بدأ العمال في قرية سان جورجين بإزالة 17 خيمة بيضاء تأوي عشرات المهاجرين، وذلك بأمر من رئيس البلدية فرديناند آغنر. تأتي هذه الخطوة بسبب مواجهة بينه وبين الحكومة الفيدرالية بشأن الأعداد المستمرة في الارتفاع بسبب استمرار تدفق طالبي اللجوء في النمسا.
تحدى عمدة قرية نمساوية صغيرة الحكومة الفيدرالية لبلده وأمر بتفكيك عشرات الخيام التي تأوي مهاجرين، واعتبرها أنها غير إنسانية وغير آمنة، خاصة في فترة العواصف.
واعتبر العمدة أنه “من الواضح جدًا أن هذه الطريقة في تدبير الأزمة بمجرد نصب الخيام أجدها الحل الأكثر غباء، ولن أسمح بنصب هذه الخيام في البلديات التي تقوم بالفعل بما يكفي”، في تصريح لوكالة أسوشيتد بريس.
وبدأ العمدة يوم الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في إزالة 17 خيمة بيضاء أقيمت في قريته الشهر الماضي، بعد نزاع استمر أسابيع مع الحكومة الفيدرالية. وجدير بالذكر أنه إلى غاية مساء يوم الاثنين (14نوفمبر/تشرين الثاني)، لم تقدم وزارة الداخلية النمساوية استئنافًا أمام المحكمة لإبقاء الخيام في مكانها. وقد تم توزيع أكثر من 100 طالب لجوء، ممن كانوا يعيشون في الخيام على ملاجئ أخرى.
ونددت فيينا برفض سلطات القرية إسكان طالبي اللجوء في الخيام، بينما رد عمدة القرية إيغنر بالقول “إنه عدد كبير للغاية”، في إشارة إلى عدد طالبي اللجوء الذي من المفترض أن تستوعبه قرية سانت جورجين”.
من جهته قال كريستوف بينتر، رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في النمسا، إنه إذا قامت كل بلدية في النمسا “بإنشاء أماكن قليلة مشابهة، فسيتم حل المشكلة بسرعة”. وأضاف المتحدث أن هناك حاجة إلى 5000 مكان إضافي في الدولة الواقعة في جبال الألب.
معبر برينر الحدودي بين إيطاليا والنمسا
عمدة القرية المعنية اعتبر أن بعض سكان قريته شعروا بالتهديد من وجود طالبي اللجوء، خاصة أن نسبة كبيرة منهم من الشباب. بينما تحدث وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر عن هذه النقطة بقوله “إن الخيام تمنع الشباب الذين ليس لديهم فرصة عملياً للحصول على اللجوء من البقاء، أمام المدارس وأمام رياض الأطفال وفي ساحاتنا الرئيسية وفي ساحات القرى وفي محطات القطار”، حسبما نقلته عنه صحيفة دير ستاندار النمساوية اليومية.
من أين يتوافد اللاجئون؟
تقدم أكثر من 70 ألف شخص بطلبات لجوء في النمسا بين يناير / كانون الثاني وسبتمبر / أيلول 2022. وقد ارتفعت الأرقام مقارنة بالسنة الماضية، حيث تقدم حينها حوالي 40 ألف شخص فقط بطلبات لجوء في عام 2021 بأكمله. كما لجأ أكثر من 85 ألف أوكراني ممن فروا من الغزو الروسي على بلدهم إلى النمسا.
ويأتي الكثير من طالبي اللجوء الآخرين من الهند وسوريا وأفغانستان وشمال إفريقيا. ولا يخطط الكثيرون غالباً للبقاء في النمسا، مفضلين مواصلة رحلتهم إلى دول أخرى مثل ألمانيا أو إسبانيا أو إيطاليا بحثًا عن عمل. ومع ذلك، لا يُسمح لهم قانونًا بالمرور عبر النمسا، لذلك يتقدمون بطلب للحصول على اللجوء إذا تم احتجازهم لتجنب الترحيل الفوري. لهذا السبب، فإن العدد الفعلي لطالبي اللجوء في النمسا أقل بكثير، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
المصدر – أ.ب/ م.ب – شبكة رمضان