خلال المراسم التي أقامتها المملكة المتحدة لدفن الملكة إليزابيث الثانية التي حكمت بريطانيا 70 سنة، تابع العالم تحفة معمارية تعود إلى القرون الوسطى، تمثلت في كنيسة وستمنستر، الواقعة بالقرب من نهر التايمز ومبنى البرلمان بوسط العاصمة لندن
محتويات كنيسة وستمنستر
كنيسة وستمنستر التاريخية تضم العديد من النوادر التي تجذب السائحين على مدار العام لمشاهدتها والتعرف إليها عن قرب، حيث كانت الكنيسة ومازالت مقرًا لمعظم الاحتفالات والفعاليات ذات الأهمية الوطنية في بريطانيا، بحسب «BBC».
كانت كنيسة وستمنستر شاهدا على تتويج ملوك وملكات بريطانيا خلال الأزمنة المتعاقبة، بما في ذلك تتويج الملكة إليزابيث الثانية سنة 1953، حيث أنشأها الرهبان البينديكتيون (نسبة إلى القديس بينديكت)، سنة 960 ميلادية، لكن أعاد بناءها الملك هنري الثالث سنة 1245 لتظل بشكلها الحالي الذي هي عليه اليوم.
تضم كنيسة وستمنستر رفات أكثر من 3300 شخصية شهيرة، بما في ذلك 30 ملكا وملكة حكموا المملكة البريطانية على مر العصور، كما استضافت 16 زفافًا ملكيًا، حيث كان آخر زفاف ملكي تشهده الكنيسة سنة 2011 عندما ارتدت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية فستانا أصفر لحضور حفل زفاف الأمير وليام وكيت ميدلتون، وقبل هذا الحفل شهدت الكنيسة 15 حفل زفاف ملكيًا، بدءًا من الملك هنري الأول الذي تزوج الأميرة ماتيلدا، أميرة إسكتلندا سنة 1100، مرورًا بحفل زفاف الملكة إليزابيث من الملك فيليب سنة 1947.
كما تضم كنيسة وستمنستر أقدم باب في بريطانيا، والذي جرى افتتاحه سنة 1050 قبل الغزو الفرنسي، ومازال على هذا الباب بقايا من جلد البقر، لكن في القرن 19 برزت أسطورة تشير إلى أن هذه البقايا من جلد البقر كانت في الواقع جلدا بشريا يعود إلى شخص تعرض للسلخ بعد القبض عليه أثناء تدنيس المقدسات أو ارتكاب جريمة سرقة داخل كنيسة وستمنستر، ورُوي أيضًا أن جلده وُضع على الباب وثُبت بمسامير كرادع للآخرين.
جنازة الملكة إليزابيث الثانية
وشيعت بريطانيا وقادة العالم في جنازة مهيبة، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.
شارك في الجنازة نحو 500 من زعماء وملوك وقادة وممثلين من 200 دولة، من بين 2000 شخص دعتهم السلطات البريطانية لحضور مراسم وداع الملكة الراحلة، التي توفيت يوم 8 سبتمبر الجارى عن عمر يناهز 96 عامًا، وكان في مقدمة المشيعين الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وبعد قداس الملكة في كاتدرائية وستمنستر، بحضور الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميليا، وأبناء الملكة الراحلة وكبار أحفادها، تم وضع التابوت المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالعلم الملكى مع تاج الإمبراطورية على عربة مدفع، وقام بسحبه أفراد من القوات البحرية إلى وستمنستر، وبعد انتهاء المراسم نُقل نعش الملكة إلى قوس ولينجتون، وبعدها نُقل إلى وندسور، لترقد مع زوجها الراحل الأمير فيليب، لتُنهى مراسم دفن الملكة الحداد في أنحاء بريطانيا، رغم أن حداد الأسرة المالكة سيستمر 7 أيام أخرى.
وشارك الدكتور مصطفى مدبولى في حفل الاستقبال الذي أقامه الملك تشارلز الثالث لرؤساء الدول والحكومات المشاركين في مراسم الجنازة.. وخلال حفل الاستقبال، التقى رئيس الوزراء مع الملك تشارلز الثالث، وقدّم التعازي للملك نيابة عن الرئيس، كما نقل تمنيات الرئيس السيسى للمملكة المتحدة باستمرار التقدم والازدهار في عهد الملك تشارلز.
وأعرب الملك تشارلز الثالث عن شكره لمصر، قيادةً وشعبًا، على مشاعر التضامن الصادقة. وعقب مراسم الجنازة، سجل رئيس الوزراء كلمة تأبين في دفتر التعازى الملكية، عبر خلالها عن تعازيه، نيابة عن الرئيس والشعب والحكومة، إلى الملك تشارلز الثالث في وفاة الملكة.