ألجم سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط، ريتشارد كويست مذيع شبكة CNN الأمريكية بعد أن حاول الأخير إسباغ طابع إنساني زائف على قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وتجاهل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والكثير منهم نساء وأطفال معتقلون لسنوات قبل عملية “طوفان الأقصى”.
وعرف حسام زملط منذ بدء الحرب بين حماس والاحتلال، بتصريحاته الجريئة على شاشات القنوات الأجنبية، التي تتصدى لتحيز الإعلام الغربي لصالح إسرائيل. كما عمل جاهدًا على تسليط الضوء على القضايا الفلسطينية وتوجيه الانتباه إلى حقوق الشعب الفلسطيني في محافل الدبلوماسية والإعلام.
حسام زملط يحرج سي إن إن ومذيعها
وزعم مذيع “سي إن إن” في مقابلة مع السفير الفلسطيني في بريطانيا “أننا نغفل الحقيقة عندما نتحدث عن إطلاق سراح الرهائن وما إلى ذلك.. حي أن هؤلاء الأشخاص هم نساء يبلغن من العمر 85 عاماً وأطفال.”
وتابع أن “منهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات كانوا ينقلون على متن دراجات نارية بعدما تم اختطافهم من قبل حماس”، وتوجه للسفير الفلسطيني قائلاً: “أعتقد أنك لا توافق على ذلك بأي شكل من الأشكال”.
وبدا على السفير زملط التبرم والضيق من افتراءات المذيع وعرضه لنصف الحقيقة وإغفال نصفها الآخر قبل أن يرد عليه: “يجب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تسألني عنهم.”
واستدرك مخاطباً المذيع: “لكن لماذا لم تسألني عن الرهائن الفلسطينيين الأطفال الذين أطلق سراحهم؟ والذين كانوا في السجون الإسرائيلية من قبل السابع من أكتوبر ولسنوات طويلة؟!”
وقال زملط إن “لدينا المئات من الأطفال الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل على مدى سنوات دون تهمة، ودون محاكمة، ودون إمكانية الوصول إلى المحامين أو عائلاتهم وأولياء أمورهم.”
وتابع أن هذا الأمر “غير معقول ولا ينتمي إلى إنسانيتنا.. هذا هو الوقت المناسب للتركيز حقاً على نظام القمع الشامل”. وأردف السفير الفلسطيني: “لماذا تركز الكثير من وسائل الإعلام الدولية على الـ50 إسرائيلياً وتنسى الفلسطينيين وهم بالآلاف؟!”
وأكمل السفير الفلسطيني لدى بريطانيا بردود وضعت القناة ومذيعها في حرج: “من غير المعقول حقاً أن نتوقف لأيام لكي نطعم أطفالنا ومدنيينا ثم يستأنفون القتل الجماعي لهم كما كنتم تنشرون التقارير خلال الشهر والنصف الماضيين”.
وعندما شعر المذيع بالإحراج استوقف السفير حسام زملط ليقول له بأسلوب المواربة: “كنت سآتي على ذكر الفلسطينيين” وزعم أن الصور هي التي توضح اختطاف هؤلاء الأشخاص، حيث تم إلقاء جميع النساء المسنات على دراجات نارية يصرخن وتم نقلهن عبر الحدود ودفعهن إلى الأنفاق وبقين في الظلام، وزعم أن هناك فرقاً كمياً ونوعياً في طريقة الاحتجاز.
فأجاب السفير الفلسطيني بذكاء وفق أجندات الغرب ذاته بأن الفرق “هو أن الأول يقوم به أفراد، أما الثاني فتقوم به دولة ترعى جيشاً”.
وأضاف المسؤول الفلسطيني: “الجيش يداهم منازل الأبرياء في منتصف الليل وفي ساعات الصباح الأولى يوقظ هؤلاء الأطفال في حالة رعب شديد”.
وأردف: “من المشين أن يتم حتى إقامة أي مساواة بين دولة عضو في الأمم المتحدة وهي إسرائيل ومسؤوليتها بموجب القانون الدولي وبين الأفراد”.
وتابع أن “الافتقار إلى العدالة هو التركيز على المسؤولية بين الجهات الفاعلة بين قوسين، والتي يجب أن تؤديها بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي”.
ويشار إلى أنه في ظل الحرب على غزة، ومع تصدره المشهد في وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية خلال الفترة الماضية بعد أن وقف بوجه تحيز الإعلام الغربي لإسرائيل، وردوده القوية على أسئلة مذيعي هذه القنوات، وانحيازهم الصارخ لإسرائيل، تصدر السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
ردود “زملط” أصبحت مثار إعجاب الكثيرين، بعد أن كشف حقيقة “أدلجة” هذه القنوات التي لا تتوانى عن جلد الضحية (الفلسطينيين) دون أي اعتبار لكونهم بشرا، مقابل الدفاع المستمر عن الجلاد (إسرائيل) دون تحميله أي مسؤولية عن جرائمه المستمرة بحق شعب كامل يرضخ تحتل الاحتلال منذ نحو 75 عاما.
المصدر – وكالات