أسرار بيع “رأس الحكمة”.. وساويرس: الدعم الإماراتي فرصة السيسي الأخيرة

أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي توقيع مصر، الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، اتفاقية شراكة استثمارية مع الإمارات لتطوير مدينة “رأس الحكمة” غربي الإسكندرية، في واحدة من أكبر الصفقات وأكثرها جدلاً وسط مزاعم بأن المشروع سيدر 150 مليار دولار على الدولة، فيما خرج رجل الأعمال نجيب ساويرس بتعليق لافت عن ذلك وجه فيه رسالة لحكام الإمارات.

وتعد رأس الحكمة، منطقة تابعة لمحافظة مرسى مطروح، وتحوي عدة فنادق تابعة لرجال أعمال وشركات كبرى في مصر منها مشروعات لشركات شهيرة قيد التنفيذ.

ويحاول نظام عبد الفتاح السيسي زيادة احتياطياته من العملات الأجنبية وجمع أكبر مبلغ ممكن من العملة الصعبة للوفاء بالتزاماته.

تفاصيل مشروع رأس الحكمة

وسرد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تفاصيل تلك الصفقة خلال مؤتمر صحفي، قائلاً إن المشروع يأتي في إطار مخطط التنمية العمرانية لمصر لعام 2052 وبناء الجمهورية الجديدة.

وحدد المشروع أن منطقة الساحل الشمالي هي المنطقة الواعدة الأولى التي تستطيع أن تستوعب القدر الأكبر من الزيادة السكانية لمصر، لما لها من إمكانيات.

ووفق المخطط فإن مدن العلمين ورأس الحكمة والنجيلة وسيدي براني وجربوب، مدن جديدة ببنية أساسية متطورة تستوعب ملايين السكان وتخلق العديد من فرص العمل.

وتحدث مدبولي عن إنشاء مطار جديد داخل منطقة رأس الحكمة، مع تنفيذ مشروع رأس الحكمة السياحي بدعم إماراتي.

وأشار إلى أن مشروع رأس الحكمة سوف يتم تنفيذه على مساحة 170 مليون متر أو ما يقارب الـ40 ألف فدان.

ما سر التنازلات الإماراتية الجديدة لمصر؟

كشف مدبولي أن الإمارات ستتنازل عن ودائعها الأجنبية في البنك المركزي، والتي بلغت حوالي 11 مليار دولار.

وأوضح أن الـ11 مليار دولار ستكون في صورة وديعة للشركة المسؤولة عن مشروع رأس الحكمة وسوف تتنازل عنها، مشيراً إلى أن 11 مليار دولار سيتم تحويلها بالجنيه المصري للمشروع.

ولفت إلى أن عائد الربح المباشر من رأس الحكمة للحكومة المصرية سوف يكون 35 مليار دولار أمريكي، على أن تتسلم مصر منهم خلال أسبوعين، 15 مليار دولار.

ويتم بعد ذلك تسليم مصر 20 مليار دولار بعد شهرين من توقيع الاتفاقية مع الإمارات.

وذكر مدبولي أن تلك السيولة ستسهم في استقرار سوق النقد الأجنبي، وتحسين الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل حالياً أيضاً على إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

تخبط في الأرقام

الصحفي والكاتب المصري البارز جمال سلطان أكد تخبط الأرقام والمعلومات سواء بين المسؤولين المصريين والإماراتيين أو حتى بين وسائل الإعلام الإماراتية والمصرية.

وذكر “سلطان” في تغريدة له على منصة إكس: “وكالة الأنباء الرسمية للإمارات وام نشرت قبل قليل أن الشركة القابضة ADQ استحوذت على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة مقابل 24 مليار دولار”.

وأضاف عن الشركة المذكورة: “كما ستقوم بتحويل 11 مليار دولار من الودائع التي سيتم استخدامها للاستثمار في مشاريع رئيسية في جميع أنحاء مصر لدعم نموها الاقتصادي”.

وتابع عما ذكرته وام: “لا يوجد أي تفاصيل أخرى فيما نشرته، سوى خطاب دعائي تقليدي مما ينشر عادة في بروشور أي دعاية عقارية”.

وتساءل سلطان: “ما هي هذه المشاريع الأخرى التي ستوظف فيها 11 مليار دولار؟ لا ندري، وهل مبلغ 11 مليار الوديعة/الدين، سيتم سحبه من البنك المركزي لتشغيله في تلك المشروعات؟”.

وأردف: “هل 24 مليار دولار قيمة الأرض في رأس الحكمة أم مجمل تكاليف المشروع، وثمن الأرض سيذهب لمن؟ للخزانة العامة للدولة أم للجيش؟ لا ندري”.

وأكمل الصحفي المصري حول مشروع رأس الحكمة: “ما هي حصة “الكاش” الذي تحصل عليه مصر من الصفقة”.

وعلق سلطان على تلك التساؤلات: “ننتظر خبراء الاقتصاد لتفكيك هذا الغموض، لأنه من الواضح أن رئيس الوزراء المصري حرص على صناعة ضجيج إعلامي للتغطية على التفاصيل، ويمكنك بسهولة ملاحظة الاختلافات فيما ينشره إعلاميو النظام على حساباتهم، وكذلك اللجان الالكترونية المعروفة أسماؤها، فكل منهم ينشر أرقاما مختلفة وجداول مختلفة”.

نجيب ساويرس عن الدعم الإماراتي: الفرصة الأخيرة لنظام السيسي

يذكر أن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي تعرض لهجوم واسع من مصريين مقربين من نظام السيسي، لنقل أعماله إلى الإمارات امتدح المشروع وشكر دولة الإمارات عليه.

وقال ساويرس: “شكرا دولة الامارات … اولاد الشيخ زايد رحمه الله عليه ..محبى مصر دعم غير طبيعى وكرم غير مسبوق”.

وأضاف منتقداً قيادة مصر الحالية بشكل صريح لافتا إلى أن ما فعلته الإمارات هو الفرصة الأخيرة للنظام: “أملى أن تعى القيادة المصرية ان هذه فرصة أخيرة لتغيير المسار الحالي.. وكافة الخطط السابقة ومراجعة النفس في كل الأمور.. وأن تستمع إلى شعبها وتفتح أبواب الحرية المغلقة”.

انهيار الاقتصاد المصري

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية تشهد نقصا مزمنا في العملة الأجنبية، مما أدى إلى ضغوط مستمرة على الجنيه المصري، وعلى الإنفاق الحكومي، والشركات المحلية.

وارتفع التضخم إلى مستويات قياسية في الصيف الماضي، كما أن عبء الديون آخذ في الارتفاع، فيما يتفاقم نقص العملات الأجنبية بسبب تراجع إيرادات قناة السويس في أعقاب هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر.

وكان حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، كشف سابقا عن تفاصيل الصفقة، موضحا أن التقدير الأولي لإجمالي المشروع كان 22 مليار دولار.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …