مدير سابق لـ”هيومن رايتس ووتش”: مصر تبرم صفقة مع واشنطن تتضمن حصار غزة مقابل التغاضي عن ملف حقوق الإنسان

هاجم كينيث روث، المدير السابق لمنظمة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش”، النظام المصري، في تغريدة له يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، واتهمه بإغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين الراغبين في دخول مصر للعلاج، وكذلك منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذ الفلسطينيين الذين يواجهون القصف الإسرائيلي مع نفاد الطعام والشراب.

كينيث روث قال في تغريدته: “الصفقة القذرة مع الرئيس المصري الاستبدادي، الزعيم الأكثر قمعاً في تاريخ مصر الحديث: تتجاهل واشنطن انتهاكات مصر لحقوق الإنسان مقابل فرضه الحصار على غزة”.

مجزرة مخيم جباليا التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بغزة/الأناضول

يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه سكان مدينة غزة ومخيم جباليا للاجئين حصاراً شديداً في ظل القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع والذي تسبب في استشهاد الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، ويرتقب السكان وقوع معركة ضارية في أحيائهم مع عدم وجود ما يكفي من الكهرباء أو الوقود ومع بقاء بضعة مستشفيات فقط في الخدمة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي بلا هوادة.

وقال أبو عبد الله الذي يسكن في مدينة غزة: “لا ينام أحد في وجود القصف. يواصل أبنائي القفز والبكاء عند كل غارة جوية”. ويقيم أبو عبد الله في مخيم جباليا مع أقاربه بعد قصف منزله في مدينة غزة.

إسرائيل تطالب أهالي شمال غزة بالنزوح 

أمرت إسرائيل جميع المدنيين بمغادرة شمال قطاع غزة، وقالت في رسائل أسقطتها بطائرات هليكوبتر، إن من سيبقى ربما يُعد من مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

في حين زعم الاحتلال أنه طوَّق مدينة غزة ومخيم جباليا مع استمراره في قصف مواقع بالجنوب. ورفض كثير من سكان مدينة غزة الرحيل وأشاروا إلى تلك الهجمات وما تثيره من مخاوف من أنهم لن يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم لاحقاً.

مدينة جباليا| wikipedia

وقال أبو عبد الله الذي لم يفصح عن اسمه الكامل؛ مخافة انتقام الإسرائيليين منه: “نحن الآن محاصرون، لكننا في وطننا”، واتهم إسرائيل بشن حرب تجويع على شعب غزة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تسلل مقاتلوها عبر الحدود الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وقتلوا 1400 شخص واختطفوا 240 آخرين. وتقول إسرائيل إن حربها شُنت على جماعة مسلحة، لا الفلسطينيين المدنيين، وتتهم حماس بالاختباء في مناطق سكنية لاجتذاب الهجمات على المدنيين.

إسرائيل تقتل الآلاف 

تقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، إنَّ قصف إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 9227 شخصاً، منهم 3826 طفلاً. وقالت إن الهجمات على جباليا هذا الأسبوع قتلت مئات الأشخاص.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه “رويترز”، آثار ما بعد هجوم اليوم على بيت لاهيا بالقرب من مدينة غزة، إذ كانت هناك جثث ملطخة بالدماء ومحفوفة بالتراب وإخراج رضيع من سيارة إسعاف، وأظهر أيضاً فحص المسعفين للمصابين المستلقين على أرضية المستشفى وهم يتألمون.

مجزرة جباليا في غزة إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي / الأناضول

في السياق ذاته قطعت إسرائيل إمدادات الوقود والكهرباء عن غزة مباشرة بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقالت السلطات الصحية في غزة إن معظم الخدمات الطبية قد تتوقف. وتقول إسرائيل إن حماس أخذت الوقود من المستشفيات.

ولا تصل الإمدادات الغذائية والطبية التي تأتي عبر معبر رفح الحدودي مع مصر إلا إلى الأجزاء الجنوبية من غزة.

وقال أبو عبد الله عبر الهاتف، إن الغذاء مشكلة والمياه مشكلة أكبر، ولا يوجد وقود أو كهرباء فيما عدا بضع ساعات يحصلون عليها من الألواح الشمسية.

نقص في المياه النظيفة 

في الأجزاء الجنوبية من القطاع، يعني نقص المياه النظيفة أن كثيراً من الناس بدأوا في استخدام مياه البحر للاستحمام والتنظيف، واكتظاظ المستشفيات، ونقص الوقود يعني أن الأطباء يجدون مشقة كبيرة في مساعدة المرضى والجرحى.

وعلى الشاطئ في دير البلح، بين مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية، كانت هناك مجموعة من الأطفال يغترفون الماء من البحر بينما عكف رجال على غسل أواني الطهي.

وقال علاء البرديني، أحد سكان دير البلح، إن الأطفال يستحمون في مياه البحر المالحة ولا توجد مياه عذبة لتنظيف أجسادهم من الملح.

وتقول إسرائيل إنها أعادت إمدادات المياه إلى جنوب قطاع غزة بعد أن قطعتها في البداية. لكن السكان يقولون إنه لا توجد مياه تقريباً، وبدون كهرباء لا يستطيع الناس تشغيل مضخات لسحب المياه من الآبار أو رفعها إلى المنازل.

ما هو مخيم “البريج” الذي استهدفته إسرائيل في قطاع غزة؟

وتمتد طوابير الانتظار طويلاً عند المخابز، وينتظر الناس ساعات للحصول كميات صغيرة من الخبز. وقال حسين النادي أمام أحد المخابز في خان يونس، إنه يقف منذ الفجر في طابور للحصول على الخبز، وإن الوضع أصبح لا يحتمل.

ومع امتلاء المستشفيات، بدأ الطبيب حسن زين الدين يزور مدارس الأمم المتحدة التي تؤوي آلاف النازحين. ومع الافتقار إلى الوقود، يقطع رحلة طولها 15 كيلومتراً بالدراجة.

الاحتلال الإسرائيلي يواصل مجازره في غزة

وقال زين الدين إن القصف أضر ببعض قطاعات من الطريق ومن ثم يضطر إلى حمل الدراجة حتى يتجاوز الجزء المعطوب من الطريق ثم يستأنف الرحلة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 28 يوماً “حرباً مدمرة” على غزة، قُتل فيها 9227 فلسطينياً، منهم 3826 طفلاً و2405 سيدات، وأصيب 23516، كما قُتل 145 فلسطينياً واعتقل نحو 2070 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت “حماس” أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …