من جامعات كولومبيا، نيويورك، برنارد، ميتشغان، ومينيسوتا شمالًا، مرورًا بإيمرسون، جورج واشنطن، كاليفورنيا، إم أي تي، هارفارد، توفنتس، براون، بيل، أو إس يو، وفلوريدا شرقًا، ثم كال بولي هومبولت، يو إس بيركلي، ويو إس سي غربًا، وصولًا إلى فلوريدا، يو تي أوستن، يو تي سان أنطونيو، تكساس، ونيو مكسيكو، جنوبًا، ومن نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس، ثمّ ببوسطن وأوستن وأتلانتا وشيكاغو، تتدحرج كرة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.
ولم تقتصر كرة الانتفاضة الطلابية على الجامعات فقط، بل بدأت تتدحرج نحو المدارس الثانوية، كما حدث في منطقة سياتل بواشنطن، حيث انسحب عدد من الطلاب من فصولهم، فيما وجه مسؤولو المدارس في ولاية نيوجيرسي تحذيرًا مشددًا لطلاب المدارس الثانوية هناك من المشاركة في مسيرات الدعم لغزة والمنددة بجرائم الاحتلال في فلسطين.
وانتقلت عدوى الاحتجاجات الطلابية من الحدود الأمريكية إلى خارجها، حيث شهدت الساعات الماضية فعاليات مشابهة في باريس وسيدني وبرلين، مع توقعات بتمدد تلك العدوى إلى العديد من دول أوروبا، وسط تأييد غربي غير مسبوق لمطالب الشعب الفلسطيني وقضيتهم العادلة في مواجهة الإجرام الإسرائيلي الوحشي.
وتمحورت مطالب المحتجين حول وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وإيصال المساعدات للمحاصرين في القطاع، بجانب قطع علاقات الجامعات الأمريكية مع دولة الاحتلال والشركات المتعاملة معها، وسحب استثماراتها من تلك الشركات والتوقف عن قبول أموال الأبحاث للمشروعات التي تخدم الأهداف العسكرية للاحتلال.
احتجاجات استثنائية
رغم محاولة البعض التقليل من شأن الانتفاضة الطلابية الجامعية داخل الولايات المتحدة والتعامل معها كحدث عادي مؤقت، يتكرر بين الحين والآخر وسرعان ما يتلاشى من الذاكرة الجمعية للأمريكيين، ومن ثم تجريده من أي تأثير محتمل يمكن البناء عليه مستقبلًا، فإن المدقق لتفاصيل المشهد وسردياته ومنحنى تصاعده الرأسي والأفقي، يخرج حتمًا بنتيجة مغايرة تمامًا، الأمر الذي يجعل الهبة الحالية استثنائية بكل المقاييس، وذلك من زاويتين، الدلالة والتبعات.
الدلالة والرمزية.. الانتفاضة هذه المرة تأتي من الجامعات المرموقة داخل أمريكا، والمصنفة على أنها جامعات النخبة (Ivy League) التي تحرص كبرى العائلات الأمريكية على إلحاق أبنائها بها كونها مصدر فخر وتقدير بالنسبة للأمريكيين، وعلى رأسها هارفارد وكولومبيا وييل ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهي الكيانات التي تضع خريجيها في الغالب على طريق قيادة الولايات المتحدة وتبوء الوظائف المرموقة في المجتمع.
ولم يألف طلاب تلك الجامعات (وهم من أبناء النخبة المرموقة الذي يصعب بطبيعة الحال توجيه التهم المعلبة لهم، كالفوضى ومعاداة السامية وغيرها من التهم التي قد يمكن توجيهها لبقية الجامعات الأخرى) رؤية قوات الشرطة وهي تُجهض حقهم، الذي كفله الدستور، في حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع السلمي، ومن ثم تعرضوا لصدمة كبيرة في السلطة الحاكمة وانتهاكها للدستور الذي أقسمت على الدفاع عنه واحترامه.
وما عزز من رمزية تلك الاحتجاجات ودلالتها الاستثنائية مباركتها من بعض التقدميين الديمقراطيين، ومشاركتهم للطلاب في حراكهم التصعيدي، والإعلان بشكل علني ورسمي معارضتهم لسياسات الكيان الإسرائيلي، على رأسهم نواب البرلمان: إلهان عمر، رشيدة طليب، ألكسندريا كورتيز، والسناتور بيرني ساندرز الذي رد على اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بمعاداة تلك الاحتجاجات للسامية، قائلًا في منشور له على منصة “إكس”: “لا يا سيد نتنياهو، ليس من قبيل معاداة السامية أو تأييد حماس أن نشير إلى أنه في غضون ما يزيد قليلًا على 6 أشهر قتلت حكومتكم المتطرفة 34 ألف فلسطيني، وجرحت أكثر من 77 ألفًا آخرين، منهم 70% من النساء والأطفال، لن تصرفوا انتباهنا عن هذه الحرب غير الأخلاقية”
التبعات والتداعيات.. كما تستمد انتفاضة الجامعات الأمريكية استثنائيتها كذلك من تبعات ما يمكن أن يترتب عليها على المديين، القريب والبعيد، فما حدث لا يمكن قراءته بعين قصيرة النظر، فهو حدث حتمًا سيُبنى عليه مستقبلًا، وسيكون له أثره البالغ في مركزية القضية الفلسطينية لدى العقل الجمعي الأمريكي من جانب، وموقع وصورة دولة الاحتلال من جانب آخر.
ولعل فوز النائبة التقدمية الديمقراطية “سمر لي” على حساب غريمتها “بهافيني باتل” المدعومة من اللوبي الإسرائيلي، في الانتخابات التمهيدية بولاية بنسلفانيا قبل 3 أيام، بنسبة 61%، رغم حشد اللوبيات اليهودية لإخراجها من الكونغرس بسبب مواقفها المناهضة لدولة الاحتلال خلال العامين الماضيين، يكرس لمرحلة جديدة من المزاج الشعبي الأمريكي، بعيدًا عن الدعم المطلق لـ”إسرائيل”، ويتجه صوب إعادة النظر إليها ككيان مجرم ضالع في حروب إبادة ضد شعب أعزل يدافع عن حقه في الحياة.
قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تكن القضية الفلسطينية تحتل أي مكانة تذكر لدى الشباب الأمريكي والغربي بصفة عامة، هذا الشباب الذي نجحت الآلة الصهيونية في غسل أدمغته على مدار سنوات طويلة بسرديات ومنهجيات وروايات تؤصل لمظلومية اليهود ومخططات الإبادة التي ينفذها العرب لإلقائهم في الجحيم وطمسهم من على الأرض.
واطمأن صانع القرار الأمريكي ومن خلفه الصهيوني الإسرائيلي أنهم بذلك نجحوا في خلق أجيال كاملة من الداعمين للكيان المحتل، الحاقدين والناقمين على العرب، كونهم مجرمو حرب وأعداء للإنسانية، كما صورت لهم الدعايا الصهيونية المكثفة، ساعدهم على ذلك غياب هذا الجيل المعروف باسم “زد” عن المشهد وتغييبه عمدًا عما يدور داخل الأراضي الفلسطينية، حتى جاء الطوفان ومن بعده حرب غزة لتنسف كل تلك الروايات وتعيد وضع العقل الشبابي الجمعي الأمريكي داخل فرن “إعادة التدوير والتشكيل”.
وأمام نوافذ الإعلام الجديد المفتوحة وتكنولوجيا الاتصالات التي لا يمكن السيطرة عليها، وبالصوت والصورة، وعلى الهواء مباشرة، بدأ هذا الجيل في متابعة حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أطفال ونساء غزة، حيث عشرات الآلاف من المقاطع المرئية والمصورة التي أحدثت صدمة هائلة لعقله ووعيه المدجن بسرديات مختلفة تمامًا، ليبدأ مرحلة جديدة من التطهير وفلترة ما لديه من آراء ومعتقدات، رغم الجهود المضنية للإبقاء عليها من الآلة الإعلامية الصهيونية التي فشلت في تحقيق ذلك في ظل بشاعة المشهد وقسوته، وفشلها في سد كل النوافذ التي من الممكن أن تتسرب منها تلك الحقائق للشباب الأمريكي.
وفي استطلاع رأي أجراه معهد هارفارد للسياسة خلال الفترة بين 14-21 مارس/آذار الماضي على 2010 شباب أمريكيين تترواح أعمارهم بين 18-29 عامًا، جاءت النتيجة صادمة لصناع القرار في الولايات المتحدة، حيث كانت تأييد 51% من هؤلاء الشباب لوقف إطلاق النار في مقابل معارضة 10% فقط، وهي النتيجة التي تعكس حجم التغيير الذي لحق بجيل الشباب مقارنة بما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
هذه النتيجة حتمًا سيكون لها ما بعدها، كونها بداية رسمية وعملية لانخراط جيل “زد” (الذي تعرض على مدار سنوات لاتهامات التسطيح والتهميش السياسي والثقافي) في معمعة السياسة من أوسع أبوابها، لتبدأ مرحلة جديدة من التوازن حتى في الشعارات المستخدمة بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، فلم تعد شعارات التأييد المطلق لـ”إسرائيل” هي المهيمنة على المشهد، حيث بدأت أخرى تنافسها وتزاحمها في الأمر، تلك التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتندد بإجرام الكيان المحتل وتتعامل معه كدولة مجرمة وعنصرية.
التأثير باق وإن فُضت الاحتجاجات
في عموده بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يربط الكاتب تشارلز بلو، المتخصص في ملفات الرأي العام والعدالة الاجتماعية، بين الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأمريكية حاليًّا لدعم غزة، وتلك التي شهدتها الولايات المتحدة سبعينيات القرن الماضي رفضًا للعنصرية والمطالبة بإنهاء حرب فيتنام، لافتًا إلى أن جيلين من الشباب في كلتا اللحظتين كان مستعدًا للاحتجاج.
ويستعرض بلو دوافع هذا الاستعداد الاحتجاجي، والعوامل التي دفعت نحو تحريك المياه الراكدة في عقلية الشباب البعيد نسبيًا عن دوائر الاهتمام بالقضايا العامة، لافتًا إلى أنه في المرة السابقة، في سبعينيات القرن الماضي، كانت توجد حركة الحقوق المدنية الناجمة عن اغتيال الرئيس جون كينيدي والسيناتور روبرت كينيدي والقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، كفيلة بتغذية مشاعر الشباب وإنضاجها بشكل سريع، مقابل تصاعد الحركات الاحتجاجية التي بدأت تظهر في السنوات الأخيرة مثل “احتلوا وول ستريت” و”حياة السود مهمة” وحملة باركلاند بولاية فلوريدا، وحملة السيطرة على الأسلحة الطلابية، وهي الحركات التي دفعت الشباب لا سيما الجامعي للانخراط سريعًا في المشهد.
ويرى الكاتب الأمريكي أن كرة النار اليوم تتدحرج بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا عما كانت عليه قبل 56 عامًا، حيث المعاينة بشتى المنافذ الإعلامية التي لا يمكن السيطرة عليها، على مدار الساعة على الهواء مباشرة، وفي التو واللحظة، للجرائم الإسرائيلية والانتهاكات الممارسة بحق أطفال ونساء غزة، وحرب التجويع التي يتعرض لها أكثر من مليون ونصف إنسان، وهو ما يسرع من عمق التأثير والتأثر ومن ثم إسراع وتيرة الاحتجاجات بهذا الشكل.
وخلص المقال إلى أن الأمور حتما ستنتهي، بالقوة أو المغازلة أو التفاوض، ويعود الطلاب إلى جامعاتهم مرة أخرى، كما حدث في عام 1968، لكن وقع ما حدث لن يمر مرور الكرام، ومعارضة المحتجين من الطلاب لن تتوقف كما يظن البعض، فربما تكون بداية لحركة احتجاجات طويلة المدى تقود في النهاية إلى تغيير المشهد كما حدث في مرات سابقة، منوهًا أن المناهضين لحرب غزة يخططون اليوم لتنظيم احتجاجات كبيرة في أثناء المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، ما سيكون له أثره على الحزب وفرص بايدن في الانتخابات القادمة إذا ما خاضها.
الاحتجاجات الطلابية.. هذا ما يقوله التاريخ
لم تكن الاحتجاجات الطلابية على مر التاريخ الأمريكي وغير الأمريكي، في مجملها، مجرد نزهة للتعبير عن الرأي دون أثر ملموس، فهناك بعضها الذي استطاع أن يُحدث تأثيرات غائرة في المجتمع والمشهد السياسي بصفة عامة، بل منها من أنهى حروبًا وأطاح بأنظمة تشريعية وحكومية بأكملها، كان لها صداها على سياسة البلدان والحكومات، من أبرزها:
اعتصامات غرينسبور في فبراير/شباط 1960.. تلك التي بدأها 4 طلاب من أصل إفريقي من جامعة نورث كارولينا، ردًا على التفرقة العنصرية بين البيض والسود في مطعم مدينة غرينسبور، حيث كانت تخصص مقاعد لذوي البشرة السمراء، ونجحت تلك الاحتجاجات التي انضم إليها آخرون بعد ذلك في إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة الأمريكية.
جامعة هارفارد مارس/آذار 1968.. اندلعت احتجاجات طلابية بالجامعة رفضًا للعنصرية ضد الطلاب من ذوي الأصول الإفريقية، حيث سيطر قرابة ألف طالب على المبنى الإداري للمؤسسة، وطالبوا باستقالة رئيس الجامعة وإدماج تاريخ وثقافة الأمريكيين الأفارقة في المناهج، وأسفرت في النهاية عن موافقة الجامعة على الاستجابة لتلك المطالب.
وفي أبريل/نيسان من نفس العام احتل طلاب من جامعة كولومبيا عدة مبان بالجامعة للمطالبة بإنهاء الحرب في فيتنام بعد الصور القاسية التي تناقلها التلفزيون الأمريكي حينها عن مجريات تلك الحرب، كما طالبوا جامعتهم بإلغاء عقد يربطها مع مركز أبحاث للأسلحة ومنع خطط لبناء صالة رياضية بحديقة عامة في حي هارلم، وأسفرت تلك الاحتجاجات التي استمرت قرابة 7 سنوات تقريبًا في الضغط على الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب والانسحاب من فيتنام.
وفي مايو/أيار من العام ذاته انتقلت عدوى الاحتجاجات من الولايات المتحدة إلى أوروبا، حيث شارك نحو 20 ألف طالب في وارسو ضد الحكومة الشيوعية هناك، الأمر تكرر كذلك في باريس حيث شارك نفس العدد تقريبًا، وأغلقوا الشوارع ووضعوا المتاريس ونشبت صدامات حادة مع الشرطة في البلدين.
جامعة كاليفورنيا عام 1985.. أغلق 7 طلاب بالجامعة وهم أعضاء في “الائتلاف من أجل جنوب إفريقيا حرة” في 5 أبريل/نيسان من عام 1985، مدخل المبنى الإداري للجامعة “هاميلتون هول Hamilton Hall”، حيث قيدوا أنفسهم بأغلال وسلاسل في مدخل المبنى وعلى الدرج المؤدي إليه، مطالبين بإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وقطع الجامعة أي تعاون أو استثمارات مع بريتوريا العنصرية، وأدت تلك الاحتجاجات نهاية المطاف إلى سحب استثمارات مليارية من حكومة الفصل العنصري في يوليو/تموز من عام 1986.
جامعة هارفارد 2014.. دشن طلاب من الجامعة احتجاجًا رمزيًا ردًا على قرارين قضائيين بعد توجيه اتهامات جنائية إلى ضباط شرطة متورطين في قتل رجلين أميركيين من أصل إفريقي، مايكل براون في فيرغسون بولاية ميسوري، وإريك غارنر في نيويورك.
وجاء الاحتجاج الذي سمى “die-in”، حيث استلقى المشاركون على الأرض وتظاهروا بأنهم موتى، في مركز التعليم الطبي بالكلية، تضامنًا مع حركة “حياة السود مهمة” وردًا على حوادث عنف الشرطة ضد الأميركيين من أصل إفريقي.
أين الجامعات العربية مما يحدث؟
وأمام هذا المشهد الاستثنائي، وتلك المبادرة التي يقدمها بعض طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية، دعمًا لغزة وتنديدًا بجرائم الاحتلال، رغم التنكيل والتضييق الذي قد يكلف المشاركين مستقبلهم الجامعي وربما حريتهم كذلك، يبقى السؤال الأكثر حرجًا: ماذا عن الجامعات العربية؟
أليس العرب أولى بقضيتهم؟ سؤال طرحه الكثيرون ردًا على تلك الانتفاضة الجامعية، مطالبين الشباب العربي بالتحرك ونصرة إخوانهم الفلسطينيين، إن لم يكن بدافع عروبي قومي ديني تاريخي جغرافي، فعلى الأقل بدافع إنساني كما يفعل طلاب أكثر من 20 جامعة في أمريكا وخارجها.
وفي مقابل محاولات المتخاذلين ومثبطي الهمم، المشككين دومًا في أي حراك شعبي بدعوى عدم جدواه، تأتي التجارب التاريخية سالفة الذكر مبرهنة على حجم وتأثير مثل تلك الاحتجاجات وقدرتها على تغيير المشهد في كثير من المواقف والقضايا التي كان الاقتراب منها – آنذاك – مسألة غاية في الصعوبة.
يذكر أن هناك أكثر من 13 مليون طالب وطالبة يدرسون في 1300 مؤسسة للتعليم العالي العام والخاص في العالم العربي، (4.2% من إجمالي الجامعات على مستوى العالم)، فيما تتجاوز منظومة أعضاء هيئة التدريس بمختلف المؤسسات التعليمية أكثر من 48 ألف عضو.
وإن كانت الأنظمة قد سقطت سقوطًا مدويًا في اختبار غزة، فإن الكرة لا تزال في ملعب الشعوب، وعلى رأسها وقودها من الشباب وصغار السن، هذا الجيل الذي يُعول عليه في التغيير وإحداث التوازن في المعادلة العربية المختلة إزاء القضية الفلسطينية.
ومع إصرار الطلاب في أمريكا وأوروبا على الدفاع عن موقفهم والتعبير عن رأيهم رغم الانتهاكات والاعتقالات؛ تسقط بالتبعية إستراتيجية “تبرئة الساحة” التي يتشدق بها العرب لغسل أيديهم من عار الخذلان بدعوى تضييق الخناق، ليصبح المشهد أكثر مكاشفة للتمييز بين الغث والسمين، أنصار الإنسانية ومتشدقيها، داعمي القضية الفلسطينية والمتاجرين بها.
شبكة رمضان الإخبارية