بعد تعرض بولندا لضربة صاروخية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، وتسببها بمقتل مواطنين بولنديين وما رافقها من بلبلة دولية حول الجهة المسؤولة عن الحادث، ارتأت البلاد عدم تعريض منتخبها الوطني إلى كأس العالم في قطر واتخذت قرارا بحمايته “في الجو”.
فقد رافقت طائرات مقاتلة من طراز F-16 منتخب بولندا المتجه إلى قطر للمشاركة في مونديال 2022 أمس الخميس، بعد الضربة الصاروخية القاتلة ليلة الثلاثاء.
صاروخ قتل بولنديين
ومن المعلوم أن مواطنين بولنديين قتلا في الضربة التي وقعت في شرق البلاد، على بعد أربعة أميال من الحدود الأوكرانية، حيث تدور حرب “استنزافية” بين روسيا وأوكرانيا.
ولا تزال السلطات البولندية تحاول التأكد بالضبط من مصدر الصاروخ، مع وجود مؤشرات أولية تشير إلى نظام دفاع جوي أوكراني كان يسعى لمواجهة القصف الروسي، وهو تأكيد نفته أوكرانيا.
وفي إشارة إلى أن بولندا لن “تخاطر” بعد الضربة القاتلة، أظهرت لقطات نشرتها البلاد يوم الخميس طائرة ركاب تقل فريقها الوطني لكرة القدم ترافقها طائرتان مقاتلتان من طراز إف -16.
“لقد رافقتنا طائرات إف 16 إلى الحدود الجنوبية لبولندا!” هذا ما نشره حساب تويتر الخاص بالمنتخب الوطني أمس. وتمت مشاركة الصور المأخوذة من ثلاث طائرات مختلفة.
بولندا لن “تخاطر”
وشوهدت الطائرات المقاتلة وهي تحلق تقريبًا من جناح إلى جناح على طول طائرة الركاب، وهي مزينة باللونين الوطنيين البولنديين الأحمر والأبيض.
وتمت كتابة “جمهورية بولندا” على جانب طائرة الركاب. وزُين جناحها الخلفي بصور لشخصيات تاريخية لبولندا بتاريخ 1918-2018.
وباللغة البولندية، نصت الرسالة على ما يلي: “الذكرى المئوية لاستعادة استقلال بولندا”.
وأظهر مقطع فيديو أيضا المنتخب الوطني في صورة وداع مع الموظفين قبل الصعود على متن الطائرة. وأظهرت لقطات أخذت عبر نافذة الطائرة ركاب طائرتين مقاتلتين تحلقان بجانب بعضهما بعضا.
وستشارك بولندا في كأس العالم للمرة التاسعة. وهي المشاركة الرابعة للمنتخب البولندي في النسخ الست الأخيرة من نهائيات كأس العالم.
كأس العالم
وتنطلق منافسات كأس العالم يوم الأحد بين الدولة المضيفة قطر والإكوادور. بالنسبة لبولندا، تأتي أول مواجهة لها ضد المكسيك يوم الثلاثاء.
وكانت روسيا أطلقت الثلاثاء، وابلًا من الصواريخ على مستوى البلاد يضم أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيرة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 10 ملايين شخص في أوكرانيا، وهي ضربات وصفها وزير الطاقة الأوكراني بأنها أكبر هجوم حتى الآن على شبكة الكهرباء المدمرة في البلاد خلال ما يقرب من تسعة أشهر من الحرب.
وأدى الهجوم عن سقوط صاروخ في بولندا أسفر عن مقتل شخصين. وقُتل بوغوسلاف ووس (62 عاما)، رئيس عمال مستودع حبوب، وبوجدان سيوبيك (60 عامًا)، سائق جرار، مساء يوم الثلاثاء عندما ضرب صاروخ S-300 بلدة برزيودو في شرق بولندا، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وزار الرئيس البولندي أندريه دودا يوم الخميس الموقع الذي سقط فيه الصاروخ، وأعرب عن تفهمه لمحنة أوكرانيا. وقال دودا “إنه وضع صعب للغاية بالنسبة لهم، وهناك مشاعر كبيرة، وهناك أيضا ضغوط كبيرة”.
“سقوط الطائرة الماليزية”
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ للصحافيين في بروكسل: “هذا ليس خطأ أوكرانيا. تتحمل روسيا المسؤولية النهائية لأنها تواصل حربها غير القانونية ضد أوكرانيا”.
وقال ستولتنبرغ أيضًا إنه من المحتمل أن يكون صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن المسارات تشير إلى أنه من غير المرجح أن يكون الصاروخ قد أطلق من روسيا. ونفت روسيا مسؤوليتها.
كما بدا أن وزير الخارجية دميترو كوليبا يتراجع عن موقف كييف القائل، إن صاروخًا روسيًا ضرب بولندا بعد مكالمة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وكتب كوليبا على تويتر “خبراؤنا موجودون بالفعل في بولندا. نتوقع منهم الوصول بسرعة إلى الموقع بالتعاون مع سلطات إنفاذ القانون البولندية”.
وللمفارقة، حكم قاض هولندي يوم الخميس على روسيين وأوكراني بالسجن مدى الحياة بسبب إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 فوق أوكرانيا في عام 2014، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصًا.
لم يكن أي من المشتبه بهم حاضرًا في المحكمة أو من المحتمل أن يقضوا عقوباتهم، مما دفع الرئيس الأوكراني زيلينسكي للإشادة بالحكم “المهم” لكنه دعا إلى محاسبة المسؤولين.
ورفض الكرملين الحكم ووصفه بدوافع سياسية بينما اتهمت أستراليا موسكو بـ “إيواء قتلة”.
المصدر – صحيفة الديلى ميل – وكالات