تشكل المشاركة في إعداد وتجهيز موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، التي تقام يومياً في خيمة المركز الإسلامي بساحة المسجد الكبير في العاصمة النمساوية فيينا، إحدى أبرز العادات الرمضانية للمسلمين في النمسا.
كما تبرز مظاهر تبادل الزيارات ودعوات الإفطار بين العائلات والأصدقاء، والتي تسهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية والأسرية.
وتنتشر في معظم مدن النمسا العديد من المساجد، ويقع المركز الإسلامي في العاصمة فيينا، على ضفاف نهر الدانوب، ويستقبل يومياً، في ظل أجواء روحانية احتفالية، العدد الأكبر من المسلمين، الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح خلال الشهر الفضيل.
ويبلغ عدد المسلمين في النمسا أكثر من 800 ألف مسلم، بواقع نحو 8 % من إجمالي عدد السكان، وفقاً لتقديرات عام 2016، والإسلام هو ثاني أكبر دين في النمسا، ويعتبر عدد المسلمين في النمسا من أعلى المعدلات في دول الاتحاد الأوروبي، وتتميز النمسا باعتراف الدولة رسمياً بالدين الإسلامي كدين رسمي في البلاد منذ عام 1912.
ويشهد شهر رمضان المبارك في النمسا زيادة في حركة البيع والشراء بأسواق العاصمة فيينا، التي تشهد نشاطاً تجارياً طوال الشهر المبارك، لاسيما الأسواق التي تتميز بوجود عدد كبير من المحال التجارية العربية، وأبرزهم سوق الحي العاشر والحي السادس عشر في العاصمة النمساوية، حيث يقبل المسلمون على التسوق وشراء المواد الغذائية الرمضانية.
أنشأ المركز في عام 1975م ، بعد ان تبرع الملك فيصل بن عبد العزيز بكامل النفقات، وكلف سفير المملكة العربية السعودية في فيينا بتولي مهمة البناء، وفي 11 يونيو 1977م، سمع الأذان من على منارة مسجد المركز الإسلامي في فيينا لأول مرة. وقد نقش على حجر الأساس الكتابة (المركز الإسلامي بفيينا).
في اليوم الأول من شهر محرم سنة 1400هـ. الموافق 20 من تشرين الثاني سنة 1978م، تم افتتاح هذا المركز الإسلامي بتلاوة من القرآن الكريم وقد حضر حفل الافتتاح رئيس الجمهورية النمساوية رودولف كرخشليكر، ومستشار النمسا برونو كرايسكي، وعمدة فيينا ليوبولد كراتس، ووزير خارجية النمسا بار، وبعض الشخصيات النمساوية ممثلين عن الهيئات الدينية والمنظمات السياسية والاجتماعية، كما حضر حفل الافتتاح وزير التعليم -سابقاً- في المملكة العربية السعودية عبد العزيز الخويطر، وسفير المملكة العربية السعودية في فيينا، رئيس مجلس أمناء المركز الإسلامي في فيينا عبد الله الخيال وسفراء الدول الإسلامية والعربية في فيينا وعدد كبير من الاخوه المسلمين. وبهذا وبعد قرون مضت، تحققت رغبات المسلمين بظهور المركز الإسلامي الأول في فيينا.