صور وفيديو – “بأية حال عدت يا عيد؟!”.. عيد الفطر 2024 في النمسا بطعم آخر

يأتي عيد الفطر المبارك هذا العام والعالم العربي والإسلامى يعاني على أكثر من صعيد، فمن جهة أولى تُلقي المجازر الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بظلالها على العيد، ومن جهة ثانية تعاني الشعوب العربية التضخم وغلاء الأسعار وتآكل دخل المواطن في مختلف أنحاء العالم العربي

يأتي العيد هذا العام، والشعب الفلسطيني في غزة ما زال تحت القصف والعنف الإسرائيلي الأمريكى الذي لا يتوقف، تاركا خلفه دمارا هائلا وأكثر من 33 ألف شهيد، وأكثر من 75 ألف مصاب ، وسط عجز عربي مريب ترك أهل غزة وحدهم في مواجهة آلة بطش همجية تدعمها أكبر القوى الغربية والأمريكية، وهو ما ألقى بظلاله على العيد، وخطف الفرحة من عيون المواطنين العرب والمسلمين في كل مكان.
عيد هذا العام هو الأكثر حزناً على مسامى النمسا والفلسطينيين في ظل الدمار الواسع الذي شهده القطاع وتشريد مئات الآلاف وسط مخاوف كبيرة من غزو إسرائيلي بري لمدينة رفح في جنوب القطاع التي أصبحت الملاذ الأخير لحوالي 1.4 مليون فلسطيني أغلبهم من النازحين.

وتقول إلهام: “لا نشعر بسعادة. لم نزين بيوتنا، ولم نستقبل زائرين. لم يبق سوى بعض روحانية وشعائر رمضان”.
وتؤكد إلهام نحن لا نشعرون هذا العام بأي فرح يمكنه أن يبدد مشاعر الذنب والعجز التي يشعر به المسلمون تجاه أخوانهم في غزة المحاصرة والمدمرة وتواطئ العرب مع إسرائيل

وتضيف وهي تضحك بسخرية: “يمكنك أن تهنيء بمقولة عيد سعيد وتجتمع وتجلس مع العائلة، لكن أي عيد هذا؟ لم نشعر بشهر رمضان، ولن نشعر بأجواء العيد. لا يوجد شيء طبيعي في حياتنا اليومية. نجلس فقط ونفكر في غزة”.

والعيد في الغربة يختلف عنه كثيراً في المجتمعات العربية والمسلمة، ومن أبرز هذه الاختلافات أن أيام العيد للأسف لا تُعد عطلة رسمية مقبوضة في أغلب أوروبا أما في النمسا يسمح بيومين أجازة غير مدفوعة الأجر، وقد يُصادف أن يوافق أول يوم من أيام العيد يوم السبت أو الأحد، وهي أيام عطلة نهاية الأسبوع الرسمية، وهنا فقط يتمكن المسلمون في الغربة من “الشعور” بالعيد، حيث لا دوام للأطفال في المدارس أو للكبار في أماكن العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع! وقد وافق أول يوم من أيام عيد الفطر هذا العام يوم الجمعة ثم السبت وبعدها الأحد، وهذا شيئاً طيباً بدلاً من أن يأتي أول أيام العيد في بداية الأسبوع ويكون هناك دوام رسمي!

أحتفال المسلمون بـ “عيد الفطر” في جميع أنحاء العالم بطرق مختلفة، تعتمد على الثقافة والتقاليد المحلية التي ينتمي إليها الناس، لكنها تشترك جميعاً في الجو الاحتفالي والشعور العام بالبهجة والسرور. ويعد عيد الفطر في النمسا فرصة للمسلمين المقيمين في البلاد للتعبير عن هويتهم وتقاليدهم الدينية والثقافية، كما يعد فرصة للتواصل والتفاهم والتعارف بين المجتمعات المختلفة في البلاد. وتتميز هذه المناسبة بالعديد من المظاهر التي تجعلها فريدة ومميزة.

عيد الفطر في النمسا

تبدأ احتفالات عيد الفطر في النمسا حيث يؤدي المسلمون صلاة العيد في المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في المدن النمساوية أو في المنازل، ويوجد بالمدن الكبيرة جاليات مسلمة كبيرة، ويكون للمركز الإسلامي في فيينا النصيب الأكبر من المصليين ، كما يتم عادة استئجار وتخصيص قاعات أو صالات رياضية يمكنها استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين الذين يتوافدون في ساعات الصباح الباكر في مجموعات تضم رجالاً ونساء وأطفالاً من مختلف الأعمار والجنسيات، إلى هذه الأماكن التي تُخصص لأداء صلاة العيد.

في العادة تقوم مجموعة من المتطوعين بترتيب وتنظيم هذه الفعاليات، ويتم توزيع المهام فيما بين أفراد المجموعة، فمثلا يقوم البعض باستقبال الناس وإرشادهم إلى أماكن الوضوء والصلاة، ويوزعون عليهم أكياساً بلاستيكية من أجل وضع الأحذية فيها

ومن جانبة قال أمام وخطيب المركز أتوحه بخالص التهنئة إلى مسلمي النمسا والعالم بمناسبة حلول العيد المبارك وأن يعيده الله على الأمة الإسلامية بكل خير وسلام.

أقيمت الصلاة على مرحلتين الأولى باللغة العربية في السابعة صباحا ثم أعقبها صلاة العيد الثانية والخطبة باللغة الألمانية في الثامنة والنصف صباحا.

تضمنت خطبة العيد المعاني السامية لعيد الفطر المبارك وفضائل صوم شهر رمضان الكريم مع الدعاء بالسلام والخير والصلاح للأمة الإسلامية.

بعد الانتهاء من شعائر صلاة وخطبة العيد يتبادل الناس التهاني والتبريكات، ويجدها الأطفال فرصة للعب والجري هنا وهناك وقد امتلأت جيوبهم بقطع الحلوى والشوكولاتة التي حصلوا عليها أثناء مغادرة المُصلى، حيث يقوم المنظمون لهذه الفعاليات بتوزيع أكياس صغيرة مليئة بالحلويات على المُغادرين.

وعقب انتهاء الصلاة أيضاّ.. يحرص بعض المسلمون على قضاء الوقت على ضفاف نهر الدانوب وتبادل التهاني والتبريكات وتوزيع الحلوى.

خلال أيام عيد الفطر يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والدينية في النمسا، حيث يقوم المسلمون بزيارة المساجد والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها المنظمات الإسلامية المحلية. وتُعد هذه المناسبة الجميلة مناسبة مهمة للاحتفال بالتضامن والمحبة والتعاون، كما أنها فرصة لإظهار الجمال والتعددية في الثقافة الإسلامية، والمساهمة في تعزيز التفاهم الثقافي بين المكونات المختلفة في المجتمع.

بالطبع تُعد زيارة الأقارب والأصدقاء من أهم الطقوس الاجتماعية المصاحبة لهذه المناسبة، حيث يقوم المسلمون بزيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل التهاني والتبريكات، كما يقومون بتقديم الهدايا والحلويات.

بعضهم يسمى عيد الفطر في النمسا”عيد السُّكَّر”

بمناسبة الحديث عن الحلويات أجد من الطريف أن أُشير إلى أن عيد الفطر يُعرف باسم آخر في اللغة الألمانية، شاع استخدامه بين النمساويين وهو “Zuckerfest”، وتعني حرفياً “عيد السُكَر” في إشارة إلى كمية الحلويات التي يتناولها المسلمون في هذه المناسبة، وهذه التسمية تمت ترجمتها من اللغة التركية، حيث تعني كلمة”Şeker Bayram” في اللغة التركية عيد السُّكر، ولأن الجالية التركية هي من أكبر الجاليات المسلمة في النمسا، فقد شاع استخدام وتداول هذه العبارة، حتى إن كثيراً من النمساويين لا يعرفون أن التسمية الأصلية لعيد الفطر في اللغة العربية مختلفة!

من الممارسات اللطيفة التي يقوم بها عدد كبير من الناس في هذه المناسبة، وأحرص عليها أنا أيضاً، قيام أولياء الأمور بشراء مجموعة متنوعة من الحلويات، ثم يعطونها لأولادهم حين يأتي عيد الفطر أو عيد الأضحى، ويقوم الأطفال بتوزيع هذه الحلويات على أقرانهم وزملائهم، سواء في رياض الأطفال أو في المدارس، وهكذا تُتاح الفرصة للأطفال المسلمين الذين يحتفلون بهذه المناسبة، بتعريف زملائهم بها بطريقة عملية ولطيفة.

في تلك المناسبة نقوم نحن كأولياء أمور بشرح الأمر مُسبقاً للمعلمين والمُربين في رياض الأطفال وفي المدارس، ونُعلمهم برغبة الأطفال في توزيع بعض الحلويات على زملائهم في هذه المناسبة، وطبعاً تكون فرحة الأطفال كبيرة بتلك الحلويات، التي جاءت من غير ميعاد بالنسبة للكثيرين!

أما بالنسبة لأطفال المسلمين فإن سعادتهم أيضاً تتضاعف عند حصولهم على الهدايا والملابس الجديدة في هذه المناسبة، ويكون المنظر جميلاً جداً حين تمتلئ الحدائق العامة والمتنزهات وأماكن اللعب بالعديد من الأطفال وقد لبسوا الملابس الجديدة، وانشغلوا بالألعاب الجديدة التي حصلوا عليها من الأهل أو الأقارب، بينما أياديهم وجيوبهم مليئة بالحلويات والشوكولاتة!

رغم كل ذلك فإن العيد يظل له طعم خاص ونكهة مميزة في المجتمعات العربية والمسلمة، وهي حقيقة يعرفها كل من جرّب أن يعيش في الغربة لفترة طويلة، لكن هذا لا يمنع المسلمين في الغربة من الاحتفال والاستمتاع بهذه المناسبة الحميمة، التي تظل برغم كل الظروف محتفظة بجمالها وحميميتها.

يشار إلى أن كبار قيادات الدولة النمساوية يتقدمهم الرئيس ألكسندر فان دير بيلين والمستشار النمساوى كار نهيمر وعمدة فيينا الدكتور ميخائيل لودفيج حرصوا على تقديم التهنئة للمسلمين بالعيد

وبهذه المناسبة تتقدم إدارة شبكه رمضان للخدمات وأخبار الجاليه بالنمسا للجميع على وجه البسيطة بأخلص الدعوات أن يتقبل الله منهم صالح الأعمال، وأن يجعل عيد الإضحى المبارك يجمع شمل المسلمين ويعيده على الأمة المحمدية وكل البشرية بالخير واليمن والبركات، وكل عام أنتم ومصر الحبيبة بخير وسلامة

يشار الى أن المسلمين في النمسا يتجاوز تعدادهم 800 ألف نسمة وأغلبهم في العاصمة فيينا من الجنسيات التركية والأفغانية والسورية والبوسنية وعادة ما يتدفقون إلى المركز الإسلامي على نهر الدانوب لأداء صلاة العيد وإجراء الاحتفالات الاجتماعية بهذه المناسبة.

عيد سعيد لجميع البشر والأنسانية جمعاء وكل سنة والعالم أجمع وانتم يا طيبين وتقبل الله صيامكم ، وقيامكم ، وصالح أعمالكم، وتلاوة ما تيسر من القرأن وراحة البال والسعادة والعيش بلا مشاكل وأخوة ورضا

المصدر – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …