سلط تقرير جديد لوكالة “بلومبيرغ” الضوء على حياة الرجل القوي في الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني بالإمارات، والثروة الفاحشة التي يتحكم بها ضمن صناديق الدولة السيادية فضلا عن ثروته الشخصية ـ الغير معلوم حجمها بشكل دقيق ـ والتي وضعته ضمن أثرياء العالم وأباترة الثروة في الشرق الأوسط.
وفي تقرير “بلومبيرغ” الذي جاء تحت عنوان “كيفية الحصول على لقاء مع رجل الإمارات الذي يتحكم بثروة الـ1.5 تريليون دولار”، ذكرت أن مديري الأعمال وأصحاب الاستثمارات الذين يسافرون إلى الإمارات من هونغ كونغ أو لندن أو نيويورك، يتوقون إلى لقاء معه ولو كان لمدة 10 دقائق فقط.
وتابع التقرير:”قد يكون عدد قليل من المحظوظين ضيوفا على متن يخته الفاخر (ماريا) حيث يحب لعب الشطرنج بينما تلمع الشمس على مياه الخليج. نحيف ورياضي يرتدي نظارته الشمسية الفارهة. يشرف سليل أغنى عائلة في العالم على أصول الدولة والأموال الخاصة التي تصل إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار. يمكن أن تسفر فرصة استثمار من تلك الثروة عن رسوم وعائدات هائلة.”
الوصول إليه ليس سهلا
الوصول إلى الشيخ طحنون هو المشكلة. في أي مكان في العالم يمكن فيه الفوز بفرص قيمة. لكن تركيز الدولة والقوة المالية في الإمارات العربية المتحدة بيد أفراد الأسرة الحاكمة يجعل كل شيء أكثر تعقيدا. الشيخ الذي في منتصف الخمسينيات من عمره، ليس فقط رجل يدير ثروة عائلته؛ إنه أحد نواب حكام إمارة أبوظبي، وشقيق رئيس الإمارات وابن الأب المؤسس للبلاد. إنه أيضا مستشار الأمن القومي. بعبارة أخرى، ليس طحنون بن زايد من “نوع الأشخاص الذين تتصل بمكتبهم بسهولة لطلب موعد”.
وسرعان ما يتضح لماذا هو الآن واحدا من أكثر صانعي الصفقات نفوذا في العالم؟.. من راجيف ميسرا إلى الملياردير راي داليو، تم جذب جبابرة التمويل العالمي إلى أبو ظبي، وأبرمت الكيانات التي يسيطر عليها صفقات في جميع أنحاء العالم.
تسلط الاعتبارات المبكرة لشراء “ستانشارت ولازارد” على الرغم من عدم نجاحها في نهاية المطاف، الضوء على حجم طموحه. تشمل الصفقات الأخرى استثمارا في مالك تيك توك ByteDance، وصندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الفرص التقنية، واتفاقا لتمويل سيارة ميسرا الجديدة التي تبلغ قيمتها 6.8 مليار دولار، والاستحواذ على أكبر صانع للأغذية في كولومبيا.
بصفته مستكشفا دبلوماسيا لأخيه، الرئيس محمد بن زايد، ساعد الشيخ طحنون بلاده أيضا على الدفع إلى الأسواق ذات الأهمية الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم. وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من الاتفاقيات للاستثمار في الاقتصادات الآسيوية والأفريقية. على الصعيد الإقليمي، كانت صناديق الثروة التي يديرها طحنون بن زايد في طليعة الاستثمارات في مصر، ومؤخرا، تركيا – حيث تعهدت الدولة الخليجية بضخ أكثر من 50 مليار دولار.
في الداخل جزء رئيسي من إمبراطوريته هي “القابضة الدولية” التي تحولت إلى شركة عملاقة بقيمة 240 مليار دولار في غضون بضع سنوات فقط، بعدما كانت شركة صغيرة غامضة. إنه الآن أكبر من جولدمان وبلاكستون مجتمعين. أفضل مثال على تأثير الشيخ طحنون على البورصة المحلية – التي يسيطر عليها صندوق الثروة الذي يشرف عليه كرئيس – هو إحصائية واحدة حيث تشكل الشركات المرتبطة به 60٪ من حجم الشركات داخل الدولة.
الطرق المؤدية إلى طحنون والأموال التي يسيطر عليها
ويقول تقرير “بلومبيرغ” الذي أعده “Ben Bartenstein” إن إحدى الطرق المؤدية إلى الشيخ طحنون والأموال التي يسيطر عليها هي “Al Maryah Island”، المركز المالي الدولي في أبو ظبي الذي حلم به الشيخ طحنون قبل عقدين، ويتم توجيه الممولين إلى إحدى الشركات، وإذا سارت الأمور على ما يرام فسوف تتمكن من مقابلة أحد حراس بوابة الشيخ طحنون.
وهم الأشخاص الذين حازوا ثقته ويقررون أي من الوافدين الجدد سيسمح له بدخول الدائرة المقربة، لذا فإن الأمر لا يتعلق بمعرفة الأشخاص المناسبين، بل بمعرفة الأشخاص الذين سيخبرونك بالأشخاص المناسبين للوصول إليه.
خلال ما يقرب من عقدين، برزت صوفيا عبداللطيف لاسكي ( وهي مغربية درست في بريطانيا ) بوصفها لاعبا أصيلا بدائرة الشيخ طحنون، وهي تساعد في توجيه المهام اليومية لمجموعة “رويال جروب” وهي الرئيس التنفيذي للمجموعة والعشرات من الشركات.
رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أصبح نقطة اتصال أولية للكثيرين الذين يتطلعون إلى مقابلة الشيخ طحنون. الذين يلتقيهم وبعد اجتياز اختباره الأولي قد يحصلون على لقاء مع صوفيا لاسكي للفحص النهائي. بعد تدهور علاقة الحريري بالسعودية وكذلك اضطراب ثروة عائلته لجأ إلى أبو ظبي لإعادة بناء نفسه ويقول إن الإمارات تستثمر اليوم بأدوات وأفكار الغد.
بيل موراي، الدبلوماسي البريطاني السابق، هو أيضا مستشار آخر للعائلة المالكة في أبو ظبي، وقد أقام علاقة مع طحنون بن زايد حين تم تعيينه مستشارا سياسيا في الإمارات.
يمكن أيضا للعلاقات التجارية أن تصبح علاقات سياسية. المدير التنفيذي ريك غيرسون، وهو صديق لمحمد بن زايد، يمارس أعماله في أبو ظبي منذ سنوات.
غيرسون مقرب من جاريد كوشنر، وهو الذي قدمه للعائلة المالكة في أبو ظبي وهو ما مهد لعلاقة ودية بين الإمارات وإدارة ترامب.
وكان ترامب بعد شهر من فوزه المفاجئ التقى في فندق “فور سيزونز” بنيويورك محمد بن زايد والشيخ طحنون، بحضور جاريد كوشنر والمستشارين ستيف بانون ومايكل فلين.
كان الشيخ طحنون لاعبا محوريا في تحرك الإمارات للتطبيع مع إسرائيل فضلا عن الانفراجات الدبلوماسية الأخيرة مع قطر وإيران.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان