نتيجة للتحريض المتنامي وخطاب الكراهية في وسائل الإعلام الأمريكية، تعرض طفل فلسطيني يدعى وديع الفيوم للقتل وأصيبت والدته بجروح بليغة، على يد مالك منزلهما المستأجر جوزيف إم تشوبا في شيكاغو الأمريكية، بسبب انتمائهما الإسلامي، وكرد فعل على الحرب بين إسرائيل وحماس.
ووفقا لموقع “abc7chicago“، فقد تم إنهاء حياة الطفل وديع الفيوم بوحشية يوم السبت، عندما تعرض للطعن 26 مرة بسكين على الطراز العسكري في منزله في بلينفيلد قبل الساعة 11:40 صباحًا بقليل.
وقال محققو مقاطعة “ويل” يوم الأحد إن الطفل وديع الفيوم ووالدته تعرضا للهجوم من قبل مالك المنزل “جوزيف إم تشوبا” البالغ من العمر 71 عامًا الذي اتهم بالقتل من الدرجة الأولى، ومحاولة القتل من الدرجة الأولى، وتهمتين بارتكاب جريمة كراهية، والضرب المشدد بسلاح فتاك.
وقال والد “وديع” إن الصبي ووالدته استأجرا الطابق الأرضي من المنزل على مدى العامين الماضيين، ولم تنشأ أي مشاكل حتى يوم السبت.
دور التحريض في الجريمة
وقال أحمد رحاب، رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في شيكاغو: “ما لدينا هو طفل فلسطيني مقتول على يد شخص متطرف بسبب البيئة التي نعيش فيها الآن، والتي تصور الفلسطينيين كحيوانات بشرية“.
وأضاف: “لم يكن لهذا الشخص أي سجل حافل مع العائلة. في واقع الأمر، يقول الأب إنه بنى بيتًا على الشجرة للصبي، وسمح له بالسباحة في بركة مؤقتة وأحضر له الألعاب”.
العلاقة بين الجريمة والحرب في غزة
ووصف مكتب عمدة مقاطعة ويل الجريمة بأنها “لا معنى لها” و”جبانة”.
وقال: “تمكن المحققون من تحديد أن كلا الضحيتين في هذا الهجوم الوحشي كانا مستهدفين من قبل المشتبه به لأنهما مسلمان والصراع الدائر في الشرق الأوسط والذي يشمل حماس والإسرائيليين.”
وكشف رئيس مجلس العلاقات العربية الأمريكية في شيكاغو تفاصيل الرسائل النصية التي أرسلتها الزوجة السابقة لوالد الصبي المقتول التي لا تزال ترقد في المستشفى بعد تعرضها إلى ما لا يقل عن 12 طعنة.
والدة الطفل وديع الفيوم تروي تفاصيل ما حدث
وأوضحت الزوجة في الرسائل النصية التي بعثتها لوالد طفلها، أن لجاني طرق الباب وحاول خنقها، وقال: “أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا”. ثم قام بطعنها قبل ان تهرب للحمام وتتصل بالشرطة على رقم 911.
وأصيبت الأم البالغة من العمر 32 عاما في حالة خطيرة، لكن من المتوقع أن تبقى على قيد الحياة.
العائلة ضحية الجريمة غادرت الضفة الغربية وجاءت إلى الولايات المتحدة قبل 12 عاما على أمل تجنب العنف الذي لا يزال مستمرا حتى اليوم في في الأراضي المحتلة. حيث أنجبت ابنها وديع في الولايات المتحدة.
احتجاز المجرم حتى العرض على المحكمة
وقال المحققون إن “تشوبا” لم يقدم إفادته للشرطة، لكنهم يعتقدون أن لديهم ما يكفي من الأدلة المادية، بالإضافة إلى إفادات الشهود لدعم التهم الموجهة.
وسيبقى في مركز الاحتجاز حتى مثوله الأولي أمام المحكمة، والذي قال محامي الولاية إنه سيحدث في الساعة 1:30 ظهرًا يوم الاثنين في محكمة مقاطعة ويل في جولييت.
بايدن يقدم تعازيه ويرفض الإسلاموفوبيا
من جانبه، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانا مساء الأحد قال فيه: لقد شعرت أنا وجيل بالصدمة والغثيان عندما علمنا بالقتل الوحشي لطفل يبلغ من العمر ست سنوات ومحاولة قتل والدة الطفل في منزلهما أمس في إلينوي”.
وأضاف:”لقد جاءت عائلة الطفل الفلسطينية المسلمة إلى أمريكا بحثًا عن ما نسعى إليه جميعًا: ملجأ للعيش والتعلم والصلاة بسلام”.
وذكر أن “عمل الكراهية المروع هذا ليس له مكان في أمريكا، وهو يتعارض مع قيمنا الأساسية: التحرر من الخوف بشأن الطريقة التي نصلي بها، وما نؤمن به، ومن نحن”.
وتابع:”كأميركيين، يجب علينا أن نتحد ونرفض الإسلاموفوبيا وجميع أشكال التعصب والكراهية. لقد قلت مرارا وتكرارا أنني لن أصمت في وجه الكراهية.. لا يوجد مكان في أمريكا للكراهية ضد أي شخص”.
وقال:”إننا ننضم إلى الجميع هنا في البيت الأبيض في إرسال تعازينا وصلواتنا للعائلة، بما في ذلك من أجل شفاء الأم، وللمجتمعات الأمريكية الفلسطينية والعربية والمسلمة على نطاق أوسع.”
حاكم إلينوي يستنكر
وأصدر الحاكم لولاية إلينوي جي بي بريتزكر أيضًا بيانًا في أعقاب الجريمة، قال فيه:”إن إزهاق حياة طفل يبلغ من العمر ست سنوات باسم التعصب ليس أقل من الشر … كل شخص في إلينوي – بما في ذلك المسلمين واليهود”. والجيران الفلسطينيون – يستحقون العيش متحررين من تهديد مثل هذا الشر.”
المصدر – شبكة رمضان – وكالات