مصرية إسكندرانية.. من هي مينوش شفيق رئيسة جامعة كولومبيا التي تدعم إسرائيل وتقمع التظاهرات؟

“إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله”، لم تحتاج نعمت شفيق أو “مينوش شفيق” رئيسة جامعة كولومبيا، سوى لهذه الكلمات الصورية في جلسة استجوابها في مجلس النواب الأمريكي، لتتبرأ من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الجامعة للتنديد بجرائم وتجاوزات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، قبل أن تصعد موقفها بالإبلاغ عن المتظاهرين وتحريض الشرطة لاعتقالهم.

كانت جامعة كولومبيا شهدت احتجاجات واسعة للتنديد بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، والضغط على الجامعة لسحب استثماراتها المالية من الشركات والمؤسسات الداعمة لإسرائيل والمستفيدة من إجراءات الفصل العنصري التي يمارسها الكيان بحق الفلسطينيين.

وتصدرت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا عناوين الصحف منذ 17 إبريل الماضي، عقب تصريحاتها التي أدلت بها أمام مجلس النواب الأمريكي وإجراءاتها ضد المتظاهرين التي اتخذتها لتدحض عن نفسها وعن إدارتها شبهة “معاداة السامية”، وهو ما أثار موجة من الانتقادات نحوها وصلت حد مطالبتها بالاستقالة.

ماذا حدث داخل الجلسة؟

“إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله” كانت هذه بعض الكلمات التي استدعى بها نواب مجلس النواب الأمريكي شفيق لدى مثولها أمام المجلس الأربعاء الماضي، فخلال استجوابها استخدم عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري ريك ألين، بعض أسانيد التوراة، قائلًا إن الله قد أخذ على النبي إبراهيم عهدًا بأنه “سيباركه إذا بارك إسرائيل وإذا لعنها فإن لعنته ستحل عليه”، وأضاف ألين في حديثه لشفيق “هل تريدين أن يلعن الله جامعة كولومبيا؟” في إِشارة للمظاهرات المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.

جاء رد نعمت شفيق، بأنها “بالطبع، لا ترغب في أن تحل اللعنة على جامعة كولومبيا”، وهكذا استمرت ردود نعمت شفيق طوال الجلسة التي استمرت قرابة 4 ساعات، أكدت فيها أنها تعمل بكل جد لمواجهة التجاوزات بحق اليهود داخل الجامعة.

على عكس ما فعل رؤساء جامعات آخرين في جلسات سابقة، لم تذكر شفيق أي شيء عن حرية التعبير عن الرأي أو سلمية التظاهرات والاحتجاجات، بل أكدت منذ اللحظة الأولى التي وقفت فيها للحديث أنها ملتزمة “بشكل شخصي” بالتصدي بكامل طاقتها لكافة أشكال معاداة السامية.

وكان رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا، رفضوا سابقًا إدانة احتجاجات الطلاب لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالتجاوزات الإسرائيلية، حيث استخدموا أسلوب “المحامي المراوغ” عند استدعائهم لمجلس النواب وقدموا بعدها استقالتهم، وهو المصير الذي لم ترغب شفيق في مواجهته، حسبما ذكرت صحيفة “ذا ناشيونال”.

استدعاء الشرطة للطلاب!

قالت نعمت شفيق، إنها سمعت هتافات ضد اليهود ومعاداة السامية خلال الاحتجاجات التي ملأت الحرم الجامعي، وهو ما استدعى طلبها لشرطة نيويورك من أجل القبض على الطلاب، الذين عرقلوا سير الحياة العادية، إضافة إلى إقالة عدد من المسؤولين في الجامعة الذين أيدوا موقف الطلاب المتظاهرين ودافعوا عنهم.

اتخذت شفيق حسب تصريحاتها إجراءات تأديبية بحق الطلاب والأساتذة الذين انضموا إلى التظاهرات، إضافة إلى تشكيل لجنة مختصة بمحاربة معاداة السامية، وتعهدها بإدراج مناهج محاربة معاداة السامية ضمن الفصول الدراسية في الجامعة.

كان استدعاء مينوش شفيق كما تلقب، لشرطة الولاية أثر بالغ، مع عدم تهدئته للتظاهرات بل زادها حدة وصلت حد مطالبتها بالاستقالة إضافة لانتشار عدوى الاحتجاجات، في جامعات أخرى مطالبين بالإفراج عن أكثر من 100 طالب اعتقلتهم شرطة الولاية بطلب من رئيسة جامعة كولومبيا.

تزايدت حدة الاعتقالات بعد مثول مينوش أمام مجلس النواب، فبعد أن كان عدد الموقوفين قليلًا في البداية تزايد بعد الاستدعاء، ليزيد عن الـ100 بينهم ابنة عضوة الكونجرس الأمريكي إلهان عمر ذات الـ21 عامًا والتي تم إيقافها عن الدراسة في الجامعة.

من هي مينوش شفيق؟

تولت شفيق منصبها في رئاسة الجامعة منذ يوليو العام الماضي، وهو ما جاء عقب تاريخ حافل بالترقيات المهنية، بدأتها منذ تخرجها من جامعة ماساتشوستس أمهيرست بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.

ومنحتها ملكة إنجلترا الراحلة إليزابيت الثانية العضوية الدائمة في مجلس اللوردات البريطاني، وعليه حازت على لقب “بارونة”، وتُعرف في بريطانيا باسم “مينوش شفيق” وهى تحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية وتنازلت عن المصرية

ولدت شفيق في محافظة الإسكندرية عام 1962، وهي مصرية الأصل من أبوين مسيحيين، وتركتها مهاجرة إلى ولاية جورجيا في الولايات المتحدة رفقة عائلتها عام 1966 عقب تعرض ممتلكات والدها للتأميم، حسبما ذكر موقع الجامعة على الإنترنت.

تخرجت مينوش من جامعة ماساتشوستس، بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف، والتي حصلت بعدها على درجة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، ثم على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد عام 1989.

عملت شفيق في البنك الدولي عقب سقوط جدار برلين عام 1989، ثم قادت وزارة التنمية الدولية المؤثرة في حكومة المملكة المتحدة، والذي تلاها بعد ذلك ترقيها في المناصب الإدارية في التخصص الاقتصادي، حيث أشرفت على عمل صندوق النقد الدولي في عدد من البلاد خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.

كما أدارت مينوش، التي كانت أصغر رئيس للبنك الدولي، برامج صندوق النقد الدولي في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا في فترة الثورات التي شهدتها عدد من الدول العربية.

استمرت مينوش في الترقي حتى تولت رئاسة جامعة كولومبيا وكانت تخطت سن الـ60، وجاء ذلك بعد 6 سنوات من إدارة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

ورغم اتخاذ مينوش شفيقًا موقفًا معاديًا من التظاهرات، لكن شهادات مسؤول شرطة الولاية أكد أن المتظاهرون لم يقوموا بأي تجاوزات خلال احتجاجاتهم في التعبير السلمي عن الرأي.

المصدر –  الصحف الأمريكية

Check Also

النمسا ترسل 81 جندياً إلى مهمة الأمم المتحدة في لبنان

أرسلت النمسا 81 جندياً، من بينهم 10 سيدات، للانضمام إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في …