قال الكاتب البريطاني الشهير “ديفيد هيرست” في مقال له بموقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره، إن التحالف الشيطاني بين المحافظين الجدد وكارهي الإسلام، يتجلى في مهاجمة حرية التعبير، وتعزيز الكراهية ضد المسلمين والسعي إلى إسكات كل نقاش حول إسرائيل.
وقال “هيرست” في مقاله: “المحافظون الجدد وكارهو الإسلام، وليس المسلمين، هم التهديد الحقيقي للديمقراطية البريطانية.”
ولفت الكاتب إلى أن اقتراح الحزب القومي الأسكتلندي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار كان من شأنه أن يحرج قيادة حزب العمال، التي أمضت الأشهر الـ5 الأخيرة من القصف القاتل على غزة وهي تتجنب قول ذلك.
عرقلة التصويت على اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي
وتابع: “الاقتراح كان واضحا ومتوافقا تماما مع الرأي العام في الجزر البريطانية، حيث دعا إلى اتفاق فوري لإطلاق النار بدون شروط، بينما منح اقتراح حزب العمال الحكومة الإسرائيلية حق النقض، من خلال الإصرار على أن تطلق حركة حماس سراح الرهائن لديها كشرط أساسي لبدء وقف إطلاق النار.”
ولم تكن دعوة حزب العمال إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” شيئا من هذا القبيل، لأنها سمحت لإسرائيل بمواصلة القتال.
وقال الكاتب:”بعبارة أخرى، كانت الجهود التي تم التخطيط لها بعناية وسرية لعرقلة التصويت على اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي بمثابة تحدي للإرادة التي عبر عنها الشعب البريطاني بوضوح.”
وأوضح هيرست:”برر رئيس مجلس العموم ليندسي هويل قراره بالخروج عن القواعد المعتد بها من خلال السماح بالتصويت على ثلاثة اقتراحات منفصلة، وبالتالي إحباط اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي، بقوله إنه كان “قلقًا للغاية بشأن أمن جميع الأعضاء”.
واستطرد:”ثم بدأت محاولة قصيرة لتحويل النواب الذين دعموا هذه الحرب الدنيئة إلى ضحايا، وإلى أهداف لخطاب الكراهية “الإسلامي”. ويتطلب الأمر بعض الجرأة لتحويل أعضاء البرلمان، الذين برروا باستمرار الحرب التي أسفرت عن مقتل 30 ألف فلسطيني، إلى ضحايا خطاب الكراهية، بدلا من فضحهم على أنهم منكري الإبادة الجماعية.”
ويرى هيرست أنها حقيقة مزعجة، سواء للمدافعين عن إسرائيل من حزب المحافظين أو العمال، أن أغلبية واضحة وسريعة النمو من الشعب البريطاني، تقدر بنسبة 66%، قد ضاقت ذرعا بهذه الحرب، وأنهم يريدون وقفا فوريا لإطلاق النار. بينما يعتقد 13% أنه يجب على إسرائيل مواصلة الحرب، ويعتقد 24% فقط أن الهجوم على غزة مبرر، بانخفاض 5 نقاط.
الكاتب البريطاني لفت أيضا إلى ما كان يكرره رئيس حزب العمال “كير ستارمر” أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، وكان يدافع أيضا عن العقاب الجماعي وكان يقول بوضوح إن لإسرائيل الحق في منع الماء والوقود عن غزة.
هيرست يحذر من خطاب الكراهية تجاه المسلمين
وأوضح أنه بسبب هذا التعليق وحده يمكن محاكمة ستارمر، المدير السابق للنيابة العامة، بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية، رغم أنه سحب مقولته تلك في وقت لاحق.
وأشار هيرست إلى أن عبارة “من النهر إلى البحر”، استخدمها جميع سياسيي حزب الليكود الإسرائيلي منذ عام 1977، حيث نص بيان الحزب في ذلك العام على أن ما “بين البحر والأردن لن تكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية”.
وبالتالي فإن الجدال هو: لا تعتبر هذه العبارة إبادة جماعية عندما يستخدمها القادة الإسرائيليون، ولكنها كذلك عندما يستخدمها الفلسطينيون، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين.
الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أكد في مقاله بميدل إيست آي، بأن المزج بين خطاب الكراهية تجاه المسلمين في حزب المحافظين، والاستعانة بالمستشارين الذين يرون الفوائد الانتخابية في التلاعب بما يعرف بنظرية الاستبداد العظيم، مع قضية فلسطين سيخرج منه “جرعة سامة” قادرة على إشعال نار التوتر المجتمعي وتقويض حرية التعبير في بريطانيا.
وأوضح: “لقد برز الأمر إلى الواجهة عندما أخبر لي أندرسون “جي بي نيوز” أن الإسلاميين سيطروا على عمدة لندن صادق خان. حيث ذكر أندرسون ما نصه “لا أعتقد في الواقع أن الإسلاميين قد سيطروا على بلادنا، ولكن ما أعتقده هو أنهم سيطروا على خان وسيطروا على لندن… لقد أعطى عاصمتنا لرفاقه. ”
هيرست يهاجم حزب العمال والحكومة البريطانية
وجاءت تعليقاته في أعقاب مقال كتبته وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان في صحيفة “ديلي تلغراف” قالت فيه “الحقيقة هي أن الإسلاميين والمتطرفين ومعاداة السامية هم المسؤولون الآن”.
وقالت الرئيسة السابقة لحزب المحافظين، للقناة الرابعة الإخبارية: “إذا تم الإدلاء بمثل هذه التعليقات وكانت معادية للسامية أو معادية للمثليين، لكان من الممكن سحبها على الفور. وكما قال صادق خان، لا يمكن أن يكون لدينا تسلسل هرمي للعنصرية داخل السياسة.”
وهاجم ديفيد هيرست حزب العمال والحكومة البريطانية: “لا يقدم حزب العمال أي معارضة لحكومة تتعارض وتستهزئ بالإرادة المعلنة بوضوح لمحكمة العدل الدولية التي أمرت إسرائيل بالامتثال لاتفاقية الإبادة الجماعية، من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة.”
وختم “هيرست” مقاله بأسئلة محرجة للساسة والمسؤولين البريطانيين قائلا،
لذا فإن السؤال هو: من هم الديمقراطيون الحقيقيون: النواب داخل البرلمان أم المتظاهرون خارجه؟
من يمثل الشعب البريطاني بشكل أفضل في هذه القضية؟ ومن الذي يخرب الديمقراطية البريطانية؟ الفلسطينيون الذين تُذبح عائلاتهم في غزة، أو التحالف الشيطاني بين المحافظين الجدد والعنصريين المعادين للإسلام، الذين يسعون إلى تحريف وتجريم كل نقاش حول إسرائيل.
وأي من المعسكرين يدعم القانون الدولي؟
المصدر – وكالات – شبكة رمضان