أمضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، في دفع الحلفاء في الشرق الأوسط لتوجيه تهديدات محددة لحركة “حماس”، كجزء من حملة عاجلة لدفع الحركة نحو قبول أحدث مقترح إسرائيلي لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الذي من شأنه أن يوقف القتال في القطاع، بحسب تقرير لشبكة سي إن إن الخميس 6 يونيو/حزيران 2024.
ووفقاً للشبكة فإن المسؤولين الأمريكيين دعوا “حماس” علناً إلى قبول المقترح في الوقت الذي انخرطت فيه إسرائيل والحركة في أشهر من المفاوضات ذهاباً وإياباً.
الضغط على حماس
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن المسؤولين الأمريكيين يحثون قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على “حماس” باستخدام نقاط ضغط متعددة، فقد طلبوا من عدة دول التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء “حماس” وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
أحد المسؤولين أفاد لـ”سي إن إن” أن الولايات المتحدة حثت قطر، التي تسمح لـ”حماس” بإدارة مكتب سياسي في عاصمتها، على الإعلان عن أنها ستطردها إذا لم تقبل الصفقة، وفقاً لأحد هؤلاء المسؤولين الأمريكيين.
هذا ولم يصدر أي بيان من قطر أو من حماس يؤكد أو ينفي تلك المطالبات الأمريكية التي أوردتها الشبكة الأمريكية.
وقال ذلك المسؤول إنه بعد أشهر من إخبار “حماس” بأنهم قد يخاطرون بالطرد، فإن قطر وجهت هذا التهديد بالفعل.
والأربعاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة رأت أن مصر وقطر “تمارسان ضغوطاً كبيرة على حماس”، لكنه رفض الخوض في تفاصيل حملات الضغط المنفصلة تلك.
ميلر أضاف: “لقد رأينا كلا البلدين يلعبان، على ما أعتقد، دوراً مهماً للغاية في التوسط في هذه الصفقة، وفي توضيح أن هذه الصفقة في مصلحة الشعب الفلسطيني، والقيام بذلك بشكل مناسب”.
ضغط مصر على حماس
إلى ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون سراً إن مصر تمارس مزيداً من الضغوط على “حماس” أكثر مما كانت عليه في الماضي، ولكن التفاصيل الدقيقة للمدى الذي ذهب إليه المصريون في حوارهم الخاص مع الحركة لا تزال غير واضحة.
المسؤولون أضافوا أن الولايات المتحدة تريد من القاهرة التهديد بقطع نقاط الوصول من مصر إلى غزة، وهي شريان الحياة الرئيسي للقطاع.
رحلات دبلوماسية
وعقب إعلان بايدن عن المقترح، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ما يقرب من 12 اتصالاً هاتفياً مع لاعبين رئيسيين في المنطقة منذ يوم الجمعة، وشارك مسؤولون كبار آخرون في وزارة الخارجية بشكل وثيق في الجهود الشاملة.
وهذا الأسبوع، سافر منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى مصر، كما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز إلى قطر على أمل إضفاء المزيد من الزخم على المفاوضات، لكن المسؤولين الأمريكيين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن الرحلات حتى الآن، مشيرين إلى حساسية المحادثات الدبلوماسية الجارية.
وحسب سي إن إن فإن الرد الأولي من “حماس”، الذي أصدرته الأربعاء، على المقترح الإسرائيلي، كما وصفه بايدن علناً الأسبوع الماضي، يشير إلى أن الفجوات ربما لا تزال كبيرة، فبينما رحبت “حماس” بما طرحه بايدن، قالت إنه بعد الاطلاع على المقترح الذي قدمه الوسطاء “تبين أنه يخلو من الأسس الإيجابية التي تضمنتها تصريحات بايدن”.
وقالت الحركة، في بيان حصلت عليه سي إن إن: “المقترح لا يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، بل وقفاً مؤقتاً”، ويسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في أراضي غزة.
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن تعتقد أن هناك فرصة لإبرام الصفقة، وذكر مصدر آخر للشبكة الأمريكية، الخميس، إن مصر “تلقت إشارات مشجعة من حماس بشأن المقترح الأخير”، على الرغم من رفضهما تقديم تفاصيل دقيقة عن تلك “المؤشرات الإيجابية”، وذكر المصدران أنه من المتوقع أن ترد “حماس” على المقترح الإسرائيلي في الأيام المقبلة.
وطرح الرئيس الأمريكي 3 مراحل من الاتفاق الذي قال إن الإسرائيليين نقلوه إلى “حماس” في الليلة التي سبقت حديثه، وقال بايدن عن المقترح: “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح وقفاً للأعمال العدائية بشكل دائم”.
وكانت إدارة بايدن تفكر في إلقاء الرئيس الأمريكي خطاباً يخاطب فيه الشعب الإسرائيلي لبعض الوقت، وسرعان ما جاء خطاب الأسبوع الماضي كفرصة للقيام بذلك.
والآن، بعد أسبوع واحد من نقل المقترح الإسرائيلي الأخير إلى “حماس”، يظل من غير الواضح ما إذا كانت حملة الضغط ستنجح.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لديهم فكرة جيدة عن كيفية ممارسة الضغط الذي من شأنه أن يؤثر على أعضاء “حماس” الذين يعملون خارج ساحة المعركة في غزة، لكن التحدي الأهم هو إقناع يحيى السنوار -زعيم حماس في غزة الذي يعتقد أنه مختبئ تحت الأرض- لقبول الصفقة.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان