قالت وسائل إعلام أمريكية وغربية إن القوات السعودية تلقت أوامر بقتل السعوديين الذين يقيمون في مكان مشروع نيوم، لإفساح المجال أمام إنشاء المدينة الذكية المخطط لها كجزء من مشروع بقيمة 500 مليار دولار لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي.
وتعد نيوم، المنطقة البيئية السعودية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار (399 مليار جنيه إسترليني)، جزءًا من رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط.
وبحسب التقرير ادعى أحد ضباط المخابرات السابقين أنه طُلب منه استخدام “القوة المميتة” ضد أي “متمردين” يرفضون مغادرة منازلهم.
وكانت الأراضي التي تم الإستلاء عليها مملوكة لقبائل محلية، واختفت القبائل ومنازلها تمامًا بعد أن “سمح للقوات السعودية بالقتل” لتطهير الأرض من أجل المدينة الضخمة ـ نيوم ـ التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار.
عقيد سعودي يفضح محمد بن سلمان
وقال العقيد رابح العنزي في تقرير استقصائي لشبكة “بي بي سي” البريطانية كتبه Merlyn Thomas و Lara El Gibal، إنه تلقى أوامر بإخلاء القرويين من قبيلة الحويطات لإفساح المجال أمام ناطحة السحاب الجانبية التي طال انتظارها “ذا لاين”.
وهي واحدة من المناطق التسع المعلن عنها في مشروع نيوم الطموح لولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
قتل رمياً بالرصاص
وادعى أن أحد القرويين قُتل بالرصاص أثناء مهمة التطهير لاحتجاجه على عمليات الإخلاء. وكان من المخطط في الأصل أن يمتد المشروع بطول 170 كيلومترًا – من جبال نيوم عبر الوديان الصحراوية إلى البحر الأحمر – ويبلغ ارتفاعه 500 متر فوق مستوى سطح البحر بينما يبلغ عرضه 200 متر فقط.
وتصر المملكة العربية السعودية على أن الجزء الأول من مدينة نيوم الضخمة التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار سيتم افتتاحه هذا العام.
لكن خطط البناء التي يبلغ طولها 105 أميال تم تقليصها بشكل كبير، حيث سيمتد الخط لمسافة تافهة تبلغ 1.5 ميل – بدلاً من عشرة أميال كما كان متوقعًا سابقًا – بحلول عام 2030.
صور الأقمار الصناعية
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة لقرى الخريبة، وشرما، وجيال – التي تسكنها في الغالب قبيلة الحويطات – قائمة فارغة في أبريل/نيسان حيث كانت المنازل والمدارس والمستشفيات قائمة قبل بضع سنوات فقط.
وقد قامت “بي بي سي” في تحقيقها الإستقصائي بتحليل صور الأقمار الصناعية لثلاث من القرى المهدمة- الخريبة، وشارما، وجيال. وقد مُحيت المنازل والمدارس والمستشفيات من الخريطة.
ويقول العقيد العنزي، الذي ذهب إلى المنفى في المملكة المتحدة العام الماضي، إن أمر التخليص الذي طُلب منه إصداره كان للخريبة، على بعد 4.5 كيلومتر جنوب ذا لاين. وكان معظم سكان القرى من قبيلة الحويطات، التي سكنت منطقة تبوك في شمال غرب البلاد منذ أجيال.
تمرد الحويطات
وقال إن الأمر الصادر في أبريل/نيسان 2020 ينص على أن الحويطات مكونة من “العديد من المتمردين” و”يجب قتل كل من يستمر في مقاومة الإخلاء، لذا فقد أجاز استخدام القوة المميتة ضد كل من بقي في منزله”.
وقال لـ”بي بي سي” إنه تهرب من المهمة لأسباب طبية مختلقة، لكنه مضى قدما رغم ذلك.
ورفض وقتها المواطن السعودي “عبد الرحيم الحويطي” السماح للجنة تسجيل الأراضي بتقييم ممتلكاته، فقتلته السلطات السعودية بالرصاص في اليوم التالي، أثناء مهمة التخليص. وكان قد نشر سابقا عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجًا على عمليات الإخلاء.
وزعم بيان صادر عن أمن الدولة السعودي في ذلك الوقت أن الحويطي فتح النار على قوات الأمن واضطروا لتصفيته، وقالت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إنه قُتل لمجرد مقاومة الإخلاء.
ولم تتمكن “بي بي سي” من التحقق بشكل مستقل من تصريحات العقيد العنزي بشأن القوة المميتة. لكن مصدرا مطلعًا على صلة بالمخابرات السعودية أخبرنا أن شهادة العقيد – فيما يتعلق بكيفية إرسال أمر التطهير وما ورد فيه – كانت متوافقة مع ما يعرفونه عن مثل هذه المهام بشكل عام. وقالوا أيضًا إن مستوى أقدمية العقيد كان مناسبا لقيادة المهمة.
وقال نشطاء سعوديون لـ “بي بي سي” إن شخصين اعتقلا العام الماضي فيما يتعلق بعمليات الهدم في جدة- أحدهما لمقاومة الإخلاء جسديًا، والآخر لنشر صور لكتابات مناهضة للهدم على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وقال أحد أقارب المعتقلين في سجن ذهبان المركزي بجدة إنهم سمعوا روايات عن 15 شخصاً آخرين محتجزين هناك، بسبب تنظيمهم تجمعاً وداعياً في أحد الأحياء المحددة للهدم، حسبما ورد. وصعوبة التواصل مع المتواجدين داخل السجون السعودية، منعت الشبكة من التأكد من ذلك.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان