى سايمان أن التطبيق يمكن أن يكون أداة تساعد الأشخاص الوحيدين أو المنبوذين.
هدف التطبيق وفقًا لسايمان
وقال سايمان: “تم تصميم SocialAI لمساعدة الناس على الشعور بأنهم مسموعون، ومنحهم مساحة للتفكير والدعم والملاحظات التي تعمل كمجتمع متماسك. إنه استجابة لجميع تلك الأوقات التي شعرت فيها بالعزلة، أو أنني كنت بحاجة إلى من يستمع إلي ولكن لم يكن لدي أحد. وأعلم أن هذا التطبيق لن يحل جميع مشاكل الحياة، لكنني آمل أن يكون أداة صغيرة للآخرين للتفكير والنمو والشعور بالاهتمام“.
كيفية عمل SocialAI
يسمح التطبيق للمستخدمين باختيار أنواع متابعي الذكاء الاصطناعي الذين يرغبون في التفاعل معهم، بما في ذلك فئات مثل “المؤيدين“، “المهووسين“، و“المشككين“. وتستجيب هذه الروبوتات لمنشورات المستخدمين بتعليقات وردود أفعال موجزة حول أي موضوع تقريبًا.
مخاوف وانتقادات
وأثار التطبيق مخاوف بشأن دقة المعلومات التي تقدمها الروبوتات. على سبيل المثال، أشار بعض المستخدمين إلى أن الروبوتات قدمت معلومات غير دقيقة أو مضللة في ردودها. كما انتقد البعض قدرة الروبوتات على التفاعل بطريقة واقعية، حيث بدت الردود معلبة وتفتقر إلى العاطفة الحقيقية.
كارل تي بيرجستروم، عالم الأحياء التطوري، كتب: “قمت بالتسجيل في شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة SocialAI حيث تكون بمفردك في عالم من الروبوتات. إنه أسوأ بكثير مما كنت أتخيله. إنه ليس ذكاء اصطناعيًا بمستوى GPT؛ إنه أشبه بمستوى ELIZA”.
العواقب الفلسفية والاجتماعية
وتثير SocialAI تساؤلات حول مستقبل التواصل الاجتماعي، وهل يمكن أن يؤدي الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في التفاعل إلى تعزيز الأنانية الرقمية؟ يشبه البعض ذلك بمفهوم “الدماغ في وعاء“، حيث يتم تغذية الدماغ بمعلومات من محاكاة كمبيوترية دون معرفة حقيقته.
هل SocialAI قطعة فنية أم تطبيق عملي؟
وبينما يرى البعض أن التطبيق قد يكون عملاً فنياً يعكس عبثية وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبره آخرون محاولة صادقة لتقديم مساحة آمنة للأشخاص الذين يشعرون بالعزلة.
ويبقى السؤال: هل يمكن لتطبيق مثل SocialAI أن يجد مكانه في مستقبل تطبيقات التواصل الاجتماعي؟ وهل سيساهم في تقليل الشعور بالعزلة أم سيزيد من الفجوة بين الأفراد والتواصل الحقيقي؟
المصدر – وكالات – شبكة رمضان الإخبارية