ألمانيا – تفاصيل محاكمة طبيب الحقن السامة السورى – ومحاولات الهروب بمساعدة نظام الأسد

ما تزل الجلسات الخاصة بمحاكمة الطبيب السوري، علاء موسى مستمرة حتى الآن في ألمانيا، بعدما ألقت السلطات القبض عليه في 2020، ليمثل ومع بداية العام الحالي أمام محكمة مدينة فرانكفورت، في خطوة هي الثالثة من نوعها، التي تستهدف منتهكي حقوق الإنسان في سوريا.

ويرتبط اسم “موسى” (36 عاما) بتهم خطيرة، منها القتل والتعذيب الذي وقع بحسب لائحة الاتهام على معتقلين سوريين، في أثناء تلقيهم العلاج بالمشفى العسكري بمدينة حمص وسط البلاد.

وتشمل قائمة الاتهامات بحقه أيضا تعذيب سجناء في سجن تابع للمخابرات العسكرية في حمص بين عامي 2011 و2012، فيما وجه المدعي العام الألماني سابقا تهمة القتل العمد بحقن طبية سامة، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية خطيرة بالمعتقلين المعارضين.

وكان “علاء” قد غادر سوريا، منتصف عام 2015، ووصل إلى ألمانيا على غرار مئات آلاف السوريين آنذاك، عندما فتحت المستشارة الألمانية حدود بلادها أمامهم.

وبعد ذلك، استأنف ممارسة الطب في مستشفى أحد المنتجعات الألمانية حتى اعتقاله، في شهر يونيو من العام 2020.

وأطلقت ألمانيا، منذ 2011، تحقيقا حول الجرائم المرتكبة في سوريا، وجمعت وثائق وشهادات حول هذه التجاوزات.

وتستند هذه الدعاوى إلى المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية، والذي يسمح للدولة بمقاضاة مرتكبي الجرائم الإنسانية الخطيرة، ولا سيما جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن جنسيتهم، وموقع ارتكاب هذه الجرائم.

ماذا حصل في آخر جلسة؟

ومنذ تاريخ مثوله أمام المحكمة الألمانية في فرانكفورت، في يناير 2020 عقدت سلسلة من الجلسات الخاصة بمسار هذه المحاكمة.

وكانت آخر هذه الجلسات يوم الخميس، إذ حضرها مراقبو “المركز السوري للعدالة والمساءلة”، وهو مركز حقوقي مقره واشنطن، وتم فيها “عرض وقراءة تقرير تحقيق للشرطة الألمانية حول علاء واتصاله بالصحافي السوري أكثم سليمان، المدير السابق لمكتب قناة الجزيرة في برلين (حتى عام 2012)”.

واتضح حسب ما أورد المركز الحقوقي، الجمعة أن “سليمان كان يعمل كسؤول إعلامي في السفارة السورية في برلين في تلك الفترة السابقة لاعتقال علاء”.

وأضاف: “في رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الطرفين بين الفترة الممتدة من مايو إلى يونيو من العام 2020 والتي عرضها المحققون الألمان في قاعة المحكمة، سأل علاء أكثم عما إذا كان من الممكن العودة إلى سوريا أو الذهاب إلى موسكو أو طهران أو الإمارات”.

“أخبره أكثم أن الحدود مع بلجيكا وفرنسا مفتوحة في ذلك الوقت، أثناء جائحة كوفيد”، بينما حاول مساعدته “من خلال الاتصال بصديق في نيويورك، لكنه لم ينجح بالتواصل معه، وكذلك ساعده بترجمة وثائقه”.

وكان أكثم هو من أوصى “علاء” بتوكيل المحامي “أسامة العجي” للدفاع عنه، وفق “العدالة والمساءلة”.

وشرح المركز الحقوقي أنه و”من ضمن المراسلات بين الطرفين، شارك الطبيب العديد من لقطات الشاشة (سكرين شوت) والفيديوهات، وروابط بحوزته حول التقارير الإعلامية عنه وعن الشاهد الطبيب م. هـ من فيديو قناة الجزيرة، واصفا إياه بأنه إسلامي متطرف وإرهابي، وأخبر أكثم أن يلقي نظرة عليها ويحرر تقريرا عنها، لإعطائه لمحاميه”.

و”سليمان” هو محرر ومذيع سابق في “إذاعة صوت ألمانيا”، وعمل في قناة الجزيرة الفضائية مديرا لمكتبها في برلين، ثم أعلن استقالته عن القناة في ديسمبر 2012، “بسبب ما وصفه بافتقار القناة للمهنية خلال تغطيتها للربيع العربي”.

منذ ذلك الوقت، ظهر على وسائل الإعلام، من بينها الألمانية، بصفة محلل سياسي وخبير في الشؤون الأوروبية.

ومن خلال جلسة المحاكمة الأخيرة “اتضح أنه كان المسؤول الإعلامي في السفارة السورية في برلين عندما تواصل الطبيب علاء، مع السفارة طالبا المساعدة لمغادرة ألمانيا”.

وجاء في التفاصيل التي نشرها مركز “العدالة والمساءلة” أن “سليمان ربط الطبيب بأشخاص في السفارة السورية في برلين لمساعدته على مغادرة ألمانيا من خلال الاتصال بوزارتي الداخلية والخارجية السوريتين للحصول على تصريح له للعودة على متن رحلة جوية إلى دمشق عبر بيروت”.

بعد ذلك، “عرض عليه مقعدا في الرحلة، لكن علاء رفض في النهاية، لأنه ادعى أن زوجته هي التي أرادت السفر وليس هو، وقد نجح بتهدئتها في النهاية”.

“لست طرفا في القضية”

وتواصل موقع “الحرة” مع أكثم سليمان للتعليق على ما تضمنته الجلسة الأخيرة من محاكمة “الطبيب السوري” موسى، وقال بعد طرح سؤال يتعلق بموقفه مما نشره المركز الحقوقي إن “الأوراق والوثائق في عهدة المحكمة وأنا أتابع مثلك هذه القضية”.

لكنه أضاف مستدركا: “لكن الأكيد أن هذا الخبر خاطئ”.

وتابع: “لكن أنا لا رأي لي في قضية بات الرأي فيها للقضاء، كما لست طرفا فيها ولا أمثل أيا من الجهات أو الأطراف”.

وقبل مثول موسى أمام محكمة فرانكفورت كانت محكمة “كوبلنز” في ألمانيا قد قضت في يناير الماضي بالسجن المؤبد مدى الحياة على الضابط السابق في “فرع الخطيب” في دمشق، أنور رسلان.

وسبق وأن حكم القضاء الألماني في فبراير 2020 بالسجن أربع سنوات ونصف على إياد الغريب (44 عاما) بتهمة المشاركة في اعتقال 30 متظاهرا على الأقل في دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية قرب دمشق، في سبتمبر أو أكتوبر 2011، ومن ثم نقلهم إلى مركز اعتقال تابع لأجهزة الاستخبارات.

ويعتبر إياد الغريب المسؤول الأدنى رتبة في ذات القضية التي كانت متعلقة بأنور رسلان، وكان قد وصل إلى ألمانيا في 2018.

المصدر – وكالات

شاهد أيضاً

قانون لجوء الأجانب في مصر يثير الجدل.. كيف أجبر الاتحاد الأوروبي القاهرة على الإسراع بتمريره؟

مررت الحكومة المصرية بشكل مبدئي قانون لجوء الأجانب الذي أثار جدلاً حقوقياً وشعبياً واسعاً خلال …