شنّ الناشط السياسي والكاتب والروائي المصري البارز علاء الاسواني، هجوماً عنيفاً على رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الذي تم انتخابه ـ في مسرحية هزلية ـ لولاية رئاسية ثالثة منذ أيام.
ووصف علاء الأسواني في ندوة مصورة له نظام السيسي بالأسوأ على الإطلاق والأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وبأنه “لا مثيل له” فهو أسوأ حاكم جاء إلى مصر على الإطلاق.
علاء الأسواني يفتح
وقال الأسواني في جزء مقتطع من ندوته تم تداوله على نطاق واسع: “عندما يكون 60% من المصريين إما فقراء، أو في طريقهم إلى الفقر، وأصبح التضخم 40% فماذا نسمي هذا النظام؟!”
وتابع مشيرا للانهيار الكارثي للوضع الاقتصادي في عهد السيسي: “عندما يكون لدينا مدخرات بمائة ألف جنيه فقيمتهم الفعلية الآن أصبحت 40 ألف جنيه بسبب التضخم، فضلا عن انعدام الصحة والتعليم.. فماذا نسمي هذا النظام؟!”
ويشار إلى أن الدكتور علاء الأسواني هو نجل الأديب عباس الأسواني، درس طب الأسنان، لكنه فضل أن يُعرف نفسه بالكاتب. وهو صاحب “عمارة يعقوبيان”؛ الرواية التي حازت شهرة واسعة بعد تحويلها لفيلم سينمائي من بطولة عادل إمام.
“خربت البلد”
وفي تعليقه على إعادة انتخاب السيسي لولاية رئاسية جديدة رغم كل الكوارث التي جلبها لمصر قال علاء الأسواني: “من المدهش أن الحكام يتم إسقاطهم في الانتخابات لأسباب أقل من هذا بكثير.” وخاطب الأسواني السيسي “يا راجل أنت خربت البلد”.
وأردف متسائلاً : “هل هناك أسوأ من أن يصبح الدولار بخمسين جنيهاً، والمشروعات التي تقيمها لم تأت بأي نتائج إلا الديون”، وهناك –كما قال- 165 مليار دولار ديون على البلاد.
من هو علاء الأسواني؟
وعُرف الكاتب والروائي “علاء الأسواني” بكونه معارضاً لكل الأنظمة التي عاصرها في مصر، واصفا إياها إما بالفاشية العسكرية أو بالفاشية الدينية، داعيا إلى دولة مدنية ديمقراطية يُفصل فيها الدين والجيش عن الحياة السياسية داخل الدولة.
وفي عام 2016 قال الأسواني أنه ممنوع من الكتابة الصحفية أو الظهور في القنوات التليفزيونية في مصر منذ عام ونصف، مؤكداً أن المنع عملي لكنه ليس رسمياً. وعام 2018 قال إنه تعرض لـمضايقات في مطار القاهرة الدولي لمدة ساعتين قبل السماح له بالسفر وتشن «حملة شرسة لتشويه سمعته» حسب تعبيره.
وفي تغريدة له نشرها على حسابه الرسمي في موقع إكس– تويتر سابقاً، قال الأسواني: “بعد أن أنهيت إجراءات السفر تم سحب جواز السفر مني وأنا محتجز الآن في مطار القاهرة. إجراء غير قانوني المقصود به عقاب كل من يحمل رأيًا معارضًا.”
وتابع: “مصر السيسي لا مكان فيها إلا للطبّالين ومدّاحي الزعيم. كل ذلك لن يخيفني ولن يمنعني من الدفاع عن الحرية”.
يُذكر أن الأسواني كان من مناصري السيسي في بداية تسلمه الحكم، ولكنه سرعان ما تراجع عن ذلك وأبدى معارضة شديدة له.
وعندما ظهرت ملامح ديكتاتورية جديدة ممثلة بالسيسي أعرب الأسواني عن معارضته للسلطة الجديدة، خصوصا بعد التعديل الدستوري الذي أتاح للسيسي البقاء في الحكم حتى عام 2030 والذي اعتبره تدميرا للدستور، كما قال إن المرحلة الحالية هي الأسوأ والأقل ديمقراطية في تاريخ مصر.
ونتيجة موقفه هذا ولصعوبة اعتقاله لأنه شخصية عامة معروفة عالميا فقد تم منعه من الكتابة في الصحف المصرية أو الظهور في مقابلات تلفزيونية، كما تعرض لمضايقات شخصية ومحاولات لتشويه سمعته.
المصدر – وكالات