قالت صحيفة “هآرتس haaretz” العبرية في تقرير لها إن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، تخشى من موافقة حماس على حكومة تكنوقراط مؤقتة تكون مسؤولة عن قطاع غزة فقط.
ونقل كاتب التقرير بالصحيفة العبرية “Jack Khoury” عن جهات وصفها بالرفيعة داخل السلطة الفلسطينية، قولها إن حكومة بهذا الشكل في غزة قد توسع القطيعة السياسية بين القطاع المحاصر والضفة الغربية وتقلص أي تأثير مستقبلي للسلطة في غزة.
ولفت التقرير إلى أن هذه التصريحات التي أدلت بها قيادات رفيعة داخل السلطة، جاءت على خلفية التقارب والتنسيق بين قيادة حركة حماس في الخارج والقيادي السابق بفتح الذي طرده عباس “محمد دحلان“.
الحديث عن “حكومة تكنوقراط” في غزة يقلق عباس
هآرتس وصفت دحلان بأنه يعد الآن “بؤرة من بؤر التأثير في قطاع غزة” لافتة إلى لقائه برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في الدوحة قبل أيام والذي كشف عنه عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال في لقاء مع “التلفزيون العربي”.
وخلال مقابلة له الأسبوع الماضي مع قناة “الغد” التي يمتلكها دحلان كرر القيادي بحماس موسى أبو مرزوق، بأنه على استعداد لتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة غزة بصورة تشمل تأثيراً غير مباشر لحماس على ما يحدث في القطاع.
ويحصل هذا الموقف ـ الذي سُمع أيضاً من أفواه جهات أخرى في حماس ـ بحسب شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، على دعم من بعض الدول العربية مثل مصر والإمارات، تقول “هآرتس”.
القياديان اللذان تحدثت معهما “هآرتس” أكدا إجراء محادثات حول الموضوع، ولم يخفيا غضبهما من هذه العملية. حسب قولهما، فإن الفصل الذي قد ينشأ بين القطاع والضفة سيخدم أهداف إسرائيل ونتنياهو.
ونقل التقرير عن مصدر رفيع أن خوف السلطة الفلسطينية يزداد من هذا السيناريو، لأن بعض المصادر قالت مؤخراً إن هناك محاولة للدفع قدماً بخطة ستوافق عليها حماس.
وفي إطارها سيقود حكومة التكنوقراط المحتملة خبراء وموظفون لا يتماهون مع حماس فعلياً، وسيحصلون على دعم من دحلان والقاهرة وأبو ظبي.
وينبع خوف السلطة الفلسطينية أيضاً بحسب تقرير “هآرتس”، من علاقات تتعزز بين الإمارات التي تعطي رعايتها لدحلان، ومصر التي لديها اتصال مع حماس.
كما لفت التقرير إلى الدعم الإماراتي المفاجئ لمصر عبر صفقة “رأس الحكمة“، وقال: القاهرة أعلنت بأن الإمارات ستستثمر 35 مليار دولار في مصر، في محاولة لجلب الاستقرار لاقتصاد المصري الذي يعاني أزمة كارثية تتفاقم يوما بعد يوم.
مصدر رفيع سابق في الساحة الفلسطينية، أكد للصحيفة أيضاً وجود خطة لتشكيل حكومة مؤقتة في القطاع، ستعالج الأزمة الإنسانية والاجتماعية في غزة، وبحسبه تخشى السلطة من أن تصبح هذه الخطوة -ولو اعتبرت مؤقتة- حلاً بعيد المدى ينهي أي محاولة للتقدم السياسي.
وتابع المصدر في حديثه لهآرتس موضحا: “أيام أوسلو اعتبر اتفاقاً مؤقتاً لخمس سنوات، وبقينا في هذه العملية منذ ثلاثين سنة.. لذلك فإن في اقتراح حكومة التكنوقراط مخاطرة كبيرة جدا”.
محاولة من السلطة لاستمالة ملك الأردن إلى جانبها
تقرير الصحيفة العبرية زعم في النهاية أن من وصفهم برجال السلطة في محيط محمود عباس، يحاولون استمالة ملك الأردن وجهات أخرى في الساحة العربية والدولية إلى جانبهم، لمنع أي عملية قد تفصل القطاع عن الضفة الغربية في اليوم التالي للحرب.
وسيسافر رئيس المخابرات بالسلطة ماجد فرج والسكرتير العام للجنة التنفيذية في فتح حسين الشيخ، إلى العاصمة عمان قبل وصول عباس إلى الأردن، الاثنين.
ورغم عدم وجود تفاصيل دقيقة عن هذا اللقاء فإن سلطة رام الله تلاحظ وجود ضغط كبير للمضي بخطة للتهدئة ووقف إطلاق النار، ويريد محمود عباس أن يكون مشاركا بهذه العملية.
وقالت “هآرتس”: “السلطة الفلسطينية مستعدة لتشكيل حكومة جديدة وإجراء إصلاحات شريطة ضمان تقدم خطة سياسية تكون هي ضمنها خاصة أنها المسؤولة عن إدارة شؤون الضفة والقطاع.”
المصدر – وكالات – شبكة رمضان