شن الأكاديمي السعودي البارز والمعارض المعروف الدكتور سعد الفقيه، هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ـ حاكم المملكة الفعلي ـ مستنكرا تقزيمه للمملكة وتدمير هويتها الدينية والسياسية والتاريخية.
ويواجه النظام السعودي بقيادة محمد بن سلمان الذي يقود مشروعا للتطبيع مع إسرائيل ـ لا يزال مستمرا رغم أحداث غزة ـ العديد من الانتقادات بسبب سياساته الحالية تجاه القضية الفلسطينية، فضلا عن رؤيته التي ينفذها منذ سنوات في الداخل والتي شوهت صورة المجتمع السعودي المحافظ ونزعت عنه هويته بعد انتشار مشاهد الرقص والعري في المملكة.
فضيحة لنا أمام العالم والتاريخ
أن مراهقا أرعن يخطف بلدنا كله
بأرضه وشعبه وثقافته وتاريخه ودينه وقوته ومقدراته،
ويلبسه لباس الخيانة والإلحاد والدياثة والدعارة والتفاهة
والله ثم والله إن بلدكم مخطوف يا شعب الحرمين
والمصيبة أنه خطف كامل
لم يعد لأي صاحب دين وهمة وجدية…
وهاجم الدكتور سعد الفقيه ـ يقيم في بريطانيا ـ ولي العهد السعودي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بـ”إكس“، واعتبر ما يحدث في المملكة “فضيحة لنا أمام العالم والتاريخ أن مراهقا أرعن يخطف بلدنا كله بأرضه وشعبه وثقافته وتاريخه ودينه وقوته ومقدراته.”
سعد الفقيه: ابن سلمان خطف السعودية
وتابع:”ويلبسه لباس الخيانة والإلحاد والدياثة والدعارة والتفاهة.. والله ثم والله إن بلدكم مخطوف يا شعب الحرمين والمصيبة أنه خطف كاملا ولم يعد لأي صاحب دين وهمة وجدية ومسؤولية كلمة أو نصيب فيه.”
وسخر الأكاديمي السعودي من محمد بن سلمان بقوله:”ويا ليت من خطفه داهية من الدهاة ذو شخصية قيادية حتى يُعذر الناس أنه استغفلهم بدهائه.. ولكن انظروا من خطفه، عسى أن تستحوا على حالكم، وتنطلق همتكم، وتتحرك غيرتكم على دينكم وبلدكم وأنفسكم.”
واختتم الدكتور سعد الفقيه منشوره الهجومي على محمد بن سلمان بأبيات شعرية جاء فيها:”ولو أني بليت بهاشميٍٍّ خؤولته بنو عبد المدانِ .. صبرت على عداوته ولكن تعالو فانظروا بمن ابتلاني.”
السعودية في عهد محمد بن سلمان
ويشار إلى أن المؤسسة الدينية في السعودية (هيئة كبار العلماء، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاة المستقلون) قد شهدت انحساراً غير مسبوق في عهد الأمير الشاب بعدما كانت صاحبة تأثير ونفوذ واسعين في عهد من سبقوه.
محمد بن سلمان بدأ عهده كولي للعهد بحملة اعتقالات شرسة طالت رموز التيار الصحوي المعتدل أمثال الدكتور سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري وغيرهم الكثيرين من دعاة الإصلاح الذين يحظون بشعبية عارمة وخاصة في أوساط شباب المملكة.
وبحسب محللين لم يكن السبب الحقيقي لقمع هؤلاء الدعاة يرتبط بانتماءتهم الدينية بقدر ارتباطه بتأثيرهم الفكري وطروحاتهم ومواقفهم المتقدمة من الربيع العربي والتي تعدت القالب الديني النمطي وقاربت هموم الشباب وطموحاتهم التي تبلورت في ظل مناخ هيمن على المنطقة وتصاعدت فيه أصوات الشعوب منادية بالحرية والتغيير.
وكانت المقاربة الأمنية القاسية التي انتهجها ولي العهد إزاء هؤلاء الدعاة تشي بتوجس الرجل من تأثيرهم وتنم عن قناعته بخطورة طروحاتهم على مستقبله كحاكم أوحد لأرض الحرمين، وعن رغبته أيضاً في القضاء على كل من يمكن أن يكون جسراً لعبور الربيع إلى المملكة.
كما حول محمد بن سلمان السعودية برؤيته الجديدة المزعومة وسياساته من مركز ثقل وقرار إلى بلد منزوعة الحريات والأخلاق.
وبعدما كانت السعودية قديما تسمح بهامش حرية للحديث عن فلسطين وتندد بشكل علني بالجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين وربما كانت فلسطين هي نافذة الحرية الوحيدة لدى السعوديين في التعبير عن غضبهم وسخطهم، كانت المملكة في عالم أخر، بعد أحداث ٧ أكتوبر وعملية طوفان الأقصى.
ففي أول أسبوع من الحرب الوحشية حضر ابن سلمان حفل مهرجان للألعاب الإلكترونية. ثم توالت المهرجانات الغنائية والمسرحية التي قوبلت باستهجان محلي وإقليمي.
وكان من الواضح اصطفاف محمد بن سلمان في الخندق الصهيوني، خاصة بعدما استضاف مؤتمر الاستثمار الأخير في الأسبوع الثاني من المجزرة.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان