أقر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، بتكبد الجيش خسائر وصفها بـ”الباهظة” في الحرب على غزة، وقال إن هذه الحرب “لم نخض مثلها منذ 75 سنة”، وهو الأمر الذي يفرض عليه “تغييرات جديدة”، من بينها ضم المتدينيين لجيش إسرائيل.
في لقاء إعلامي له، قال غالانت إن الجنود “يحاربون في غزة وعلى الجبهة الشمالية، ونبذل قصارى جهدنا لاستعادة المختطَفين”، واعترف بأن “الأثمان التي نتكبدها في أعداد القتلى والجرحى باهظة”.
لذلك، اعتبر غالانت أن “هناك حاجة وطنية حقيقية لتمديد خدمة العسكريين وتمديد خدمة جنود الاحتياط”، كما أقر بأن الاحتلال لم يشهد مثل هذه الحرب منذ 75 عاماً، و”هذا يدعونا إلى إقرار تعديلات على قانون التجنيد”، من بينها “تجنيد الحريديم (المتدينين) في صفوف الجيش.
المتحدث نفسه، أشار إلى عزم الاحتلال على “تكثيف العمليات العسكرية في غزة من أجل إعادة بقية المختطفين”.
بخصوص التحذيرات من التصعيد في المسجد الأقصى جراء قرار الاحتلال فرض قيود على المصلين خلال شهر رمضان المقبل، زعم غالانت أن “هدف حركة حماس هو تأجيج الوضع في المسجد الأقصى، ونحن علينا منع ذلك”.
كما ادعى أن الاحتلال “مستعد لكل الاحتمالات، ونعرف كيف نتصرف في حال ظهور أي خطر يهدد إسرائيل”.
بخصوص التصعيد في الشمال، قال غالانت: “نحن يقظون حيال ما يحدث شمالي البلاد، واستهدفنا مواقع لحزب الله وأوقعنا قتلى في صفوف مقاتليه”.
تبادل القصف في الشمال
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن مقاتلاته الحربية “قصفت منصة إطلاق صواريخ استخدمها حزب الله في قصف منطقة كريات شمونة”، واستهدفت كذلك بنى تحتية في ثلاث مناطق جنوب لبنان.
وقال في بيان نشره بحسابه على منصة “إكس”: “هاجمت طائرات مقاتلة في وقت سابقٍ اليوم (الأربعاء)، منصة أطلقت منها صواريخ باتجاه منطقة كريات شمونة هذا الصباح”.
فيما لم يحدد الجيش الإسرائيلي موقع منصة الإطلاق التي تعرضت للهجوم في جنوب لبنان، غير أنه تابع: “إضافة إلى ذلك، تم استهداف عدد من البنى التحتية العسكرية لحزب الله في مناطق إبل السقي (قضاء مرجعيون)، وبنت جبيل (قضاء بنت جبيل)، ويارين (قضاء صور)”.
كما أضاف: “في أعقاب صفارات الإنذار التي دوت في منطقة الجليل الغربي، تم رصد عدد من عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، سقط بعضها في لبنان، والباقي في مناطق مفتوحة في إسرائيل، ولم تقع إصابات”.
حزب الله يضرب من جديد
فيما لم يعلق “حزب الله” حتى الساعة الـ18:30 (ت.غ) على بيان الجيش الإسرائيلي، إلا أن الحزب قال في بيانين منفصلين، إن مقاتليه “استهدفوا موقعي الرمثا والسمّاقة الإسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية، وأصابوهما إصابة مباشرة”.
كما أضاف “حزب الله” في بيان ثالث: “استهدف مقاتلونا انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابات مباشرة”.
ومساء الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، أقر الجيش الإسرائيلي بتضرر قاعدة “ميرون” الجوية في الجليل الأعلى، من جراء صواريخ أطلقها “حزب الله” اللبناني.
والثلاثاء، توعد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، “حزب الله”، خلال جولة أجراها على الحدود الشمالية، التقى خلالها قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، وعدداً من القادة العسكريين.
وقال هاليفي: “لقد قرر حزب الله مساء السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الانضمام (إلى الحرب)، ما يعني وجوب جعله يدفع الثمن باهظاً جداً بالمقابل”.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، يتبادل “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي، بوتيرة يومية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفاً متقطعاً أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين، إضافة إلى ضحايا بين المدنيين اللبنانيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان