صحفي مصري: “هذا هو السبب الرئيسي لزيارة أردوغان إلى مصر بعد تدهور العلاقات”

علق الصحفي والكاتب المصري البارز جمال سلطان على زيارة الرئيس التركي أردوغان التاريخية إلى مصر بعد تدهور العلاقات على مدار نحو 12 عاماً مشيراً إلى قضايا مشتركة تهم الجانبين أمنياً واقتصادياً.

ووصل أردوغان الأربعاء 14 شباط/فبراير إلى القاهرة في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، ويلتقي خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ويتصدر الوضع في قطاع غزة جدول المباحثات بين الجانبين حسب مصادر إعلامية.

ورافق أردوغان في زيارته إلى مصر وزير الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار.

أبعاد الزيارة التركية لمصر

وتحت عنوان: “أبعاد زيارة اردوغان لمصر” علق الكاتب والصحفي المصري جمال سلطان على الزيارة بمقال له شارك ضمن منصة إكس.

وكتب سلطان: “التوجهات الأخيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالعودة إلى استراتيجيته السابقة الشهيرة صفر خلافات مع العالم الخارجي، والتي بدأت بروسيا ثم السعودية والامارات ثم اليونان ثم أرمينيا ، كان من البديهي أن تمر بمصر”.

وما يعزز تلك الرؤية حسب الكاتب المصري “التطورات الأمنية والعسكرية المتسارعة والحروب التي تتفجر بصورة خطيرة في المنطقة وأخرى في الطريق وتوقعات بأحداث جسام ستشهدها منطقة الشرق الأوسط قريباً قد تعيد تشكيل خارطة المنطقة”.

ويضاف إلى ذلك وفق سلطان: “المصالح الاقتصادية التي تشغل بال صانع القرار التركي في الآونة الأخيرة”.

و”بعد انقلاب يوليو 2013 ضربت عاصفة كبيرة العلاقات بين البلدين استنفذت زخمها بعد أكثر من عشر سنوات لكن الموقف التركي في ذلك الوقت كان موقفاً أخلاقياً بالمقام الأول، وسياسياً بالمقام الثاني” حسب الصحفي المصري.

وأردف جمال سلطان أن “معركة أردوغان الأهم والتاريخية كانت ضد سيطرة العسكر على السلطة في بلده، كما كان أردوغان نفسه يتحسب للخطر نفسه على حكومته داخل تركيا، وهو ما حدث بالفعل في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة 2016”.

المحور الرئيسي للزيارة التركية

والملف الأهم حسب سلطان هو “الموضوع الاقتصادي المحوري والذي يرى الطرفان فيه مصلحة مشتركة لا يجوز أن تعطلها أي خلافات سياسية”.

وما يزيد من هذا الاعتقاد هو حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي إلى 10 مليارات دولار، وهو الأكبر لتركيا في افريقيا.

وتم الاتفاق على وصول هذا التبادل إلى 15 مليار دولار قريبا، ولتركيا استثمارات مباشرة ـ مصانع وشركات ـ في مصر تبلغ 2 مليار دولار، تستوعب عشرات الآلاف من العمالة المصرية.

كما أن شركات المقاولات التركية لها أعمال بأكثر من مليار دولار في مصر، وهناك اتفاقيات قديمة ومستمرة للتجارة الحرة بين البلدين واتفاقيات لمنع الازدواج الضريبي وغيرها” حسب سلطان.

ما سبب عودة العلاقة بين تركيا ومصر؟

ورأى الصحفي المصري أن “طول العهد بالنظام الجديد في مصر، وإطلاقه أكثر من انتخابات رئاسية وبرلمانية ـ أيا كانت الملاحظات عليها ـ دشنت واقعا سياسيا مدنيا جديدا اعترف به المجتمع الدولي، وأصبح الجميع يتعامل مع سلطات مدنية منتخبة ـ ولو بشبهات تزوير ـ وليست سلطات عسكرية صريحة”.

وذكر سلطان أنه “من الصعب على تركيا ـ وحدها، ودوناً عن العالم كله ـ تجاهل الوضع الجديد أو إدارة ظهرها له، مع تلاشي أي معارضة حقيقية أو جادة للنظام الجديد داخل مصر أو خارجها، والمظهر المشين الذي ظهرت به المعارضة المصرية خاصة في تركيا، مما يصعب معه تصور أن يكون موقف حاكم تركيا بديلا عن موقف الشعب المصري نفسه أو قواه السياسية، أو أن يدفع شعبه ثمناً أبدياً نيابة عن شعب لا يريد أن يدفع الثمن”.

وخلص الكاتب إلى أن مصر “باستثناء أي بلد عربي آخر، لها وضع مختلف في الوجدان الشعبي والرسمي للأتراك، وهذا يدركه أي مصري عاش في تركيا، وذلك لأسباب تاريخية واجتماعية وثقافية ودينية يطول شرحها”.

وعلى الصعيد الاقتصادي والسياسي فإن “مصر بالنسبة للحكومة التركية بوابة أفريقيا الأهم، وأكبر سوق للصناعات التركية في أفريقيا والعالم العربي، وتركيا بالنسبة لمصر حليف تاريخي باستثناء فترة الصدام بعد انقلاب 2013، وقوة عسكرية واقتصادية كبيرة ومؤثرة في المنطقة كلها”.

كما أن “تطور الصناعات الدفاعية التركية منخفضة التكاليف تحتاج إليه مصر كثيرا في الفترة المقبلة التي لا تتحمل خزينتها فيها إنفاقا واسعا على السلاح” حسب سلطان.

ويقول جمال سلطان في تحليله أيضاً إن “المعارضة المصرية في تركيا، أو المعارضة التركية في مصر، لا يشكلان أي عقبة تذكر في تنمية علاقات البلدين، وهذا الملف غير مطروح بالأساس على طاولة المفاوضات” حسبما يعتقده الصحفي المصري.

وتوقع الصحفي المصري أن يحظى “الملف الفلسطيني في محادثات مصر وتركيا بحصة غير قليلة من المفاوضات، فأنقرة عززت حضورها في القرار الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، ولها علاقات قوية مع الأطراف الفلسطينية كافة، سواء السلطة أو حماس، في الضفة أو غزة، غير أن البعد الجغرافي لها عن فلسطين وخاصة غزة، يجعل التنسيق مع القاهرة ضروريا للغاية لأي حراك تركي من أي نوع”.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …