تعرضت مناطق من النمسا لأمطار غزيرة وفياضات، ما دفع مجموعة من الشبان السوريين اللاجئين في النمسا للتطوع من اجل المساعدة للتخفيف من آثار هذه الفيضانات.
تسببت العاصفة بوريس التي ضربت شرق ووسط أوروبا مصحوبة بأمطار غزيرة، في أضرار جسيمة وتشكل فيضانات غير مسبوقة في التشيك وسلوفاكيا وبولندا والنمسا ورومانيا.
كانت النمسا السفلى أحد أكثر المناطق تضررًا، بدأ العشرات من السوريين بالتطوع للمساعدة في العمل المضني بعد الفيضان، وخاصة في ماتزلينسدورف بالقرب من ميلك.
وبحسب صحيفة “Heute” النمساوية، شارك أكثر من 50 متطوعًا سوريًا في فيينا، معظمهم من طالبي اللجوء، للمساعدة في إزالة الطين من الأقبية والطوابق الأرضية.
إذ انضم اللاجئون إلى سوريين آخرين من فيينا وساعدوا في أعمال التنظيف الصعبة في العديد من المنازل الخاصة، بما في ذلك منزل امرأة أرملة غمرت المياه منزلها.
وفي حديث لصحيفة “Heute” النمساوية قال بيتار روسانديتش، رئيس منظمة “SOS Balkanroute” غير الحكومية في فيينا، “كان الشبان من الجالية السورية الحرة في فيينا قد خططوا لتنظيم مظاهرة يوم السبت (14 سبتمبر/أيلول) (“يقول النمساويون السوريون: شكرًا لك النمسا”)، لكنهم ألغوها بعد الفيضان وتوجهوا إلى تولن للتسجيل كمساعدين وجعل أنفسهم متاحين للمساعدة”.
وأضاف روسانديتش: “كما هو الحال في كثير من الأحيان، قامت منظمة SOS Balkanroute بالوساطة، ولكن كل الاحترام والشكر موجهة إلى الرجال الذين يرغبون في مواصلة المساعدة والمتواجدين للنمسا في أوقات الكوارث هذه”.
وبسبب الفيضانات ساهم ما يزيد عن 33000 من خدمات الطوارئ في النمسا السفلى في الأيام القليلة الماضية بأعمال التنظيف، وتجري الآن أعمال التنظيف على قدم وساق.
روح التعاون
من جانبها صحيفة Nachrichten النمساوية نقلت الخبر وعلقت بأن تحرك اللاجئين السوريين، يُظهر استعدادًا ملحوظًا لتقديم الدعم والتضامن في وقت يحتاج فيه الكثير من الناس إلى المساعدة بشكل عاجل. وبغض النظر عن أصلهم أو خلفيتهم، فهم على استعداد لدعم إخوانهم من البشر المحتاجين والمساهمة في التعامل مع الكوارث الطبيعية.
وأضافت الصحيفة إن قرار المجموعة بالتخلي عن خططها الأصلية وبدلاً من ذلك المساعدة بنشاط يوضح روح التعاون والدعم التي تعتبر مهمة للغاية في أوقات الأزمات. معًا، يمكن للأشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة المساعدة في التخفيف من عواقب الكوارث الطبيعية وإعادة بناء المجتمعات.
وختمت الصحيفة بقولها: :إن حملة المساعدة للاجئين السوريين في النمسا السفلى ليست فقط علامة على التضامن، ولكنها أيضًا مثال على كيفية توحيد الناس في الأوقات الصعبة والتغلب على التحديات الكبرى معًا. ومن خلال عملهم التطوعي، فإنهم يقدمون مساهمة قيمة في التغلب على كارثة الفيضانات وإظهار أن الإنسانية الحقيقية لا تعرف حدودًا”.
المصدر – الصحف النمساوية