انتقد رئيس الوزراء التركي السابق ورئيس “حزب المستقبل” المعارض أحمد داود أوغلو، تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه منذ أيام مع المستشار الألماني “أولاف شولتس”، وقال فيها “نحن لا ندين لإسرائيل بشيء لذا لا يوجد عندنا ما تحاسبنا عليه”.
وقال داود أوغلو في كلمة له خلال مؤتمر علني شارك منها مقتطفات عبر حسابه بموقع “إكس” –تويتر سابقاً- مخاطباً أردوغان: “إن لم نكن مدينين لإسرائيل، فلماذا تستمر شحنات النفط من ميناء جيهان التركي إلى إسرائيل”.
الرئيس الذي قال في مؤتمره الصحفي مع المستشار الألماني "نحن لا ندين لإسرائيل" يقول الحقيقة . أهنئك على موقفك الخطابي . ولكن عندما ننظر إلى موقفك العملي أشعر بالخجل باسم وطني وأمتي ! إن لم نكن مدينون لإسرائيل، فلماذا تستمر شحنات النفط من جيهان إلى إسرائيل؟ لماذا تستمرون في إرسال… pic.twitter.com/vkik9BHeLz
— Ahmet Davutoğlu (@A_Davutoglu_ar) November 20, 2023
واستدرك: “إذا كان وقود الطيران الإسرائيلي يساق من طرفنا فهذا عار علينا”.
وتابع متسائلاً:”لماذا تستمرون في إرسال المواد الغذائية والأسمنت والحديد إلى إسرائيل؟!”
داود أوغلو يهاجم أردوغان في مؤتمر علني
ووصف أحمد داود أوغلو استمرار شحن الوقود الذي تستخدمه الطائرات الإسرائيلية من تركيا “بالعار”، وأضاف: “عار عليكم إذا كان زاد جنود إسرائيل يأتيهم من عندنا”.
وعلق أوغلو على قول أردوغان: “لو تركنا الحكم تسقط بغداد وتسقط القدس وتسقط غزة.” متهكماً :”عندما تسقط غزة لا تفعلون أي شيء ..هكذا”.
وعبر رئيس “حزب المستقبل” المعارض عن حزنه لما يجري في غزة قائلاً: “يا أصدقاء قلوبنا تنفطر إن كنتم صادقين بالفعل أوقفوا شحن النفط إلى إسرائيل الآن”.
وأضاف: “لنمنع استخدام الطيران الإسرائيلي للنفط الذي يشحن من تركيا”.
وتوقف أوغلو ليشير إلى أنه عندما تكون القضية هي القدس والمسجد الأقصى وعندما تكون القضية هي غزة “ونبقى ضحايا لحظوظ أنفسنا وأنانيتنا لن نستطيع الوقوف أمام الله يوم الحساب”.
وأشار إلى أن الشعب المحتل من حقه أن يقاوم وقال: “إذا كان جيشهم الضخم لم يستطع احتلال غزة التي هي بحجم نصف “يالوفا”-منطقة تركية- وأضاف بنبرة مؤثرة:” أقبل الغزاويين الأشاوس من عيونهم وأحتضن قلوبهم”.
وعلى الرغم من المشاكل والتقلبات المختلفة التي شهدتها العلاقات التركية الإسرائيلية بعد عام 2010، إلا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية لم تتأثر إلا قليلا حتى في خضم العواصف التي ألمت بالشرق الأوسط خلال تلك الفترة.
وفي الأيام الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس، حرصت أنقرة على أن يكون موقفها “متوازنا وحذرا”-بحسب إذاعة مونتي كارلو الدولية– مضيفة أن رجب طيب أردوغان اكتفى بالدعوة إلى تجنب العنف وحماية المدنيين.
الأمر الذي فسره مراقبون برغبة أنقرة في لعب دور الوسيط والاستفادة من النزاع لتعزيز موقعها في المنطقة، دون أن تتكبد خسائر سياسية من مواقفها، من خلال عدم الإضرار بعلاقتها مع تل أبيب، والحفاظ على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
ورغم أن أردوغان قد صعد انتقاداته ضد إسرائيل مؤخرا وهاجمها بتصريحات قوية في مؤتمراته الأخيرة، إلا أن بيانات سفن الشحن وحركة الملاحة تؤكد استمرار تحرك السفن التجارية التركية تجاه إسرائيل.
وفي لقائه مع قناة الجزيرة قبل يومين، تحجج وزير الخارجية التركي ورئيس جهاز الاستخبارات الأسبق هاكان فيدان، بموقف الدول العربية وعدم اتخاذ قرار جماعي ضد إسرائيل ليبرر عدم تحرك تركيا بخطوات جادة على الأرض ضد الاحتلال حتى الآن.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان