كشف تقرير نشرته شبكة “CNN” الأمريكية وعدد من وسائل الإعلام العبرية معلومات حول الملياردير السوداني “عبد الباسط حمزة”، الذي يتعقبه حاليا الموساد الإسرائيلي والـ CIA بتهمة أنه “الممول الرئيسي” لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وفق مزاعم هذه الأجهزة.
وزعمت الشبكة نقلاً عما قالت إنها “وثائق مسربة” أن عبد الباسط حمزة حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم الفساد في السودان، ويحتفظ بشبكة من المصالح التجارية في أوروبا على الرغم من خضوعه للعقوبات الأمريكية.
ووفق المصدر ذاته تمتد المعاملات التجارية لعبد الباسط حمزة، الذي تربطه الولايات المتحدة بأسامة بن لادن، على مدار عقدين من الزمن وتشمل شركة قبرصية، وشركة عقارات إسبانية، وشركة ذهب مصرية، وشركة مقرها السودان، مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية منذ أقل من أسبوع بعد هجمات 7 أكتوبر ـ عملية طوفان الأقصى التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة ووضعت إسرائيل وأمريكا في أزمة كبيرة غير مسبوقة ـ
وقالت الشبكة إنه تم القبض على “حمزة” في عام 2019 في السودان بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير، وسجن بتهمة تمويل حركة حماس، من بين تهم أخرى، حسب زعم التقرير.
لكن الولايات المتحدة لم تفرض عليه عقوبات إلا بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وزلزل العالم كله.
محفظة أعمال عبد الباسط حمزة
وكشفت شبكة CNN، بالتعاون مع منصة التحقيقات الإسرائيلية “شومريم” والاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ) ، عن تفاصيل محفظة أعمال حمزة في أوروبا. وهي جزء من شبكة من الأصول العالمية التي قدّرها مسؤولو مكافحة الفساد السودانيون سابقًا بأكثر من 2 مليار دولار.
وتأتي هذه الاكتشافات الجديدة – وفق المصدر- على خلفية مزاعم منتقدين بأن إسرائيل والولايات المتحدة استخفتا بالتهديد الذي تشكله حماس، ولم تفعلا ما يكفي للحد من شبكتها العالمية غير المشروعة من المصالح التجارية.
الملياردير السوداني ينفي هذه المزاعم
ونفى عبد الباسط حمزة، الذي أُطلق سراحه من السجن بعد انقلاب عسكري عام 2021 أطاح بحكومة عمر البشير في السودان، أي تورط في تمويل حماس رافضا التهم الموجهة له من قبل أجهزة الأمن الأمريكية.
وفي رد مكتوب لـCNN، نفى الملياردير السوداني أيضًا أي علاقة بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وقال حمزة في بيانه إنه كان “سجيناً سياسياً” وقال إن السلطات السودانية أطلقت سراحه في يونيو/حزيران 2021 لأنه “بريء تماماً”.
ويقول أودي ليفي، الذي خدم كضابط مخابرات في الجيش الإسرائيلي لمدة 30 عامًا، إنه أطلع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في عام 2015 على ما وصفه “بالتهديد الذي تشكله شبكات تمويل حماس” ولكن تم تجاهله.
وقال “ليفي” في مقابلة مع منصة التحقيق “شوميم” العبرية، إن حقيقة أن إسرائيل والولايات المتحدة لم تتحركا ضد عبد الباسط حمزة عاجلا هي “سهو كبير”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان التمويل الذي قدمه السوداني عبد الباسط حمزة حاسماً في هجوم 7 أكتوبر، قال أوفير فولك، مستشار السياسة الخارجية لنتنياهو لشبكة CNN: “كما أكدنا مراراً وتكراراً، سيتم فحص هذه المسألة وغيرها الكثير بعد الحرب”.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب CNN للتعليق حتى وقت النشر.
تسريب “سري” قبرصي
وأظهرت الوثائق التي قدمها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إلى CNN من تسريب “سري قبرصي” – مجموعة من أكثر من 3.6 مليون وثيقة تم تحليلها من قبل الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين و68 شريكًا إعلاميًا، بما في ذلك شومريم – أن حمزة مُدرج على أنه يمتلك حصة في شركة ماتز القابضة، وهي شركة قبرصية تأسست في فبراير 2005. ومنذ تأسيسها، حصلت شركة ماتز القابضة على امتياز مربح لاستغلال منجمين للذهب في مصر.
شركة ماتز القابضة
وباع حمزة جزءًا كبيراً من أسهمه في شركة Matz Holdings في اليوم السابق للإطاحة بحليفه، رئيس السودان السابق عمر البشير في عام 2019. لكنه لا يزال يمتلك حصة 10٪ في الشركة. ويمتلك عبد الباسط حمزة علاوة على ذلك شركة عقارات إسبانية، تضررت من العقوبات الأمريكية التي استهدفت “الأصول في المحفظة الاستثمارية لحماس” بعد أسبوع تقريبًا من فرض العقوبات على حمزة نفسه.
وأشارت CNN في تقريرا إلى أن حمزة يمتلك حصته في شركة ماتز القابضة من خلال مجموعة “زوايا” للتنمية والاستثمار، وهي شركة مقرها السودان والتي فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات فقط عقب هجوم 7أكتوبر، لارتباطها بمحفظة استثمارات حماس، بحسب المزاعم الأمريكية.
وتتهم وزارة الخزانة الأمريكية حمزة بمزاعم “تمويل الإرهاب”، وقالت إن لديه روابط تاريخية بشركات في السودان كانت مرتبطة بأسامة بن لادن، الذي عاش في السودان خلال التسعينيات.
ولفت التقرير أيضا إلى أن المملكة المتحدة فرضت في نوفمبر/تشرين الثاني، عقوبات على عبد الباسط حمزة، لكن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عليه عقوبات بعد.
عملية حماس يوم 7 أكتوبر قلبت العالم
وفي أعقاب الهجوم القاتل الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أثيرت أسئلة في إسرائيل وعلى المستوى الدولي حول الفشل الإسرائيلي في تحييد التهديد الذي تشكله حركة المقاومة الفلسطينية.
وواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اتهامات بأنه قلل من شأن حماس، مما أدى إلى عواقب مميتة وكارثية على إسرائيل.
ووصف ليفي، ضابط المخابرات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ترأس الوحدة الاقتصادية للموساد “زلزال” حتى عام 2016، عبد الباسط حمزة بأنه واحد من مجموعة “رجال الظل” الذين يديرون شبكات الأموال تلك نيابة عن حماس، وفق زعمه.
المصدر – شبكة CNN – شبكة رمضان – وكالات