تعرض المهندس عمر الراوي، العضو البرلماني، وعضو المجلس البلدي لمدينة فيينا عاصمة النمسا، لأزمة قلبية، أثناء مشاركته في فعاليات القمة العالمية للحكومات.
وقال لـ «الخليج»: «مررت بوعكة صحية شُخصت على أنها جلطة قلبية وحدث ذلك ضمن حضوري اليوم الأخير من القمة، يوم الإثنين، وتبينت بذلك إثر شعوري بألم شديد. ثم ذهبت خارج القاعة متجهاً إلى مكتب الطوارئ في القمة، وطلبت منهم حضور أخصائي، ولديّ العلم أن في مثل هذه المؤتمرات الضخمة توجد الخلايا الطبية دائماً، ضمن جاهزية فريق العمل المنسّق للحدث، ومن كانت تعمل على رأس المكتب تعاملت مع الموقف بسرعة، وخلال دقائق حضر فريق من إسعاف دبي وذهبوا بي إلى العيادة الموجودة في المنطقة، وأجرى الطبيب فحوصاً فورية شملت تخطيطاً للقلب، تبين بها أنني أمر بجلطة، وأنهم مضطرون إلى نقلي إلى المستشفى».
تعامل مهني
وأضاف «رأيت من الطاقم الطبي والتمريض والإسعاف تعاملاً مهنياً دقيقاً، إذ ذهبوا بي إلى مستشفى راشد وتلقاني هناك كادر طبي كامل، حيث إن المستشفى كان لديه كل بياناتي والفحوص التي أجريتها قبل وصولي، ما سرّع تدخل الطاقم الطبي، وأعادوا جميع الفحوص اللازمة لتشخيص حالتي. ونقلوني لغرفة عمليات القسطرة، وهناك كان في انتظاري طبيب متخصّص يشرح لي تفاصيل العملية، إذ لم يأخذ الأمر منذ دخولي إلى المستشفى وحتى انتهاء الأزمة ساعة ونصف الساعة، الأمر الذي وصفه الكادر الطبي بأنه مثالي، حيث إن الحالة كانت خطرة جداً إذ إن الشريان الرئيسي كان مغلقاً، ما قد يتسبب بعواقب صحية وخيمة، لكن الطاقم الطبي بحرفيته التامة أنقذ حياتي».
وأضاف «أمتلك تجربة العمل في الإسعافات، وحينما رأيت تعامل طاقم الإسعافات من دبي كنت مطمئناً جداً، حيث إن سيارة الإسعاف مجهزة تماماً، يقابل ذلك التعامل المهني والحرفي والإنساني من الطاقم، فأنا أراهم ملائكة على الأرض، كذلك الاستعداد والمهنية التي شهدتها في المستشفى، واهتمامهم بأدقّ التفاصيل، من حيث إجراء الفحوص الدورية بعد الانتهاء من عملية القسطرة، والمتابعة الفعالة التي تلقيتها وتجعلني أستطيع مغادرة المستشفى اليوم. كما أخجلني تعامل المسؤولين جميعاً حيث تشرفت بزيارة عبدالله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، والدكتور عامر الشريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية، ومسؤولين من شرطة دبي وطاقم العمل، بالرغم من مسؤولياتهم وانشغالهم في القمة. وأنا ممتنّ جداً لهم على كل أشكال الاحتفاء والضيافة والإنسانية. ولن أرى هذه التجربة إلّا إيجابية بالرغم من الألم وخطورة ما مررت به. وأشكر دولة الإمارات على حسن استضافتها، وشعار المريض أولاً الذي تتقلده دبي الصحية، هو ليس شعاراً وحسب، بل أمر مجسد لما رأيته من تعامل مهني رائع من الأطقم الطبية».
وأضاف «القمة لم تتوجه لمناقشة ملف واحد فقط، فهناك أبعاد تطرقت لطرحها وهي ذات أهمية، ضمن حضور رفيع من رؤساء دول ومسؤولين ووزراء وحكومات، وحرصت على المشاركة في لقاء المائدة المستديرة لعمداء المدن، بالرغم من أنني كنت في المستشفى، إلا أنني لم أرد تفويت هذه الفرصة التي أتيت خصيصاً من أجلها، وهي قمة تمتعت بالدقة لمناقشة كل القضايا والتحديات التي يواجهها العالم».
المصدر – الصحف الإماراتية