من الطبيعي أن يضع لاعبو كرة القدم لقب عائلاتهم على ظهر قمصانهم مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم، لكن هناك من شذّ عن تلك القاعدة واكتفى بوضع اسمه الشخصي فقط، على غرار الهولندي فيرجل فان دايك، مدافع ليفربول.
لاعبون يرفضون وضع أسماء عائلاتهم على قمصانهم
المتابع لمباريات ليفربول ومن قبله سيلتيك وساوثهامبتون، حتى مع منتخب هولندا، يلاحظ أن فان دايك يضع على ظهر القميص اسمه فيرجل فقط، وليس لقب العائلة فان دايك، كعادة معظم لاعبي كرة القدم.
لم يتطرق المدافع الهولندي إلى سبب هذا التصرف في بادئ الأمر، لكن أحد أقربائه فضح السر في تصريحات أدلى بها لصحيفة the sun الإنجليزية.
وأكد ستيفن فو سيو، وهو خال فيرجل فان دايك، أن اللاعب يكتفى بكتابة اسمه على ظهر القميص، بسبب خلاف نشب بينه وبين والده وهو في عمر 12 عاماً، وما زالت تداعياته موجودة حتى الآن، لأن اللاعب يرفض مسامحة والده الذي تخلى عن والدته هيلين.
وقال فو سيو: “في الحقيقة فإن والد فيرجل لم يكن معهم (الأسرة) منذ سنوات عديدة، لقد انفصل (الأب) عن زوجته وأطفاله الثلاثة، لذا فإن والدة اللاعب هي البطل في نظره”.
وبرر فو سيو تصرُّف فيرجل بالقول: “لا يشطب أحدهم اسم والده دون سبب، رون (والد اللاعب) كان رجلاً لطيفاً، لكن كان عليه أن يكون أكثر من ذلك كي يكون أباً صالحاً”.
وأضاف: “كان عليه أن يكون مع الأسرة مع أجل أطفاله، لقد تزوج رون مرة أخرى وكانت زوجته الجديدة مستبدة للغاية، لذلك لم ير أطفاله كثيراً”.
فان دايك وقصته الحزينة
وتطرّق خال اللاعب إلى دور والدة فيرجل في نشأة أبنائها، فقال: “كان تعمل لساعات طويلة، وفي نفس الوقت تعتني بأطفالها الثالثة دون أن تخصص ولو دقيقة واحدة لنفسها”.
وزاد: “لقد أمضت حياتها في الذهاب يومياً إلى العمل، ثم العودة إلى المنزل، ورعاية الأطفال والقيام بكل مهامها ومن ضمنها طهي الطعام”.
Mo Salah & Virgil van Dijk celebrate sakan sebab Liverpool berada di carta teratas Liga
Untuk order jersey Liverpool
Whatsapp 0185743991 pic.twitter.com/uiHqtdfzwa
— Bear Jersey (@BearJersey1) December 22, 2018
بعد ذلك، كشف اللاعب نفسه بعضاً عن علاقته بوالده، حيث قال في تصريحات تعود لعام 2011: “عشت مع أبي فترة من الوقت، بعد ذلك اخترت العودة لوالدتي”.
وزاد: “في ذلك الوقت كان أخي وشقيقتي يعيشان معها بالفعل، ثم قطعتُ كل الاتصالات مع والدي، في البداية لم يكن الأمر لطيفاً، ولكني لم أعد بحاجة إليه، حاول والدي إعادة الاتصال لكنني لا أريد رؤيته”.
وأتم: “عندما أتقدم في السن ربما سأتحدث معه مرة أخرى، لكن في هذه اللحظة ليس لدي أي شعور تجاهه”.
اللافت أن فيرجيل لم يكن الوحيد بين إخوته ممن شطبوا اسم والدهم، بل إن شقيقه جوردان وشقيقته جينيفر تخليا عن لقب فان دايك، واكتفيا باستخدام اسم والدتهما قبل الزواج بأبيهما، واللقب هو “فو سييو”.
ويدين فيرجل فان دايك، الذي وصل إلى ليفربول في يناير/كانون الثاني 2018، قادماً من ساوثهامبتون في صفقة قُدرت بنحو 85 مليون يورو، لعمه فو سيو في احتراف كرة القدم، حيث كان يصطحبه إلى المباريات والتدريبات.
وبعد وصوله إلى ليفربول أثبت فيرجل أحقية المبلغ الذي دُفع فيه، حيث أحدث نقلة كبيرة في دفاعات “الريدز”، واعتُبر أحد أهم الأسباب في عودة الفريق إلى منصات التتويج.
وتُوج فان دايك مع ليفربول بألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكأس الدرع الخيرية (السوبر الإنجليزي)، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
ويؤكد ستفين فو سيو أن الخلاف ما زال مستمراً بين اللاعب ووالده، حتى بعد وصوله إلى ليفربول وتحقيق هذه الألقاب.
وحسب خال اللاعب، فإن الوالد رون نشر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي عبّر فيها عن فخره بفيرجل، لكن جوردان (شقيق اللاعب) رد عليه بأنه لا يحق له نشر مثل هذه الأشياء.
وحسب “ذا صن” فإن فيرجل اضطر إلى العمل وهو صغير في غسل الأطباق مقابل 2.5 جنيه إسترليني في الساعة، وكاد يفقد حياته في عمر 19 عاماً، بسبب انفجار الزائدة الدودية.
وعندما أصبح لاعباً مشهوراً ويتلقى راتباً أسبوعياً قدره 204 آلاف يورو، اشترى فيرجل لوالدته، وهي ضابطة سابقة في الشرطة العسكرية، منزلاً كبيراً.
والد ديباي تخلى عنه بعمر 4 سنوات
وسار على نهج فان دايك مواطنُه ممفيس ديباي، لاعب أتلتيكو مدريد حالياً، وبرشلونة سابقاً، لخلافات عائلية أيضاً، حيث يكتفي بكتابة ممفيس على ظهر القميص.
وكشفت صحيفة independent البريطانية عن سر ذلك، والذي يتعلق أيضاً بوالده الذي تركه وهو في مرحلة الطفولة.
Memphis Depay wears only his first name on his jersey. When Memphis was four years old, his father abandoned him and his mother. This event greatly affected the young boy. But good news! Recently, the Dutch international announced that he and his father had reconciled. 🔥 pic.twitter.com/B5XqSR1Aac
— Oh My Goal (@OhMyGoalUS) September 26, 2020
وتحدث ممفيس عن ذلك بعد أيام من وصوله إلى مانشستر يونايتد في يوليو/تموز 2015، قادماً من أيندهوفن الهولندي.
وقال ممفيس: “هذه الأشياء جزء من حياتي الشخصية وليست جزءاً من كرة القدم، وحالي مثل أي إنسان، لدي جوانب أخرى في حياتي”.
وأضاف: “لقد تركني والدي وأنا بعمر 4 سنوات، لن أسامحه أبداً، لذا أدعو الجميع إلى أن ينادوني ممفيس وليس ديباي”.
وأتم الهولندي: “على الجميع احترام ذلك، لقد مررت بمواقف صعبة لكنها جعلتني أقوى، وكما ترون، أنا الآن هو الشخص الذي أريده”.
مأساة ديلي آلي
ووضع الإنجليزي ديلي آلي، اللاعب السابق لتوتنهام هوتسبير، والذي يدافع عن ألوان فريق بشيكتاش التركي حالياً، اسمه الأول على القميص، لأنه لا يشعر بأي علاقة حقيقية مع لقبه.
ووفق شبكة sky sports البريطانية، فقد طلب ديلي آلي من إدارة توتنهام هوتسبير، فريقه السابق، في أغسطس/آب 2016، تغيير اسمه على ظهر القميص من آلي إلى ديلي.
وقال اللاعب الإنجليزي عن ذلك: “أردت اسماً على قميصي يمثلني، ويكون لا صلة له بلقب آلي”.
وكشفت صحيفة the sun الإنجليزية أن سبب ذلك يعود إلى دينيس آلي، والدة اللاعب، التي تخلت عنه وهو يقترب من سن المراهقة لسبب خطير.
وقررت دينيس تسليم ابنها إلى إحدى العائلات البريطانية كي ترعاه، وتساعده على تحقيق حلمه في احتراف كرة القدم، في وقت كانت فيه الأم تُعالّج من إدمان شرب الكحول.
ولم يكن اللاعب هو الوحيد الذي تم تسليمه لعائلات بريطانية عن طريق المؤسسات المجتمعية، بل حدث ذلك مع أشقائه الثلاثة.
اللافت في الأمر أن والدة ديلي لم تشعر بالندم حيال ما فعلته، بل تؤكد أنها اتخذت القرار الصحيح في كل مرة كان يحتفل فيها ابنها بتسجيل هدف، سواء للنادي أو لمنتخب إنجلترا.
وقالت دينيس لصحيفة “ذا صن: “كان عليَّ أن أتركه يذهب، من أجل مستقبل أفضل له، كان الأمر قاسياً ومفجعاً، ولكنه كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به”.
وأضافت: “كنت أعاني من مشكلة حدثت لي في طفولتي التعيسة، ثم صرت مدمنة للكحول لمدة سنوات، قامت الخدمات الاجتماعية بزيارتي بعد تلقي شكاوى من جيراني حول حالتي”.
وواصلت دينيس: “قررت السماح لديلي بالعيش مع عائلة أخرى، كننت أعرف أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً”.
وأتمت: “كان من الصعب أن أتخلى عن ابني، لكن ثبت صحة قراري، أنا أشكر العائلة التي ربَّته على مساعدته على التطور وتحقيق حلمه”.
يُذكر أن ديلي وهو في سن الخامسة ذهب للعيش مع والده في نيجيريا، وأمضى معه 6 أشهر، قبل أن يعود مرة أخرى إلى إنجلترا.