أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست بمقال له نشر على موقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعرض لهزيمة استراتيجية في غزة ويواجه عدداً لا يحصى من العقبات، بدءاً من خسارة الرأي العام الغربي وحتى توتر الداعمين الرئيسيين.
وقال “هيرست” إن الحرب تجبر داعمي الاحتلال الغربيين على رؤية الفظائع الإسرائيلية الكاملة التي ترتكب في حملة لطالما كانوا قد وصفوها قبل خمسة أشهر بأنها عادلة، ثم تبدلت مواقفهم نسبياً وباتوا يدعون لوقفها.
ومن بين هؤلاء أحد الداعمين المعروفين لإسرائيل مثل السيناتور الأمريكي “بيرني ساندرز” الذي قال قبل خمسة أشهر إن الحرب ضد حماس كانت عادلة، ليتحدث لاحقاً عن ضرورة وقف حمام الدم في المنطقة ويتراجع عن تصريحاته حيال أهمية الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
إسرائيل في نخبة المجرمين المنبوذين
ويضيف ديفيد هيرست في مقاله أنه بعد كل هذه الجرائم دخلت إسرائيل إلى مرتبة النخبة من الكيانات المنبوذة.
وهي الآن أبشع الأطراف القبيحة في المنطقة و من المستحيل أن يغفر العالم لها أو يبرر لها ما تفعله في غزة بعد أكثر من 5 أشهر على المجازر.
وفقدت إسرائيل نفوذها في مراكز القوى الغربية بوتيرة أسرع من سنوات لطالما ارتكبت فيها الجرائم والمجازر، ووصف هيرست أن “دعم الاحتلال لسنوات أدى بعد حرب غزة إلى تقويض محاولاته أن يشرح للشعوب مزاعمه بأن إسرائيل قوة أخلاقية قامت من أجل الخير في العالم”.
نهاية سيئة للسلطة الفلسطينية
وبالنسبة للفلسطينيين فإن ما جرى سيكون بمثابة تغيير سياسي ضخم وسيعني النهاية السيئة للسلطة الفلسطينية التي تتعاون مع الاحتلال.
ويؤثر ضعف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل عميق على النخب السياسية الغربية التي دعمت إسرائيل وسلحتها وبعد كل تلك الفترة من الحرب أصبح الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو مفتوحاً وفق هيرست.
تغيير جذري في الموقف الغربي
وفي نظر الجمهور فالزعيم الأمريكي الذي قال بصوت عال إن لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها قبل خمسة أشهر، يقول الآن إن إسرائيل لا تستطيع أن تقتل 30 ألف فلسطيني آخر باسم الدفاع عن النفس.
لكن ديفيد هيرست ينوه إلى أمر مهم ذكر فيه: “لا أعتقد أن بايدن قد شهد تغييراً جذرياً في رأيه أو أن المقاييس قد سقطت من عينيه… إن مسؤولي الحكومة الأمريكية على علم تام بما يحدث على الأرض في غزة في كل مرحلة من هذه العملية”.
ويواجه الاحتلال الإسرائيلي تبعات خسارة الرأي العام في الغرب، واستمرار قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية وتآكل الإجماع اليهودي على دولة الاحتلال، وتوتر أنصار إسرائيل وكل هذه العناصر تشير إلى هزيمة استراتيجية لإسرائيل.
وحتى لو توقفت الحرب الآن، فإن الثمن الذي دفعته إسرائيل مقابل إعادة احتلال غزة سوف يكون أعلى مما كان بوسعها أن تحسبه قبل خمسة أشهر. لكنها لم تدرك ذلك بعد، وفق ما أكده ديفيد هيرست في موقع ميدل إيست آي.
المصدر – موقع ميدل إيست آي – شبكة رمضان