العرب يدهسون القانون والإنسانية – دولتان عربيتان فقط وافقتا على إنشاء آلية لكشف مصير المعتقلين في سجون الأسد

صوتت دولتان عربيتان فقط لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإنشاء آلية مستقلة للكشف عن مصير قرابة ربع مليون معتقل ومفقود ومختفٍ قسرياً في سجون نظام بشار الأسد، في حين رفضت أو امتنعت الدول العربية الأخرى عن التصويت.

وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير آلاف المفقودين في سوريا على مدى 12 عاما، وذلك في استجابة لطلب كثيرا ما قدّمه أهالي المعتقلين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وحظي القرار الذي تبنته الجمعية العامة، بأغلبية 83 صوتا مقابل 11 ضده وامتناع 62 عن التصويت.

وينص القرار، على ضمان المشاركة والتمثيل الكاملين للضحايا والناجين وأسر المفقودين، مع الاسترشاد بنهج يركز على الضحايا، في حين لا يحدد طرائق عمل هذه المؤسسة التي سيتعين على الأمين العام للأمم المتحدة تطوير إطارها المرجعي، في غضون 80 يوما بالتعاون مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، وفق موقع “فرانس 24“.

وسُلطت الأضواء سريعا، على موقف الدول العربية، إزاء هذه الخطوة، وتعاملها مع التصويت على القرار، بين التأييد أو الرفض أو الامتناع، لما يحمله ذلك من تعامل الأنظمة مع سلطة بشار الأسد القمعية.

وأظهرت صورة ضوئية لنتائج التصويت، أنّ دولتين عربيتين فقط وافقتا على قرار الأمم المتحدة بإنشاء الآلية المستقلة للكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين والمختفين قسرياً في سجون نظام بشار الأسد.

دولتان عربيتان فقط أيدتا القرار

والدولتان العربيتان هما قطر والكويت فقط، في خطوة أثارت الكثير من ردود الأفعال لا سيما أنّها أظهرت دعم بقية الدول العربية للقمع الذي مارسه نظام بشار الأسد، ودهس حقوق الإنسان.

القادة العرب يدهسون القانون والإنسانية

من جانبه، قال أحمد رمضان مدير مركز لندن لاستراتيجيات الإعلام، في تغريدة عبر موقع “تويتر“، إن القرار حظي بموافقة ٨٣ دولة، بينها أغلب دول أوروبا وإفريقيا، وعارضته ١١ دولة، بينها روسيا وإيران وأنظمة بائسة، في حين امتنعت ٦٢ دولة عن التصويت، بينها دول عربية وإسلامية في خطوة توجه رسالة مشينة ليس للسوريين فقط، بل لدعاة حقوق الإنسان كافة.

وأضاف: “كيف لدول عربية كانت تتنطَّع قبل فترة بالحديث عن تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، الذي يطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، ثم تمتنع عن تأييد قرار أممي يتعلق بأهم ملف إنساني يخص كل عائلة سورية فقدت ابناً لها في سجون الأسد وميليشيات إيران وحزب الله؟”.

وأشار إلى أن الدول التي امتنعت عن تأييد قرار إنساني بهذه الدرجة من الأهمية، وجهت رسالة سلبية ومؤسفة، وعكست ازدواجية المعايير لديها، وعدم إحساسها بآلام السوريين ومعاناتهم.

ولفت رمضان، إلى أنّ التردي الذي أصاب الموقف العربي يعكس أيضاً الضعف الذي تعاني منه المعارضة، وفشلها في ملف العلاقات الخارجية، و”اعتمادها على أشخاص عديمي الكفاءة، وآخرين لديهم غايات مشبوهة”، أدت إلى الإضرار بالثورة وخسارتها لملف العلاقات بسبب عدم التواصل، والافتقار لخطة متكاملة لشرح الأوضاع للدول والحكومات، على حد تعبيره.

ونشر الصحفي السوري قتيبة ياسين، صورة نتيجة التصويت على القرار الأممي، وكتب قائلا: “الأمم المتحدة اعتمدت مشروع قرار لإنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المختفين قسرياً في سوريا.. فقط قطر والكويت صوتتا لصالح القرار بينما بقية الدول العربية إما عارضت أو امتنعت عن التصويت”.

وأضاف: “السؤال: ما الذي يزعجهم بالكشف عن مصير مئات آلاف المعتقلين في المسالخ؟. ألا يدعون بأنهم يسعون لحل سياسي وأحد أهم بنوده إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصيرهم؟. بالنهاية القرار اعتمد وأصواتكم ذهبت في مهب الريح”.

وعلقت الكاتبة ريم الحرمي في تغريدة عبر “تويتر“: “الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت على إنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المفقودين بسوريا.. جميع الدول العربية باستثناء دولة قطر ودولة الكويت امتنعت عن التصويت”.

وأضافت: “من النادر رؤية هذا الإجماع والتعاون العربي، لكن تعاونوا على الإثم والعِدوان، وعلى إضفاء الشرعية للأسد وإفلاته من المحاسبة”.

وكتب أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي: “برهن حكام العرب على أنهم أعداء لشعوبهم وللإنسانية، وبأن لا مروءة لديهم ولا شهامة. فقد صوتت غالبية دول العالم بالأمم المتحدة على تأسيس مؤسسة للكشف عن مصير مائة ألف مفقود في سجون سفاح دمشق. ولم تؤيد القرار سوى دولتين عربيتين. شكرا لقطر والكويت، ولعنة الله على الظالمين والمتواطئين”.

الدول العربية أعادت إحياء نظام بشار الأسد

يُشار إلى أن الدعم العربي واسع النطاق لقمع النظام السوري لا يمكن فصله عن موجة تحسين صورة بشار الأسد التي زادت كثيرا في الفترة الماضية، حيث عملت الكثير من البلدان العربية على استعادة العلاقات مع نظام الأسد.

ومثّلت هذه السياسات التي انتهجتها الدول العربية، إعادة إحياء لنظام بشار الأسد، بعدما قضى سنوات طويلة مُحاصرا بين براثن العزلة؛ على إثر ارتكابه جرائم وحشية ضد شعبه الذي انتفض ضد حكمه في 2011، لكن الأسد مستعينا بروسيا وميليشيا حزب الله، حوّل الثورة إلى حرب أهلية حولت سوريا إلى بلد منكوب.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

Check Also

النمسا ترسل 81 جندياً إلى مهمة الأمم المتحدة في لبنان

أرسلت النمسا 81 جندياً، من بينهم 10 سيدات، للانضمام إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في …