من الكونغرس.. نتنياهو يطلب مزيدا من السلاح لمواصلة ضرب غزة

طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، واشنطن بمد تل أبيب بمزيد من السلاح لمواصلة الحرب المدمرة على غزة التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين.

جاء ذلك في خطاب ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، وسط احتجاجات ضخمة لآلاف المؤيدين لفلسطين في شوارع واشنطن مطالبين بوقف الحرب ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح.

وقال نتنياهو: “من أجل أن تنتصر قوى التحضر يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تقفا جنبا إلى جنب”، وفق تعبيره.

وتابع: “لقد أرسل (الرئيس الأمريكي جو) بايدن (إلى الشرق الأوسط) حاملات طائرات للردع، وجاء إلى إسرائيل ليقف إلى جانبنا خلال الساعات الصعبة وهي زيارة لن تُنسى أبدا”.

وأضاف: “أريد أن أشكر بايدن على نصف قرن من الدعم لإسرائيل – وقد قال على نفسه إنه رئيس صهيوني فخور”.

وحث نتنياهو الولايات المتحدة على تقديم مزيد من الأسلحة إلى إسرائيل لمواصلة الحرب الوحشية التي تشنها تل أبيب على غزة منذ 10 شهور.

وادعى أن “تسريع المساعدات الأمريكية لإسرائيل سيسرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر”، مضيفا: “طورنا بشكل مشترك مع الولايات المتحدة أكثر الأسلحة تطورا من أجل حماية أنفسنا”.

وقال في كلمته أمام الكونغرس، إنه التقى أمس الثلاثاء مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة.

وأضاف: “إننا نشارك بشكل نشط في الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراحهم، وأعتقد أن الجهود ستكون ناجحة. ونحن مستمرون في المحادثات حتى الآن”، دون مزيد من التفاصيل بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وبذلك، خيّب نتنياهو آمال عائلات أسرى إسرائيليين أعربوا الأربعاء، عن آمالهم بأن يعلن في خطابه بالكونغرس عن التوصل لاتفاق تبادل يفرج عن ذويهم من غزة.

هجوم على الجميع

وهاجم نتنياهو المتظاهرين المناهضين لإسرائيل حول العالم، وقال: “يجب على المتظاهرين الذين يدعمون حماس أن يخجلوا”، وفق تعبيره، وتابع: “أدين المتظاهرين في الولايات المتحدة الأمريكية ضد إسرائيل”.

وزعم أن “المتظاهرين أمام الكونغرس أصبحوا لعبة في أيدي إيران”، وادعى أن طهران تمول الاحتجاج ضد إسرائيل.

وأضاف: “حينما نقاتل حماس وحزب الله والحوثيين فنحن نقاتل إيران”، مخاطبا أعضاء الكونغرس بقوله: “أعداؤنا هم أعداؤكم وانتصارنا هو انتصاركم”.

واعتبر أنه “عندما تتحرك إسرائيل لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية فإنها تحمي نفسها وتحمي الولايات المتحدة” على حد زعمه.

وفي سلسلة مهاجمته للأطراف الدولية، هاجم نتنياهو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي أكد أن إسرائيل تجوع الفلسطينيين بغزة ويتهمه بـ”الهراء والتلفيق”.

وزعم نتنياهو أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “اتهم إسرائيل دون دليل بتجويع سكان غزة، وهذا هراء وتلفيق”.

وخاطب أعضاء الكونغرس الأمريكي بقوله: “أشكركم لأنكم اعترضتم على الادعاءات الزائفة للمحكمة الجنائية الدولية”، على حد قوله.

وبشان التوتر مع “حزب الله” على الحدود اللبنانية قال: “نفضل إعادة سكاننا (المستوطنين) إلى الشمال عبر الوسائل الدبلوماسية”.

إنكار القتلى ومزاعم السماح للمساعدات بالمرور

وفي محاولة لتغييب حقائق الخسائر البشرية والمادية التي أكدتها تقارير دولية وأممية بشأن حرب غزة، ادعى نتنياهو أن الفلسطينيين يعانون الجوع “لأن حماس تسرق المساعدات”.

وزعم أن عدد القتلى في غزة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل “هو الأقل في تاريخ حروب المدن”، مدعيا أن حماس “تنشر الأكاذيب للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب”.

وشدد على أن إسرائيل “لن تسمح بتكرار هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول (التي شنتها حماس على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية) مهما تعرضنا للضغط”.

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا مدمرة على قطاع غزة، وتصعد اعتداءاتها على الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وأسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

اليوم التالي للحرب على غزة

وبشأن مستقبل غزة بعد الحرب، قال نتنياهو: “سنقاتل حتى ندمر قدرات حماس العسكرية وننهي حكمها في غزة ونعيد المختطفين إلى منازلهم”.

وادعى أن الحرب في غزة “يمكن أن تنتهي غدا إذا استسلمت حماس وألقت سلاحها وأعادت المختطفين”.

وشدد في الوقت نفسه على أن “إسرائيل لن ترضى بأقل من النصر الكامل على حماس”.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تريد إعادة الاستيطان بغزة إنما فرض سيطرة أمنية و”إدارة مدنية يقودها فلسطينيون لا يريدون تدمير إسرائيل”، دون تفاصيل.

ووفقا لنتنياهو، “سيتعين علينا الاستمرار في السيطرة على الأمن في غزة حتى في اليوم التالي”، مضيفا: “إن نزع السلاح ونزع التطرف في غزة سيؤدي إلى مستقبل من السلام والازدهار والأمن”.

وقال إن “الجيل الجديد من الفلسطينيين يجب ألا يتعلم كراهية اليهود بل العيش بسلام معهم”، معتبرا أنه “يمكن أن تظهر غزة جديدة في اليوم التالي لهزيمة حماس”.

“تحالف إبراهيم” جديد

ودعا نتنياهو إلى الدفع نحو إنشاء “تحالف إبراهيم عسكري بالشرق الأوسط ضد إيران”، في إشارة إلى “اتفاقات إبراهيم” التي وقعتها إسرائيل في 15 سبتمبر/ أيلول 2020 برعاية أمريكية مع الإمارات والبحرين والمغرب.

وقال نتنياهو: “سنعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا العرب لنحول منطقة فقيرة ومضطربة إلى واحة للازدهار والأمن”.

وتابع: “يجب دعوة كافة الدول التي ستصنع السلام مع إسرائيل للانضمام إلى تحالفنا”.

كما شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي السابق المرشح الحالي دونالد ترامب على دفع “اتفاقيات إبراهيم” قدما والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها واعترافه بسيادة تل أبيب على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وزعم نتنياهو أن “القدس هي العاصمة الأبدية لنا، والتي لن تقسم مرة أخرى”.

وختم كلمته أمام الكونغرس بالقول: “ستظل إسرائيل الحليف الذي لا يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنه”.

وقبيل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، تجمع أهالي الأسرى وحشود من الإسرائيليين في ساحة ديزنغوف بمدينة تل أبيب استعدادا لمسيرة وسط المدينة، حيث سيتم عرض كلمة نتنياهو ويتحدث أفراد أهالي الأسرى.

والاثنين، وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة في زيارة تستمر حتى السبت المقبل، ومن المقرر أن يلتقي غدا الخميس الرئيس جو بايدن، ولاحقا نائبته كامالا هاريس.

ويلتقي نتنياهو، الجمعة، في ولاية فلوريدا المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، ثم يعود إلى إسرائيل مساء السبت المقبل.

ومع وصوله العاصمة الأمريكية، احتج آلاف المؤيدين لفلسطين في واشنطن للتعبير عن استيائهم من سياسات نتنياهو تجاه قطاع غزة الفلسطيني.

خطاب بنصف غياب

ووسط مشاركة لجنود وضباط إسرائيليين شاركوا في الحرب المدمرة على غزة، كان أعضاء من الكونغرس الأمريكي يصفقون لخطاب نتنياهو من حين لآخر.

ووفق موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، فإن نحو نصف أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الديمقراطيين غابوا عن جلسة نتنياهو أمام الكونغرس.

وقال الموقع إن العديد من النواب، لا سيما نقاد إسرائيل التقدميين، أكدوا أنهم سيقاطعون بشكل واضح الجلسة احتجاجا على مواصلة نتنياهو الحرب في غزة.

وأضاف أن بين المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية السابق في المجلس ويب جيم كلايبرن.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …