أكد موقع “المونيتور” الأمريكي، أنه يمكن للسياح من مجتمع الميم (المثليين) الآن زيارة المملكة العربية السعودية، وفقًا لموقع السياحة الرسمي في المملكة.
وبحسب الموقع، يأتي هذا التحوّل بعد سلسلة من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي قامت بها المملكة في السنوات الأخيرة منذ وصول ولي العهد محمد بن سلمان للسلطة، موضحاً أنه مع ذلك، لا تزال المثلية الجنسية غير قانونية في البلاد، على الرغم من عدم تطبيق هذه القوانين دائمًا.
السماح للمثليين بزيارة السعودية
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن موقع هيئة السياحة السعودية يحتوي على قسم محدث أسفل صفحة الأسئلة الشائعة الخاصة به: “هل ترحبون بزوار مجتمع الميم لزيارة المملكة العربية السعودية؟”، وجاءت إجابة السؤال كالتالي: “نحن لا نطلب من أي شخص الكشف عن التفاصيل الشخصية وليس لدينا. نرحب بالجميع لزيارة بلدنا”.
ووفقاً للموقع، لم يكن هناك إعلان عن التغيير، لكنّ الحسابات على تويتر بدأت في تداول الأخبار يوم الأربعاء الماضي.
وقال الموقع، إنه مثل معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط، فإن العلاقات المثلية محظورة بموجب القانون في المملكة العربية السعودية، ويرجع ذلك إلى الثقافة المحافظة والتفسير التقليدي للشريعة الإسلامية التي تحرم الشذوذ الجنسي، كما يعاقب على العلاقات الجنسية المثلية بالإعدام أو الجلد في المملكة العربية السعودية، إلا أنّ القوانين السعودية ضد المثلية الجنسية تطبّق بشكل غير متّسق في المملكة.
وأشار الموقع إلى ما ذكره تقرير الخارجية الأمريكية عن حالة حقوق الإنسان في المملكة لعام 2022، الذي ورد فيه: “لم تكن هناك محاكمات معروفة على العلاقات المثلية خلال العام” .
ونوّه الموقع إلى أنه من الصعب تحديد “مدى القمع” الذي يواجهه مجتمع LGBTQ في المملكة العربية السعودية، وفقًا لـHuman Dignity Trust ومقرها لندن، والتي تتعقّب قوانين مكافحة LGBTQ في جميع أنحاء العالم.
كما أشار الموقع إلى أنّ السلطات السعودية استهدفت نشاط مجتمع الميم المزعوم في بعض النواحي مؤخرًا، موضحاً أنه في يونيو الماضي، ادّعى المسؤولون السعوديون أنّ ألعاباً ملونة بألوان قوس قزح كانت “تروّج للمثلية الجنسية”.
أهمية القرار بحسب المونيتور
وعن أهمية الإعلان الأخير، قال الموقع إنّ موقع السياحة في المملكة العربية السعودية الذي يعلن أن أفراد مجتمع الميم “موضع ترحيب” يتماشى مع التغييرات الاجتماعية الهائلة التي حدثت في المملكة في السنوات الأخيرة، حيث إنه في عام 2018، رفعت المملكة العربية السعودية الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، ومع ذلك، تم اعتقال العديد من النشطاء الذين يناضلون من أجل حق المرأة في القيادة قبل وقت قصير من القرار.
وفي نفس العام، أعلنت المملكة العربية السعودية أنه لم يعد يُطلب من النساء ارتداء العباءة (قطعة طويلة من الملابس تغطي الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين).
كما أنه في عام 2021، افتتح بيور بيتش في جدة على البحر الأحمر، ليصبحَ أول شاطئ في المملكة العربية السعودية يمكن للنساء ارتداء البكيني فيه.
محظورات ما زالت سارية
وبحسب الموقع، لا تزال بعض القيود التقليدية سارية في المملكة العربية السعودية، مثل حظر الكحول.
واعتبر الموقع أنّ معاملة المثليين في المملكة العربية السعودية أدت إلى الإضرار بصورة المملكة الدولية، لافتاً إلى أنه على سبيل المثال، وصف لاعب الجولف الأمريكي فيل ميكلسون، الذي يلعب في جولة LIV Golf المدعومة من السعودية، الشعب السعودي بأنه “مخيف” العام الماضي، مدّعياً أنهم “يعدمون الناس هناك لكونهم مثليين، حيث أثارت التعليقات ردود فعل قوية ودفعت ميكلسون للاعتذار”.
السماح لغير المتزوجين بالإقامة في الفنادق
وذكر الموقع أيضاً أنّ الأزواج غير المتزوجين مرحّب بهم أيضًا لزيارة المملكة العربية السعودية، وفقًا لموقع السياحة.
وأشار إلى ما نشره موقع السياحة السعودية: “نرحب بالجميع لزيارة المملكة العربية السعودية، ويمكن للأزواج غير المتزوجين مشاركة الإقامة… من المهم احترام العادات المحلية والتصرف بطريقة حساسة ثقافيًا عندما تكون في الأماكن العامة”.
يأتي هذا على الرغم من أن القانون السعودي يحظر على الرجال والنساء العيش معاً إلا إذا كانوا “محارم”، وهو مصطلح باللغة العربية يشير إلى أفراد الأسرة المقربين أو الأزواج. ومع ذلك، في عام 2019، قررت المملكة العربية السعودية السماح للأزواج الأجانب غير المتزوجين بمشاركة غرف الفنادق.
وأشار “المونيتور” إلى أنّ القانون الخاص بهذا الأمر حظي باهتمام إعلامي في يناير بسبب انتقال نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى السعودية للعب في نادي النصر لكرة القدم، حيث عاش رونالدو مع صديقته جورجينا رودريغيز التي لم يتزوج منها.
وقال محامون سعوديون لمنافذ الأخبار الإسبانية في ذلك الوقت، إن السلطات تغضّ الطرف عن الأجانب غير المتزوجين الذين يعيشون معًا.
وتسمح الفنادق الموجودة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط بشكل منتظم للأزواج الأجانب بالبقاء في نفس الغرفة دون إثبات الزواج. ومع ذلك، غالبًا ما يحتاج السكان المحليون والمواطنون في البلدان ذات الأغلبية المسلمة إلى إبراز شهادة الزواج في مثل هذه الحالات.
المصدر – موقع المونيتور