أجرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية مقابلة مع محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، والرجل المقرب من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، حاورته فيها بشأن الأحداث الأخيرة في فلسطين والحرب على غزة.
وتعد هذه أول مقابلة يجريها محمد دحلان مع صحيفة غربية منذ العدوان الإسرائيلي على غزة.
مجلة بريطانية تحاور “دحلان” من أبوظبي
المقابلة التي أجراها “دحلان” مع مجلة “إيكونوميست” في فيلته بأبوظبي، تقول المجلة إنه قدم خلالها رؤيته حول ما سيحدث في غزة بعد الحرب.
وقالت “إيكونوميست” إن مسؤول الأمن السابق في السلطة الفلسطينية نفى أن يكون طامعاً في منصب آخر بغزة يُحمّله مسؤولية كل المشاكل والتدمير الذي ستخلفه الحرب في القطاع.
ورد دحلان على الشائعات التي تقول إنه الاختيار الإسرائيلي لإدارة غزة، رافضا الفكرة وأنه سيكون الشخص الذي سيأتي لتنظيف الفوضى بعد نهاية الحرب.
ولكن دحلان قدم مؤهلاته للقيادة، فهو يعرف غزة جيدا وقضى 40 عاما يقاتل من أجل القضية الفلسطينية، ولكنه زعم أنه يعرف الإسرائيليين، وأصبح مستشارا مقربا للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد.
واستبعد “دحلان” في حديثه أن تعين السلطة بعد حماس مسؤولاً واحداً عن غزة.
وسخر دحلان الذي عاد من مصر وله علاقة قريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي من فكرة السماح للاجئين بالفرار إلى سيناء كوسيلة لتخفيف أزمة غزة قائلا: “من سيتحمل المسؤولية التاريخية واللوم من العرب على مساعدته الإسرائيليين لتشريد الفلسطينيين؟”، مشيرا إلى أن عملية التشريد الجماعي للفلسطينيين إلى مصر ستخلق قضية أمن قومي خطيرة للحكومة المصرية في القاهرة.
ويرى دحلان أن الانتخابات البرلمانية ستؤدي إلى حكومة برئيس وزراء والتخلي عن الرئاسة التي يشغلها حاليا الرئيس محمود عباس. ودحلان يدعم هذا التحول. وقال من “الوهم” قدرة رجل واحد على حل الموضوع الفلسطيني “انتهت مرحلة الأبطال مع وفاة عرفات”.
محمد دحلان وما بعد الحرب في غزة
ويرى “دحلان” أنه من الأفضل ما بعد الحرب في غزة: “تشكيل مجلس إداري متخصص من التكنوقراط لإدارة الأمور في فترة انتقالية لمدة سنتين لإعادة الإعمار. بعدها يتم إعلان دولة فلسطينية بدون حدود يعترف بها العالم”.
وتابع: “يجب أن يسمح لكل الفصائل الفلسطينية بالمشاركة فيها بما فيها حماس”. وقال دحلان إن حكم غزة بعد الحرب سيكون صعبا بدون موافقة سكانها.
وتحدث “دحلان” عن إجراء انتخابات برلمانية في الضفة والقطاع معاً، ليصبح نظام الحكم برلمانيا بحيث يحكم رئيس وزراء وليس رئيس الجمهورية، باعتبار انه بعد رحيل ياسر عرفات لم تعد هناك شخصيات تاريخية ترأس وحدها الدولة الفلسطينية”، حسب قوله.
وأشار القيادي الهارب والمفصول من حركة فتح، إلى أن علاقاته قوية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومع مسؤولين في إسرائيل، فقد تعلم العبرية وأتقنها في السجون الإسرائيلية.
ونقلت “الإيكونوميست” مزاعم مساعدة دحلان في نقل وتوصيل مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة في ظل حكم حماس بخمسين مليون دولار سنوياً.
ويعتقد دحلان في رؤيته المزعومة لما بعد حرب غزة، أن حماس لن تختفي برمتها ولكنها ستظل ضمن تيارات المجتمع الفلسطيني ونسيجه، حسب وصفه.
وتابعت المجلة “وقد يجادل البعض أن الفلسطينيين باتوا أبعد عن حلم الدولة أكثر من اليوم، لكن دحلان وبشكل مفاجئ لديه أمل، ويرى فرصة للقضية الفلسطينية، حتى في وسط الحرب. وقد غير الشهر الماضي القضية الفلسطينية بشكل كبير “قبل ثلاثة أشهر، لم يكن هناك أمل، من كان يذكر القضية الفلسطينية قبل ثلاثة أشهر؟ لا أحد. والآن الجميع يتحدثون عن معاناتنا”.
صحيفة مدعومة إماراتياً تروج لدحلان
وسبق أن نشرت صحيفة “العرب اللندنية” الممولة إماراتيا قبل أيام تقريراً حاولت فيه استغلال الأحداث الجارية للترويج لمحمد دحلان، والتسويق على أنه قد يكون بديل المرحلة القادمة في حكم السلطة الفلسطينية أو قطاع غزة والأراضي الفلسطينية ككل.
وتحدث التقرير عن مستقبل غزة في حال استطاعت إسرائيل اجتثاث حركة حماس من القطاع وهو ما يكشف عن نوايا الإمارات وأهدافها، فالكاتب ضمن الصحيفة التي تمولها أبوظبي كما هو معلوم “لا يقدح من رأسه”.
وذكرت الصحيفة بأن فرص تولي رئيس السلطة الفلسطينية الحالية محمود عباس لحكم غزة بدلاً من حماس ينخفض مع الغضب الشعبي المتصاعد ضده وخروج تظاهرات تطالب برحيله، بعد تصريحه الذي حذف حول “سياسات وأفعال حركة المقاومة الإسلامية وبأنها لا تمثل الفلسطينيين”.
وبحسب محللين، فإن محمد دحلان “حاول منذ فترة طويلة تقديم نفسه كبديل لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وكعميل أكثر ولاء وإخلاص لكيان الاحتلال الإسرائيلي.”
وكانت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر فلسطينية زعمها أنه من المتوقع أن يلعب دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة، والرجل المحسوب على الإمارات حالياً، دوراً رئيسياً في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في المرحلة القادمة.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان